“عيد الأسرة وبس”

| زهير توفيقي

صادف‭ ‬تاريخ‭ ‬‮١٩‬‭ ‬يونيو‭ ‬مناسبة‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الأب،‭ ‬وكما‭ ‬توقعنا‭ ‬مر‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬مرور‭ ‬الكرام‭ ‬وبكل‭ ‬هدوء‭ ‬وكأنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭! ‬مناسبة‭ ‬هذا‭ ‬الحديث‭ ‬ليست‭ ‬غيرتي‭ ‬كرجل‭ ‬على‭ ‬احتفال‭ ‬عيد‭ ‬الأم‭ ‬الذي‭ ‬يصادف‭ ‬‮٢١‬‭ ‬مارس،‭ ‬بل‭ ‬قناعتي‭ ‬بأن‭ ‬الأب‭ ‬يستحق‭ ‬أيضًا‭ ‬هذا‭ ‬التكريم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أفراد‭ ‬عائلته‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬مع‭ ‬احتفال‭ ‬عيد‭ ‬الأم،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يقام‭ ‬الاحتفال‭ ‬سويًا‭ ‬ويسمى‭ ‬عيد‭ ‬الأسرة‭.‬

والكل‭ ‬يتفق‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الوالدين‭ ‬يتقاسمان‭ ‬المسؤوليات‭ ‬والعمل‭ ‬الشاق‭ ‬ويبذلان‭ ‬الغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تربية‭ ‬وتعليم‭ ‬الأبناء،‭ ‬بل‭ ‬ويستمران‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬أحوالهم‭ ‬وهمومهم‭ ‬ورعايتهم‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬زواجهم،‭ ‬ويستمر‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬لأحفادهم‭ ‬طالما‭ ‬هما‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭.‬

أنا‭ ‬لا‭ ‬أنكر‭ ‬هنا‭ ‬أعمال‭ ‬وتضحيات‭ ‬وصبر‭ ‬الأم،‭ ‬ولا‭ ‬أتكلم‭ ‬بلغة‭ ‬الأنانية،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬الأب‭ ‬يتحمل‭ ‬أيضًا‭ ‬مسؤوليات‭ ‬جسيمة‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬واستمرارية‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭ ‬وتوفير‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬ومستلزمات‭ ‬الحياة‭ ‬وغيرها‭.‬

ورغم‭ ‬قسوة‭ ‬الأيام‭ ‬وصعوبتها،‭ ‬فكم‭ ‬من‭ ‬الآباء‭ ‬أناروا‭ ‬طريق‭ ‬أبنائهم،‭ ‬ووضعوا‭ ‬حكمتهم‭ ‬وخبرتهم‭ ‬بين‭ ‬أيديهم‭ ‬ليستمدوا‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬يفيدهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يواجههم‭ ‬من‭ ‬عثرات‭ ‬الحياة،‭ ‬فكلمة‭ ‬شكر‭ ‬نوجّهها‭ ‬لهم‭ ‬وبر‭ ‬وإحسان‭ ‬لن‭ ‬توفي‭ ‬حقهم‭ ‬علينا،‭ ‬فلنقدّم‭ ‬لهم‭ ‬كلّ‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جميل‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يشعرهم‭ ‬بالسّعادة،‭ ‬وقد‭ ‬وجدتها‭ ‬فرصة‭ ‬رائعة‭ ‬لمشاركة‭ ‬القراء‭ ‬الأعزاء‭ ‬لإعطائهم‭ ‬فكرة‭ ‬مبسطة‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الأب،‭ ‬حيث‭ ‬يعتبر‭ ‬تاريخ‭ ‬‮١٩‬‭ ‬يونيو‭ ‬الموعد‭ ‬المحدد‭ ‬للاحتفال‭ ‬بالأب‭ ‬وتكريمه،‭ ‬وتعتبر‭ ‬سونورا‭ ‬سمارت‭ ‬دود‭ ‬من‭ ‬واشنطن‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬اقترح‭ ‬الاحتفال‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1910م،‭ ‬وجاء‭ ‬الاقتراح‭ ‬بالاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬الأب‭ ‬من‭ ‬قبلها‭ ‬خلال‭ ‬استماعها‭ ‬للموعظة‭ ‬التي‭ ‬ألقيت‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬الشبان‭ ‬المسيحيّة‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الأم‭ ‬وتكريمها،‭ ‬فكانت‭ ‬بمثابة‭ ‬إلهام‭ ‬لها‭ ‬حول‭ ‬الاحتفال‭ ‬بوالدها‭ ‬ويليام‭ ‬سمارت،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬قدماء‭ ‬المحاربين‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬رعايته‭ ‬لها‭ ‬ولإخوتها‭ ‬الخمسة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬الأم‭.‬

الآن‭ ‬وبعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الشرح‭ ‬والإيضاح‭ ‬ألا‭ ‬تتفقون‭ ‬معي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأب‭ ‬يستحق‭ ‬التكريم‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬خاص‭ ‬أو‭ ‬مشترك‭ ‬مع‭ ‬الأم‭... ‬ما‭ ‬رأيكم؟‭.‬