رؤيا مغايرة

مشاهدات من نافذة بيتي

| فاتن حمزة

لا‭ ‬أدري‭ ‬لماذا‭ ‬ينتابني‭ ‬شعور‭ ‬أنني‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أستشف‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬وطني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نافذة‭ ‬بيتي،‭ ‬فكما‭ ‬يقال‭ ‬الشاهد‭ ‬ينبئ‭ ‬عن‭ ‬الغائب،‭ ‬ولعل‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬المشاهد‭ ‬قصصا‭ ‬وحكايات‭ ‬طويلة‭.‬

من‭ ‬نافدة‭ ‬بيتي‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أرى‭ ‬بالأمس‭ ‬من‭ ‬يلقي‭ ‬القمامة‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬من‭ ‬سيارته،‭ ‬واليوم‭ ‬لا‭ ‬أكاد‭ ‬أرى‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يلقي‭ ‬القمامة‭.‬

من‭ ‬نافذة‭ ‬بيتي‭ ‬قبل‭ ‬سنين،‭ ‬لا‭ ‬أكاد‭ ‬أرى‭ ‬من‭ ‬يتجاوز‭ ‬السرعة‭ ‬المقررة‭ ‬للشارع،‭ ‬واليوم‭ ‬ازدادت‭ ‬هذه‭ ‬التجاوزات،‭ ‬وسألت‭ ‬أحدهم‭ ‬عن‭ ‬علة‭ ‬ذلك‭ ‬فأخبرني‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬المرور‭ ‬غيرت‭ ‬اتجاه‭ ‬كاميرا‭ ‬مراقبة‭ ‬السرعة‭ ‬إلى‭ ‬الشارع‭ ‬الثاني‭!‬

من‭ ‬نافذة‭ ‬بيتي‭ ‬كنت‭ ‬أنظر‭ ‬إلى‭ ‬نظافة‭ ‬منطقتنا،‭ ‬واليوم‭ ‬أجد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الآسيويين‭ ‬وبكل‭ ‬أريحية‭ ‬وجرأة‭ ‬يلقون‭ ‬مخلفات‭ ‬البناء‭ ‬فيها‭!‬

من‭ ‬نافذة‭ ‬بيتي‭ ‬كنت‭ ‬بالكاد‭ ‬أرى‭ ‬بعض‭ ‬الآسيويين،‭ ‬واليوم‭ ‬أصبحوا‭ ‬بالعشرات‭ ‬وعلى‭ ‬استعداد‭ ‬لعمل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬ليسددوا‭ ‬مبالغ‭ ‬شهرية‭ ‬لمن‭ ‬جلبهم‭.‬

حكايات‭ ‬نافذتي‭ ‬كثيرة،‭ ‬ولا‭ ‬أدري‭ ‬عن‭ ‬نوافذ‭ ‬الآخرين،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المشاهد‭ ‬القليلة‭ ‬تنبئ‭ ‬عن‭ ‬أخرى،‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬يتحرك‭ ‬المسؤولون‭ ‬والنواب‭ ‬للقضاء‭ ‬عليها‭ ‬أو‭ ‬تقليل‭ ‬ضررها،‭ ‬المواطن‭ ‬بحاجة‭ ‬لأن‭ ‬يشعر‭ ‬بالراحة‭ ‬في‭ ‬محل‭ ‬سكنه،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحنا‭ ‬قلقين‭ ‬على‭ ‬أنفسنا‭ ‬وأبنائنا،‭ ‬نمنعهم‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬اللعب‭ ‬أمام‭ ‬منازلنا‭ ‬بسبب‭ ‬تهور‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬السياقة‭ ‬وكثرة‭ ‬الأجانب‭ ‬والعزاب‭ ‬من‭ ‬حولنا،‭ ‬سنبقى‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بوضع‭ ‬خطط‭ ‬عاجلة‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلات‭.‬