فجر جديد

الكاميرا والبندقية

| إبراهيم النهام

انتشرت‭ ‬مؤخرا‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬عديدة،‭ ‬تظهر‭ ‬كميات‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬الفواكه‭ ‬“خصوصا‭ ‬الموز”،‭ ‬وهي‭ ‬مكومة‭ ‬في‭ ‬“كراتينها”‭ ‬في‭ ‬حاويات‭ ‬الزبالة‭ ‬بسوق‭ ‬المنامة‭ ‬المركزي،‭ ‬وسط‭ ‬استنكار‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬لهدر‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬النعمة‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬المقزز؟

وتسعى‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ - ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬عالمياً‭ - ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية‭ ‬عبر‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الفائض‭ ‬منها‭ ‬برميه‭ ‬بالزبالة‭ ‬أو‭ ‬البحر،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تقديمه‭ ‬للأسر‭ ‬الفقيرة‭ ‬أو‭ ‬المتعففة،‭ ‬أو‭ ‬الجمعيات‭ ‬أو‭ ‬الصناديق‭ ‬الخيرية،‭ ‬فهل‭ ‬وصل‭ ‬بنا‭ ‬الحال‭ ‬لذلك؟‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬تحرم‭ ‬منها‭ ‬بعض‭ ‬الأسر‭ ‬من‭ ‬تذوق‭ ‬الفاكهة‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة‭.‬

من‭ ‬المستغرب‭ ‬تواجد‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬الدخيل‭ ‬بثقافة‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬الكريم،‭ ‬والذي‭ ‬يعرف‭ ‬عنه‭ ‬الكرم‭ ‬ومد‭ ‬يد‭ ‬العون،‭ ‬ومساعدة‭ ‬الزائر‭ ‬والغريب،‭ ‬فمتى‭ ‬كان‭ ‬للمال‭ ‬أو‭ ‬“البزنس”‭ ‬الغلبة‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬التجار‭ ‬والشركات‭ ‬بهذا‭ ‬التوغل؟‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬العطاء‭ ‬والصدقة‭ ‬نهجاً‭ ‬متأصلاً‭ ‬في‭ ‬سياساتهم؟‭ ‬وهو‭ ‬نهج‭ ‬سيكون‭ ‬بمردود‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬توقعاتهم‭ ‬بكثير‭.‬

وللأسف،‭ ‬لم‭ ‬تلاق‭ ‬مقاطع‭ ‬الفيديو‭ ‬هذه،‭ ‬أي‭ ‬ردة‭ ‬فعل،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مستغرب‭ ‬أيضاً،‭ ‬فالمفترض‭ ‬أن‭ ‬تحظى‭ ‬الملفات‭ ‬والأحداث‭ ‬التي‭ ‬تثير‭ ‬مشاعر‭ ‬الناس‭ ‬بالأولوية‭ ‬والاهتمام‭ ‬والمتابعة‭.‬

 

‭ ‬أشكر‭ ‬الزميل‭ ‬غازي‭ ‬الغريري‭ ‬مراسل‭ ‬تلفزيون‭ ‬دبي‭ ‬على‭ ‬جهوده‭ ‬الكبيرة‭ ‬والمشكورة،‭ ‬والتي‭ ‬وثقت‭ ‬للداخل‭ ‬والخارج‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬قصص‭ ‬النجاح‭ ‬البحرينية،‭ ‬خصوصاً‭ ‬بفترة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭.‬ تقارير‭ ‬الغريري‭ ‬المتنوعة‭ ‬و”المتعوب‭ ‬عليها”‭ ‬تذكرنا‭ ‬بدور‭ ‬المراسل‭ ‬التلفزيوني‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬تأثيراً‭ ‬عن‭ ‬الجندي‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬البندقية‭ ‬عند‭ ‬جبهات‭ ‬القتال‭ ‬الأمامية،‭ ‬فالكاميرا‭ ‬والبندقية‭ ‬وجهان‭ ‬لعملة‭ ‬واحدة،‭ ‬ودمتم‭ ‬بخير‭.‬