الملتحقون بالتعليم الصناعي من البدايات إلى الآن (3)

| د. حسين المهدي

بينا‭ ‬في‭ ‬المقالين‭ ‬السابقين‭ ‬أن‭ ‬بدايات‭ ‬التعليم‭ ‬الصناعي‭ ‬النظامي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ترجع‭ ‬إلى‭ (‬1936‭ - ‬1937م‭) ‬بأربعة‭ ‬فصول‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬والمحرق،‭ ‬فصلان‭ ‬للنجارة‭ ‬والميكانيكا‭ ‬وفصلان‭ ‬للبرادة‭ ‬والحدادة،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬التالي‭ ‬تأسست‭ ‬مدرسة‭ ‬المنامة‭ ‬الصناعية‭ ‬كأول‭ ‬مدرسة‭ ‬حكومية،‭ ‬بمدرسين‭ ‬سوريين‭ ‬اثنين‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الجامعة‭ ‬الأميركية‭ ‬ببيروت،‭ ‬وبلغ‭ ‬الملتحقون‭ ‬18،‭ ‬منهم‭ ‬12‭ ‬بالمنامة‭ ‬و6‭ ‬بالمحرق،‭ ‬بمكافأة‭ ‬شهرية‭ ‬قيمتها‭ ‬15‭ ‬روبية،‭ ‬لتشجيع‭ ‬الطلاب‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬المهني‭ ‬غير‭ ‬المرغوب‭ ‬آنذاك‭ ‬وفقًا‭ ‬للمستشار‭ ‬بلجريف،‭ ‬وقفز‭ ‬العدد‭ ‬إلى‭ ‬35،‭ ‬أي‭ ‬94‭ % ‬في‭ (‬1940‭ - ‬1941م‭) ‬مقارنة‭ ‬بثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬خلت،‭ ‬ثم‭ ‬نما‭ ‬86‭ % ‬بالعام‭ ‬التالي‭ ‬ليبلغ‭ ‬65‭. ‬وقد‭ ‬ألقت‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬بظلالها‭ ‬فتراجع‭ ‬الملتحقون‭ ‬إلى‭ ‬55‭ ‬و46‭ ‬بالعامين‭ (‬1943‭ - ‬1944م‭) ‬و‭(‬1946‭ - ‬1947م‭) ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬ووصل‭ ‬إلى‭ ‬89،‭ ‬في‭ (‬1959‭ - ‬1960م‭).‬

وواصل‭ ‬معدل‭ ‬التحاق‭ ‬الطلبة‭ ‬صعوده‭ ‬في‭ ‬العقدين‭ ‬التاليين‭ ‬نتيجة‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬المهارات‭ ‬المهنية‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬المحلي‭ ‬والاستقلال،‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية،‭ ‬ليسجل‭ ‬الملتحقون‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬مدارس‭ ‬صناعية‭ ‬فيها‭ ‬32‭ ‬صفا‭ ‬815‭ ‬طالبًا،‭ ‬محققًا‭ ‬نموًا‭ ‬قياسيا‭ ‬فاق‭ ‬9‭ ‬أضعاف‭ ‬أي‭ ‬بـ‭ ‬726،‭ ‬في‭ (‬1978‭ - ‬1979م‭)‬،‭ ‬عاكسًا‭ ‬تغير‭ ‬نظرة‭ ‬المجتمع‭ ‬الإيجابية‭ ‬للتعليم‭ ‬المهني‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬سائدًا‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬تأسيس‭ ‬التعليم‭ ‬الصناعي‭.‬

ونكمل‭ ‬اليوم‭ ‬مسار‭ ‬التعليم‭ ‬المهني،‭ ‬في‭ ‬العقدين‭ ‬القادمين‭ (‬1980‭ - ‬1999م‭) ‬راصدين‭ ‬ارتفاعات‭ ‬متتالية‭ ‬في‭ ‬إجماليات‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالدراسة‭ ‬الصناعية‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬مقتصرة‭ ‬على‭ ‬الذكور‭ ‬–‭ ‬مع‭ ‬ملاحظة‭ ‬ظهور‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬الذي‭ ‬التحقت‭ ‬به‭ ‬الإناث،‭ ‬وسنذكره‭ ‬مستقبلًا‭ ‬–‭ ‬حيث‭ ‬التحق‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬الصناعة‭ ‬الثلاث‭ ‬1122‭ ‬طالبًا‭ ‬في‭ (‬1980‭ - ‬1981م‭) ‬وهي‭ ‬المنامة‭ ‬وجدحفص‭ ‬والمحرق‭ ‬موزعين‭ ‬كالتالي‭: ‬399‭ ‬و395‭ ‬و328‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الثلاث‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬ثم‭ ‬بين‭ ‬لنا‭ ‬عام‭ (‬1984‭ - ‬1985م‭) ‬نموًا‭ ‬96‭ % ‬أي‭ ‬1598،‭ ‬ليكون‭ ‬هناك‭ ‬2413‭ ‬طالبًا،‭ ‬مقارنة‭ ‬ببداية‭ ‬عقد‭ ‬الثمانينات‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬التخصصات،‭ ‬ثم‭ ‬لينمو‭ ‬عددهم‭ ‬بوتيرة‭ ‬بلغت‭ ‬حوالي‭ ‬40‭ % ‬أي‭ ‬952،‭ ‬ليصبح‭ ‬عددهم‭ ‬بعد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬3365‭ ‬ملتحقا‭ ‬بالتعليم‭ ‬الصناعي‭ ‬في‭ (‬1992‭ - ‬1993م‭)‬،‭ ‬موزعين‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬محافظات‭ ‬ومناطق‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬البالغة‭ ‬11،‭ ‬فكان‭ ‬من‭ ‬جدحفص‭ (‬664‭) ‬والمنامة‭ (‬485‭) ‬والمحرق‭ (‬460‭) ‬والشمالية‭ (‬361‭) ‬والوسطى‭ (‬321‭) ‬ومدينة‭ ‬عيسى‭ (‬263‭) ‬وسترة‭ (‬250‭) ‬والغربية‭ (‬190‭) ‬والرفاع‭ (‬168‭) ‬ومدينة‭ ‬حمد‭ (‬160‭) ‬والحد‭ (‬40‭)‬،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عقد‭ ‬التسعينات‭ (‬1998‭ - ‬1999م‭) ‬أظهر‭ ‬تراجعًا‭ ‬طفيفًا‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬الملتحقين‭ ‬بالمدارس‭ ‬الصناعية،‭ ‬بـ‭ ‬71‭ ‬ليقف‭ ‬عند‭ ‬3294‭ ‬طالبًا،‭ ‬ربما‭ ‬يعزى‭ ‬إلى‭ ‬تغيرات‭ ‬في‭ ‬التحاق‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المسارات‭ ‬التعليمية‭. ‬وسننهي‭ ‬الموضوع‭ ‬لاحقًا‭.‬