العهد المشؤوم للتشرد والسكن بالإيجار

| عبدالرحمن مهابادي

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الإحصاءات‭ ‬الحقيقية‭ ‬موضوع‭ ‬أمني‭ ‬وسري‭ ‬وبعيد‭ ‬عن‭ ‬متناول‭ ‬المجتمع‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬حكم‭ ‬نظام‭ ‬الملالي،‭ ‬بيد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬كشف‭ ‬النقاب‭ ‬على‭ ‬الملأ‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬الكواليس‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬ببعض‭ ‬القضايا،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬السكن‭ ‬وأصحاب‭ ‬العقارات‭ ‬والمستأجرين،‭ ‬وما‭ ‬آل‭ ‬إليه‭ ‬الإنتاج‭ ‬والطلب‭ ‬على‭ ‬السكن؛‭ ‬من‭ ‬باطن‭ ‬تصريحات‭ ‬مختلف‭ ‬الزمر‭ ‬في‭ ‬سلطة‭ ‬الملالي،‭ ‬كما‭ ‬تشير‭ ‬المؤسسات‭ ‬المتخصصة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الإحصاءات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬لآخر‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬وتتهرب‭ ‬من‭ ‬المساءلة‭.‬

فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬يقال‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الربيع،‭ ‬وهو‭ ‬موسم‭ ‬انتقال‭ ‬المستأجرين‭ ‬إن‭ ‬40‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬الإيرانية‭ ‬مستأجرون،‭ ‬ويتعين‭ ‬على‭ ‬معظمهم‭ ‬الانتقال‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬أو‭ ‬عامين‭ ‬إلى‭ ‬الأحياء‭ ‬الأرخص‭ ‬ذات‭ ‬المساحة‭ ‬السكنية‭ ‬الأصغر‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬منزل‭ ‬بسبب‭ ‬تراجع‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬قيمة‭ ‬الإيجار‭. ‬والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أنه‭ ‬بإلقاء‭ ‬نظرة‭ ‬عامة‭ ‬على‭ ‬الإحصاءات‭ ‬التي‭ ‬نشرتها‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬المستأجرين‭ ‬قد‭ ‬تضاعف‭ ‬بمقدار‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬3‭ ‬مرات‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1986‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬وصل‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬83‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬فإن‭ ‬40‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬الحضرية‭ ‬مستأجرون‭. (‬موقع‭ ‬“جهان‭ ‬نيوز”،‭ ‬2‭ ‬يونيو‭ ‬2021‭). ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬حصة‭ ‬السكن‭ ‬في‭ ‬تكاليف‭ ‬معيشة‭ ‬الأسر‭ ‬الإيرانية‭ ‬يتضح‭ ‬حجم‭ ‬العبء‭ ‬الثقيل‭ ‬الذي‭ ‬يقصم‭ ‬ظهر‭ ‬الأسرة،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬تزايد‭ ‬ثقل‭ ‬هذا‭ ‬العبء‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬وكل‭ ‬عقد،‭ ‬واتضح‭ ‬بموجب‭ ‬الدراسات‭ ‬أن‭ ‬تكاليف‭ ‬توفير‭ ‬السكن‭ ‬والإيجار‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬تلتهم‭ ‬حوالي‭ ‬45‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬نفقات‭ ‬الأسرة‭ ‬المستأجرة‭. (‬خراسان،‭ ‬3‭ ‬يونيو‭ ‬2021‭). ‬وبناءً‭ ‬عليه،‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للعامل‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬العمل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬قيمة‭ ‬الإيجار‭ ‬فقط‭ ‬براتب‭ ‬شهري‭ ‬قدره‭ ‬2‭ ‬مليون‭ ‬تومان‭ ‬فقط؟‭ ‬ومن‭ ‬أين‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬النفقات‭ ‬المعيشية‭ ‬الأخرى؟

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذا‭ ‬الجحيم‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬المتلاحقة‭ ‬التي‭ ‬يصارعها‭ ‬نظام‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه‭ ‬ترسخت‭ ‬قضايا‭ ‬الفساد‭ ‬واللصوصية‭ ‬والتربح‭ ‬الريعي‭ ‬وضياع‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬الوطنية‭ ‬هباءً‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬حكم‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الفاشي‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬توفير‭ ‬مأوى‭ ‬لأبناء‭ ‬الوطن‭ ‬لا‭ ‬محل‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الإعراب،‭ ‬والشاهد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬يتجسد‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬فشل‭ ‬الحكومة‭ ‬المتوالية‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬السكن‭. ‬وبعد‭ ‬تولي‭ ‬حكومة‭ ‬روحاني‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم،‭ ‬كانت‭ ‬خطة‭ ‬“الإسكان‭ ‬القومي”‭ ‬تقضي‭ ‬بهدم‭ ‬100‭,‬000‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬400‭,‬000‭ ‬وحدة‭ ‬وبناء‭ ‬300‭,‬000‭ ‬وحدة‭ ‬للفئات‭ ‬محدودة‭ ‬الدخل،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬التقارير‭ ‬تشير‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬فشل‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭. ‬“مجاهدين”‭.‬