سوالف

السلوك الإيراني لن يتغير بوصول إبراهيم رئيسي

| أسامة الماجد

تتواصل‭ ‬المشاهد‭ ‬الدامية‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬ومصادرة‭ ‬حرية‭ ‬وسلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬باستمرار‭ ‬بوصول‭ ‬وحوش‭ ‬البشر‭ ‬“جناح‭ ‬المحافظين‭ ‬والمتشددين”‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬سدة‭ ‬الرئاسة‭ ‬والتعبئة‭ ‬المستمرة‭ ‬ضد‭ ‬التقدم‭ ‬والارتقاء‭ ‬والحريات،‭ ‬وذلك‭ ‬بوصول‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭ ‬المتهم‭ ‬بانتهاكات‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬إعدام‭ ‬آلاف‭ ‬السجناء‭ ‬السياسيين‭ ‬عام‭ ‬1988‭ ‬حينما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬شكل‭ ‬الخميني‭ ‬حينها‭ ‬لجنة‭ ‬سميت‭ ‬بلجنة‭ ‬الموت‭ ‬حددت‭ ‬مصير‭ ‬آلاف‭ ‬السجناء‭ ‬السياسيين‭ ‬الذين‭ ‬حكم‭ ‬عليهم‭ ‬بالإعدام‭.‬

وصول‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭ ‬إلى‭ ‬رئاسة‭ ‬إيران‭ ‬شيء‭ ‬طبيعي‭ ‬رغم‭ ‬التضحيات‭ ‬الكبيرة‭ ‬والباهظة‭ ‬للشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬الممنوع‭ ‬من‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬ومن‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك‭ ‬يساق‭ ‬إلى‭ ‬النار‭ ‬والمشانق،‭ ‬فالحكومات‭ ‬الإيرانية‭ ‬المتعاقبة‭ ‬وبدل‭ ‬رعاية‭ ‬الناس‭ ‬وتحسين‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والانتصار‭ ‬للأهداف‭ ‬الإنسانية،‭ ‬تعمل‭ ‬العكس‭ ‬وتعيث‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬فسادا،‭ ‬وباستطاعة‭ ‬أي‭ ‬مراقب‭ ‬سياسي‭ ‬أن‭ ‬يلتمس‭ ‬الخيبات‭ ‬المتواصلة‭ ‬للرؤساء‭ ‬الإيرانيين‭ ‬والسقوط‭ ‬الأخلاقي‭ ‬لجمهورية‭ ‬الملالي،‭ ‬فالرئيس‭ ‬الجديد‭ ‬وعد‭ ‬كذبا‭ ‬بإزاحة‭ ‬الخطر‭ ‬عن‭ ‬المجتمع‭ ‬الإيراني‭ ‬عبر‭ ‬قطعه‭ ‬عدة‭ ‬وعود‭ ‬مثل‭ ‬إجراء‭ ‬تغيير‭ ‬جوهري‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬ومكافحة‭ ‬التهريب،‭ ‬وزيادة‭ ‬الصادرات‭ ‬غير‭ ‬النفطية،‭ ‬وإنشاء‭ ‬4‭ ‬ملايين‭ ‬مسكن،‭ ‬وخلق‭ ‬مليون‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬العام،‭ ‬والمساعدة‭ ‬لتحقيق‭ ‬700‭ ‬ألف‭ ‬زواج‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الوعود‭ ‬على‭ ‬الصعد‭ ‬كافة‭.‬

على‭ ‬الصعيد‭ ‬الخارجي‭ ‬لا‭ ‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬الجديد‭ ‬لن‭ ‬يرعى‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر،‭ ‬فكل‭ ‬المعطيات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬هذيانها‭ ‬وتحرشاتها‭ ‬وإجرامها‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬فعبر‭ ‬التاريخ‭ ‬استفزازات‭ ‬الإيرانيين‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬الشاه‭ ‬إلى‭ ‬عهد‭ ‬الخميني‭ ‬وإلى‭ ‬عهدنا‭ ‬الحالي‭ ‬لم‭ ‬تتوقف،‭ ‬ولأن‭ ‬هذه‭ ‬الأحقاد‭ ‬وما‭ ‬يتصل‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬أطماع‭ ‬واعتداءات‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يبررها،‭ ‬فإن‭ ‬الرجعية‭ ‬الإيرانية‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تلبسها‭ ‬ثوبا‭ ‬قوميا‭ ‬مصطنعا،‭ ‬وسنرى‭ ‬قريبا‭ ‬ما‭ ‬سيصرح‭ ‬به‭ ‬الرئيس‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭ ‬تجاه‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭.‬

بحسابات‭ ‬الجيرة‭ ‬والروابط‭ ‬التاريخية‭ ‬لن‭ ‬يتغير‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬الإيراني‭ ‬بوصول‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭.‬