تنمية المهارات الرقمية وإعداد الجيل القادم من قادة التكنولوجيا على طريق تحقيق رؤية البحرين 2030

| جيسون كاو

برزت‭ ‬أهمية‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬شهدناها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭. ‬

وأدى‭ ‬تفشي‭ ‬الجائحة‭ ‬لإحداث‭ ‬تغييرات‭ ‬جذرية‭ ‬على‭ ‬أسلوب‭ ‬عملنا‭ ‬وحياتنا‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نتوقعها،‭ ‬قد‭ ‬تستمر‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬السلبيات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬إيجابيات‭ ‬تمثلت‭ ‬بالتكنولوجيا‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬حاسم‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬مواصلة‭ ‬الأعمال‭ ‬ومواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬واستمرار‭ ‬التواصل‭ ‬الذي‭ ‬زاد‭ ‬زخمه‭ ‬بمختلف‭ ‬أوجهه‭. ‬وساهمت‭ ‬تقنيات‭ ‬التعليم‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬والعمل‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬والتجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والخدمات‭ ‬المصرفية‭ ‬الرقمية‭ ‬والتسوق‭ ‬عبر‭ ‬الانترنت‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬الأشخاص‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬حياتهم‭ ‬كالمعتاد‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭.‬

أدركت‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬أهمية‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬ووضعت‭ ‬قيادة‭ ‬المملكة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬والخطط‭ ‬الكفيلة‭ ‬بتوفير‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬متينة‭ ‬لتقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬السلس‭ ‬ودعم‭ ‬مجتمع‭ ‬الأعمال‭ ‬وخدمات‭ ‬الأفراد‭ ‬وترفع‭ ‬سقف‭ ‬الابتكار‭ ‬التقني‭. ‬وإيمانا‭ ‬منها‭ ‬بالدور‭ ‬الحاسم‭ ‬للتقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬تحقيق‭ ‬رؤيتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬سعت‭ ‬البحرين‭ ‬للاستفادة‭ ‬القصوى‭ ‬من‭ ‬التقنيات‭ ‬المتطورة‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬كبرى‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والشركات‭ ‬العالمية‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬

ولعل‭ ‬أهم‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬العناية‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬بدايات‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬هو‭ ‬مسألة‭ ‬توفير‭ ‬المهارات‭ ‬التقنية‭ ‬اللازمة‭ ‬لإدارة‭ ‬وتشغيل‭ ‬وتخطيط‭ ‬مستقبل‭ ‬التكنولوجيا‭. ‬فاستثمرت‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬مواهب‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬وتوفير‭ ‬المهارات‭ ‬البشرية‭ ‬التي‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬استخدام‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬وتوظيفها‭ ‬لصالح‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الخطط‭ ‬التنموية‭ ‬الطموحة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

اليوم،‭ ‬تعتبر‭ ‬المعلومات‭ ‬والمهارات‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬المحاور‭ ‬الأساسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الازدهار‭ ‬الاقتصادي‭. ‬وخلال‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬تسهم‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬التعليم‭ ‬للجميع‭ ‬وتنمية‭ ‬مهاراتهم‭ ‬الرقمية‭. ‬وتتمتع‭ ‬البحرين‭ ‬بمكانة‭ ‬مهمة‭ ‬باعتبارها‭ ‬مركزا‭ ‬عالميا‭ ‬لتقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬وتفخر‭ ‬بوجود‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القياديين‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬أحدث‭ ‬التقنيات‭. ‬

لذا،‭ ‬تبرز‭ ‬أهمية‭ ‬رعاية‭ ‬المواهب‭ ‬المحلية‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬توفر‭ ‬هذين‭ ‬العاملين‭ ‬لمواصلة‭ ‬بناء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرقمي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وتعزيز‭ ‬القدرات‭ ‬التقنية‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬كافية‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تواكبها‭ ‬تنمية‭ ‬مستمرة‭ ‬للمواهب‭ ‬التي‭ ‬يمكنها‭ ‬قيادة‭ ‬زمام‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬وتنفيذ‭ ‬برامج‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬المتواصل‭ ‬لتحفيز‭ ‬الابتكار‭ ‬التقني‭ ‬ومساهمة‭ ‬جيل‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬التطور‭ ‬التقني‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

لا‭ ‬تقتصر‭ ‬مسؤولية‭ ‬تنمية‭ ‬المهارات‭ ‬التقنية‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬مسؤولية‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭. ‬فالجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والشركات‭ ‬الموفرة‭ ‬للتقنيات‭ ‬والحلول‭ ‬لديهم‭ ‬مسؤولية‭ ‬مشتركة‭ ‬حيال‭ ‬توفير‭ ‬المعرفة‭ ‬والأدوات‭ ‬التقنية‭ ‬اللازمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الغرض‭. ‬والتزاما‭ ‬من‭ ‬بهذا‭ ‬النهج،‭ ‬نحرص‭ ‬في‭ ‬هواوي‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الوزارات‭ ‬والجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لتخطيط‭ ‬وتنفيذ‭ ‬البرامج‭ ‬والمبادرات‭ ‬الخاصة‭ ‬بتنمية‭ ‬مواهب‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬2030‭ ‬والآفاق‭ ‬التنموية‭ ‬الطموحة‭ ‬التي‭ ‬تنشدها‭ ‬الدولة‭ ‬لمستقبل‭ ‬أبنائها‭. ‬وقد‭ ‬وضعت‭ ‬هواوي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخطط‭ ‬لرعاية‭ ‬المواهب‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مبادرة‭ ‬“بحرين‭ ‬درايف”‭ ‬لتنمية‭ ‬المواهب،‭ ‬حيث‭ ‬نتعاون‭ ‬مع‭ ‬5‭ ‬جامعات‭ ‬رائدة‭ ‬كجامعة‭ ‬بوليتكنك‭ ‬البحرين‭ ‬وجامعة‭ ‬البحرين‭ ‬والجامعة‭ ‬العربية‭ ‬المفتوحة‭ ‬وجامعة‭ ‬AMA‭ ‬والجامعة‭ ‬الأهلية‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬مناهج‭ ‬أكاديمية‭ ‬هواوي‭ ‬لتقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الطلاب‭ ‬للقيام‭ ‬بالتدريب‭ ‬اللازم‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬صقل‭ ‬مهاراتهم‭ ‬وإعدادهم‭ ‬لقيادة‭ ‬دفة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬برنامج‭ ‬بذور‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المستقبل،‭ ‬نوفر‭ ‬فرصة‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬مقرنا‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬لعشرة‭ ‬طلاب‭ ‬متفوقين‭ ‬بشكل‭ ‬سنوي،‭ ‬حيث‭ ‬يمكنهم‭ ‬أن‭ ‬يتعرفوا‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬على‭ ‬تقنياتنا‭ ‬الرائدة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬ويحاورون‭ ‬خبرائنا‭ ‬ويطلعون‭ ‬ميدانيا‭ ‬على‭ ‬أحدث‭ ‬التجارب‭ ‬والبحوث‭ ‬في‭ ‬مختبراتنا‭ ‬ومراكزنا‭.‬

أما‭ ‬مسابقة‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬بشكل‭ ‬سنوي‭ ‬فهي‭ ‬فرصة‭ ‬ذهبية‭ ‬لإذكاء‭ ‬روح‭ ‬التنافس‭ ‬بين‭ ‬الطلاب‭. ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬نسخة‭ ‬2019‭ - ‬2020‭ ‬من‭ ‬المسابقة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬طالب‭ ‬وطالبة‭ ‬من‭ ‬البحرين،‭ ‬جاء‭ ‬3‭ ‬منهم‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬10‭ ‬طلاب‭ ‬في‭ ‬التصفيات‭ ‬العالمية‭. ‬

وعلى‭ ‬مدار‭ ‬4‭ ‬أعوام‭ ‬متتالية،‭ ‬حقق‭ ‬الطلاب‭ ‬البحرينيون‭ ‬مراكز‭ ‬متقدمة‭ ‬بين‭ ‬الفرق‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسابقة‭.‬

نلتزم‭ ‬بمشاركة‭ ‬علومنا‭ ‬وخبراتنا‭ ‬مع‭ ‬أخوتنا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬موظفين‭ ‬رسميين‭ ‬وطلاب‭ ‬أكاديميين،‭ ‬ولن‭ ‬نتردد‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬إمكاناتنا‭ ‬كافة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬تنمية‭ ‬المواهب‭ ‬التقنية‭ ‬المحلية‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬والوزارات‭ ‬المعنية‭ ‬لتوفير‭ ‬برامج‭ ‬التدريب‭ ‬ومنصات‭ ‬التنافس‭ ‬التي‭ ‬تشجع‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬التقني‭.‬

وكلنا‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الازدهار‭ ‬التكنولوجي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬استراتيجياتها‭ ‬ورويتها‭ ‬الطموحة‭ ‬والنهج‭ ‬العام‭ ‬لبناء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرقمي‭ ‬المستدام‭.‬