من جديد

نقطة مراجعة

| د. سمر الأبيوكي

بات‭ ‬الأمر‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المراجعة،‭ ‬مراجعة‭ ‬الذات،‭ ‬الأفعال،‭ ‬التصرفات،‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور،‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬مررنا‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الإنساني‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬نتيجة‭ ‬تغير‭ ‬منحنى‭ ‬حياتنا‭ ‬بعد‭ ‬رصد‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬والذي‭ ‬بتنا‭ ‬نتعايش‭ ‬معه‭ ‬لكنه‭ ‬خلف‭ ‬من‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفقد،‭ ‬فقد‭ ‬الأحبة‭ ‬والأصدقاء‭ ‬والأهل،‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬فقد‭ ‬المتعة‭ ‬والفرح‭ ‬والحياة‭ ‬الماضية‭ ‬التي‭ ‬كنا‭ ‬نتكبر‭ ‬عليها‭.‬

الحقيقة‭ ‬أنني‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬استنتاج‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬أقصر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬خطط‭ ‬نود‭ ‬أن‭ ‬نرسمها‭ ‬لأنفسنا،‭ ‬فالكثير‭ ‬منا‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬تصحيح‭ ‬الإعدادات‭ ‬إذا‭ ‬صح‭ ‬التعبير،‭ ‬وهو‭ ‬الوضع‭ ‬الأنسب‭ ‬حاليا،‭ ‬أما‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يتعلموا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الدرس‭ ‬العظيم‭ ‬وما‭ ‬نمر‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬اختلاف‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬فلا‭ ‬أسف‭ ‬عليهم،‭ ‬فليس‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الدرس‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬أي‭ ‬أمر‭ ‬حتى‭ ‬نعاود‭ ‬حساباتنا‭ ‬ونراجع‭ ‬ما‭ ‬وصلنا‭ ‬إليه‭.‬

‭ ‬ومضة‭:‬

‭ ‬بت‭ ‬لا‭ ‬أطيق‭ ‬التصنع‭ ‬غير‭ ‬المفهوم،‭ ‬صحيح‭ ‬أنني‭ ‬أعمل‭ ‬بجد‭ ‬لكنني‭ ‬لا‭ ‬أمني‭ ‬نفسي‭ ‬سوى‭ ‬بإتقاني‭ ‬عملي،‭ ‬والأهم‭ ‬أني‭ ‬بت‭ ‬لا‭ ‬أضغط‭ ‬عليها‭ ‬كثيرا‭ ‬كما‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬كما‭ ‬عاهدت‭ ‬نفسي‭ ‬أن‭ ‬أجعل‭ ‬للراحة‭ ‬مكانا‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬وأن‭ ‬أحبها‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬سبق،‭ ‬ففي‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬فعله‭ ‬هو‭ ‬تقبلنا‭ ‬أنفسنا،‭ ‬بل‭ ‬والاتحاد‭ ‬معها‭ ‬حتى‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نستكين‭ ‬ونصل‭ ‬للسلام‭ ‬المرجو،‭ ‬فسلامة‭ ‬النفس‭ ‬وراحتها‭ ‬أهم‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬تتوق‭ ‬له‭ ‬عقلياتنا‭ ‬وأمانينا‭.‬