فجر جديد

هيبة “العلم”

| إبراهيم النهام

قبل‭ ‬سنتين‭ ‬تقريباً،‭ ‬نشرت‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬صورة‭ ‬لعلم‭ ‬المملكة‭ ‬وهو‭ ‬يرفرف‭ ‬على‭ ‬أسطح‭ ‬إحدى‭ ‬الوزارات،‭ ‬وكان‭ ‬بحالة‭ ‬يرثى‭ ‬لها،‭ ‬وهو‭ ‬قديم‭ ‬وممزق،‭ ‬سويعات‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬بواحد‭ ‬آخر‭ ‬جديد‭ ‬بصورة‭ ‬تعكس‭ ‬الحس‭ ‬الوطني،‭ ‬والاستجابة‭ ‬الفورية‭ ‬للسلطة‭ ‬الرابعة‭ ‬ودورها‭ ‬البناء‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬المحلي‭.‬

وبعد‭ ‬هذه‭ ‬الحادثة‭ ‬بفترة،‭ ‬نشر‭ ‬ناشطون‭ ‬بغضب‭ ‬في‭ ‬“السوشال‭ ‬ميديا”‭ ‬إعلانا‭ ‬لشركة‭ ‬تنتج‭ ‬أصباغ‭ ‬الجدران،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نشرت‭ ‬صورة‭ ‬العلم‭ ‬على‭ ‬“بروش”‭ ‬صبغ،‭ ‬أطلت‭ ‬به‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬لوحات‭ ‬الشوارع‭ ‬الكبيرة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تسارع‭ ‬بعدها‭ ‬بسحب‭ ‬الإعلان‭ ‬برمته‭.‬

ويوم‭ ‬أمس‭ ‬تحديداً،‭ ‬وبينما‭ ‬كنت‭ ‬أتجول‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬محلات‭ ‬السوبرماركت،‭ ‬فوجئت‭ ‬بإحدى‭ ‬شركات‭ ‬المحارم‭ ‬الورقية‭ ‬وعلبتها‭ ‬الخارجية‭ ‬تحمل‭ ‬صورة‭ ‬العلم‭ ‬بلونيه‭ ‬الأحمر‭ ‬والأبيض‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الاتجاهات،‭ ‬وكأنها‭ ‬وسيلة‭ ‬للترويج‭ ‬أو‭ ‬التسويق‭ ‬لهذه‭ ‬البضاعة‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬محارمها‭ ‬البيضاء‭ ‬للتنظيف‭.‬

وما‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬وذاك،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬تشريع‭ ‬يمنع‭ ‬استخدام‭ ‬العلم‭ ‬البحريني‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬محددة‭ ‬وواضحة‭ ‬ومسؤولة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬هيبته‭ ‬ومكانته‭ ‬وصورته‭ ‬الدائمة‭ ‬والراسخة‭ ‬بالأذهان‭.‬

علم‭ ‬البحرين‭ ‬واجهة‭ ‬البلد‭ ‬ورمز‭ ‬سيادتها‭ ‬ووحدتها‭ ‬الوطنية،‭ ‬ويعبر‭ ‬عن‭ ‬مكنون‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني،‭ ‬ويلم‭ ‬الصف‭ ‬ويجمع‭ ‬الناس‭ ‬كلهم‭ ‬بروح‭ ‬واحدة،‭ ‬صلبة،‭ ‬تقف‭ ‬كالسد‭ ‬المنيع‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬محاولات‭ ‬التغلغل‭ ‬والتفتيت‭ ‬والتشكيك،‭ ‬والكل‭ ‬بلا‭ ‬استثناء،‭ ‬سواء‭ ‬بالوزارات‭ ‬أو‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬أو‭ ‬الشركات‭ ‬أو‭ ‬المؤسسات‭ ‬أو‭ ‬المنازل‭ ‬الخاصة،‭ ‬مطالب‭ ‬بحماية‭ ‬العلم،‭ ‬بالرعاية‭ ‬وتغييره‭ ‬إن‭ ‬استلزم‭ ‬الأمر،‭ ‬وإظهاره‭ ‬دوماً‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب‭ ‬والمسؤول،‭ ‬فهذا‭ ‬العلم‭ ‬رمز‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يحيط‭ ‬بنا،‭ ‬وبأولادنا،‭ ‬ودمتم‭ ‬بخير‭.‬