ما وراء الحقيقة

تصنيف الإرهابيين

| د. طارق آل شيخان الشمري

لابد‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬وتكرار‭ ‬هذا‭ ‬القول،‭ ‬إنه‭ ‬ليس‭ ‬لأي‭ ‬حزب‭ ‬عميل‭ ‬أو‭ ‬كيان‭ ‬إرهابي‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬استغلالية‭ ‬بالعالم‭ ‬العربي،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬شعبيتها‭ ‬بأي‭ ‬بلد‭ ‬عربي،‭ ‬تنصيب‭ ‬نفسها‭ ‬مدافعة‭ ‬عن‭ ‬العروبة‭ ‬والوحدة‭ ‬العربية‭ ‬ومصالح‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬الفعل‭ ‬العباءة‭ ‬التي‭ ‬تخفت‭ ‬تحتها‭ ‬حركات‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬وحماس‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬والحوثي‭ ‬والتنظيمات‭ ‬الموالية‭ ‬لإيران‭ ‬والعثمانيين،‭ ‬وتسببت‭ ‬بدمار‭ ‬المجتمع‭ ‬والبلاد‭ ‬العربية،‭ ‬وستستمر‭ ‬بذلك‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التصدي‭ ‬لها‭ ‬بكل‭ ‬حزم‭.‬

فما‭ ‬خلفته‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬نفذها‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمون‭ ‬والتنظيمات‭ ‬والكيانات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الموالية‭ ‬لإيران‭ ‬وتركيا،‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬أوباما‭ ‬وهيلاري‭ ‬كلينتون،‭ ‬مازالت‭ ‬آثاره‭ ‬واضحة‭ ‬بدمار‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وتهجير‭ ‬وتشريد‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬وكبار‭ ‬السن‭ ‬من‭ ‬أمتنا‭ ‬العربية،‭ ‬والجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬ارتكبت‭ ‬في‭ ‬خمس‭ ‬بلدان‭ ‬عربية،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الكراهية‭ ‬والإرهاب‭ ‬والعمالة‭ ‬لغير‭ ‬العرب،‭ ‬والتمجيد‭ ‬بالشعوبيين‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬وتركيا‭ ‬وشق‭ ‬وحدة‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي،‭ ‬كما‭ ‬فعلت‭ ‬حماس‭ ‬الإخوانية‭ ‬باحتلالها‭ ‬غزة‭ ‬وتقسيمها‭ ‬وحدة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬واستمرار‭ ‬معاناتهم‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬الأحزاب‭ ‬والحركات‭ ‬والتنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬قادت‭ ‬وتقود‭ ‬عمليات‭ ‬تدمير‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي،‭ ‬مازالت‭ ‬تتشدق‭ ‬بالعروبة‭ ‬ووحدة‭ ‬العرب‭ ‬والوحدة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وتعمل‭ ‬مع‭ ‬أطراف‭ ‬خارجية‭ ‬للتصدي‭ ‬لأي‭ ‬تحالف‭ ‬أو‭ ‬تقارب‭ ‬عربي،‭ ‬وتحديدا‭ ‬للتحالف‭ ‬العربي‭ ‬الثلاثي‭ ‬“مصر‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات”،‭ ‬لهذا‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬الآن‭ ‬إصدار‭ ‬قرار‭ ‬عربي‭ ‬موحد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية،‭ ‬بتصنيف‭ ‬الإخوان‭ ‬وحماس‭ ‬والحوثي‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬كجماعات‭ ‬إرهابية،‭ ‬والدولة‭ ‬التي‭ ‬تتحفظ‭ ‬أو‭ ‬تمتنع‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬قد‭ ‬نتهمها‭ ‬بأنها‭ ‬شريكة‭ ‬بكل‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬هذه‭ ‬الكيانات‭ ‬والتنظيمات،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬النخب‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المدنية‭ ‬العربية‭ ‬تحريك‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬للتصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الجماعات‭ ‬والكيانات‭.‬

وكنا‭ ‬وسنكون‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬العربية‭ ‬الدولية‭ ‬“كارنتر”‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تتصدى‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬بعمالته‭ ‬تدمير‭ ‬الأمن‭ ‬المجتمعي‭ ‬العربي‭.‬