أحضان وطن توجيهات جلالة الملك... لأن بلدنا ما مثلها بلد

| عادل عيسى المرزوق

الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬كانت‭ ‬ممزوجة‭ ‬بـ‭ ‬“المشاعر‭ ‬الدفاقة“،‭ ‬لكن‭ ‬خلاصة‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬المرحلة‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬تنفرج‭ ‬بانخفاض‭ ‬عدد‭ ‬الإصابات‭ ‬والوفيات،‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬تنقضي‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬تمامًا،‭ ‬أقول‭ ‬خلاصتها‭ ‬إن‭ ‬“بلدنا‭ ‬ما‭ ‬مثلها‭ ‬بلد‭ ‬وعمار‭ ‬يا‭ ‬البحرين”‭.. ‬فتوجيهات‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬بإطلاق‭ ‬حزمة‭ ‬مالية‭ ‬واقتصادية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬انعكاسات‭ ‬الجائحة‭ ‬ودعم‭ ‬ومساندة‭ ‬القطاعات‭ ‬المتأثرة،‭ ‬هي‭ ‬أكبر‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬“جلالة‭ ‬الملك‭ ‬القائد”‭ ‬لا‭ ‬يقدم‭ ‬على‭ ‬رعاية‭ ‬مصالح‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭ ‬في‭ ‬أشد‭ ‬الظروف‭ ‬أي‭ ‬مطلب‭ ‬آخر‭.. ‬سواء‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬المجتمعي‭ ‬والمعيشي‭ ‬والصحي‭ ‬والخدماتي،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تعزيز‭ ‬استقرار‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭.‬

هذه‭ ‬الصورة‭ ‬تصدرت‭ ‬المشهد‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية،‭ ‬فقيادتنا‭ ‬هي‭ ‬العز‭ ‬والفخر‭ ‬وهي‭ ‬الملاذ‭ ‬الضامن‭ ‬والآمن‭ ‬الذي‭ ‬يحتضن‭ ‬كل‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬ولابد‭ ‬هنا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النعمة‭ ‬العظيمة‭ ‬التي‭ ‬أنعم‭ ‬الله‭ ‬علينا‭ ‬يلزم‭ ‬أن‭ ‬نحافظ‭ ‬عليها‭ ‬جميعًا‭.. ‬وألا‭ ‬نسمح‭ ‬لأي‭ ‬ظرف‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬أن‭ ‬يضاعف‭ ‬احتمالات‭ ‬الخطر‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬ونقولها‭ ‬بصراحة،‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬التجمعات‭ ‬والمسيرات‭ ‬التي‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬التفكير‭ ‬الواعي‭ ‬والمسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬ومن‭ ‬وجهها‭ ‬الآخر،‭ ‬هي‭ ‬تصرفات‭ ‬لا‭ ‬تصغى‭ ‬لصوت‭ ‬العقل‭.‬

بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬الجاري،‭ ‬جاء‭ ‬بيان‭ ‬سماحة‭ ‬السيد‭ ‬عبدالله‭ ‬الغريفي‭ ‬في‭ ‬تعازيه‭ ‬لعوائل‭ ‬المفقودين،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬توخي‭ ‬الحذر‭ ‬وتجنب‭ ‬التجمعات‭ ‬العامة‭ ‬وتقليل‭ ‬الحضور‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬وفي‭ ‬مراسم‭ ‬التشييع‭ ‬والدفان‭ ‬والاقتصار‭ ‬على‭ ‬حضور‭ ‬عوائل‭ ‬المتوفين‭ ‬القريبين،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬لوحظ‭ ‬فيها‭ ‬تزايد‭ ‬أعداد‭ ‬المصابين‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وكذلك‭ ‬أعداد‭ ‬حالات‭ ‬الوفيات‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬معرضًا‭ ‬بلدنا‭ ‬الحبيب‭ ‬لوضعه‭ ‬ضمن‭ ‬البلدان‭ ‬الموبوءة،‭ ‬والالتزام‭ ‬الدقيق‭ ‬بالاحترازات‭ ‬والتعليمات‭ ‬الصحية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭.‬

ولعل‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭: ‬“ونحن‭ ‬في‭ ‬أوضاع‭ ‬مخطورة‭ ‬للغاية،‭ ‬والدولة‭ ‬تبذل‭ ‬جهدًا‭ ‬“خرافيًا‭ ‬كما‭ ‬يقولون”،‭ ‬والأطقم‭ ‬من‭ ‬أبطال‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬من‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬والأطباء‭ ‬والممرضين‭ ‬والأطقم‭ ‬الصحية‭ ‬والمتطوعين‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬الصحي‭ ‬يصلون‭ ‬الليل‭ ‬بالنهار‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الجائحة‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2020‭ ‬حتى‭ ‬ما‭ ‬بلغناه‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬صعبة‭ ‬الأسابيع‭ ‬الماضية‭ ‬والملأى‭ ‬بالخوف‭ ‬والقلق‭ ‬والترقب،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬السعي‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬اللجنة‭ ‬التنسيقية‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬النظام‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬التحديات‭.. ‬أقول،‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭: ‬“هل‭ ‬حين‭ ‬يتقصد‭ ‬البعض‭ ‬تجاوز‭ ‬القانون‭ ‬وتنظيم‭ ‬التجمعات‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭ ‬أتراهم‭ ‬ينسون‭ ‬أحبتهم؟‭ ‬الذين‭ ‬قد‭ ‬ينقلون‭ ‬إليهم‭ ‬الفيروس‭ ‬في‭ ‬غمرة‭ ‬الوضع‭ ‬الخطير؟‭ ‬أليس‭ ‬لهؤلاء‭ ‬إحساس‭ (‬إنساني‭ ‬وديني‭) ‬بالفرق‭ ‬التي‭ ‬نال‭ ‬منها‭ ‬الإجهاد‭ ‬والتعب‭ ‬واللهفة‭ ‬لرؤية‭ ‬أهاليهم؟”،‭ ‬والجواب‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭: ‬“لا‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬فقد‭ ‬الشعور‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد”‭.‬

خلاصة‭ ‬الخلاصة‭ ‬أيها‭ ‬القارئ‭ ‬الكريم‭: ‬“مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أغلى‭ ‬ما‭ ‬نملك‭.. ‬ولأن‭ ‬بلدنا‭ ‬ما‭ ‬مثلها‭ ‬بلد،‭ ‬فلنكن‭ ‬أبناؤها‭ ‬المخلصين‭ ‬لها‭ ‬قلبًا‭ ‬وقالبًا”‭.‬

خاطرة‭ ‬لأمير‭ ‬الضمير‭: ‬من‭ ‬أقوال‭ ‬فقيد‭ ‬الوطن‭ ‬الكبير‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭: ‬“إن‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬العالمي‭ ‬محنة‭ ‬وامتحان‭ ‬للإنسانية‭ ‬وللتقدم‭ ‬العلمي‭ ‬والطبي‭ ‬وللتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ولمعدن‭ ‬الشعوب‭ ‬ووعيهم‭ ‬وتعليمهم،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬أظهر‭ ‬البحريني‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع‭ ‬أن‭ ‬الاستثمار‭ ‬الحقيقي‭ ‬الناجح‭ ‬هو‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬العنصر‭ ‬البشري”‭.‬