الانتخابات المهندسة في معمعة العاصفة

| عاتقة خورسند

تشير‭ ‬البيانات‭ ‬الانتخابية‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬طريق‭ ‬سهل‭ ‬أمام‭ ‬خامنئي‭ ‬للمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬هندسة‭ ‬الانتخابات،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬تفاقم‭ ‬الاشمئزاز‭ ‬والكراهية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لإبراهيم‭ ‬رئيسي،‭ ‬قاتل‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬إيران‭ ‬الطاهرين،‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬عائق‭ ‬يواجه‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الفوز‭ ‬لرئيسي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صناديق‭ ‬اقتراع‭ ‬انتخابات‭ ‬صورية‭.‬

والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬تدهور‭ ‬داخل‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬وحتى‭ ‬بين‭ ‬الزمر‭ ‬المطيعة‭ ‬لخامنئي،‭ ‬وبموجب‭ ‬المناورات‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬ينسحب‭ ‬4‭ ‬مرشحين‭ ‬آخرين‭ ‬من‭ ‬زمرة‭ ‬الأصوليين‭ ‬لصالح‭ ‬رئيسي،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬يبدو‭ ‬أنهم‭ ‬غير‭ ‬مستعدين‭ ‬للانسحاب‭.‬

وكتبت‭ ‬صحيفة‭ ‬“كيهان‭ ‬خامنئي”‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬ما‭ ‬يلي‭ ‬“إن‭ ‬مشاركة‭ ‬المرشحين‭ ‬الـ‭ ‬5‭ ‬عن‭ ‬جبهة‭ ‬الثورة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬وإحجام‭ ‬4‭ ‬مرشحين‭ ‬منهم‭ ‬عن‭ ‬الانسحاب‭ ‬لمصلحة‭ ‬المرشح‭ ‬الـ‭ ‬5‭ ‬خطأ‭ ‬كبير‭ ‬سيخدم‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬جبهة‭ ‬الثورة،‭ ‬ويمكننا‭ ‬اعتبار‭ ‬هذا‭ ‬الخطأ‭ ‬خطيئة‭ ‬لا‭ ‬تغتفر،‭ ‬نظرًا‭ ‬لحجم‭ ‬ما‭ ‬سيسفر‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬ضارة‭ ‬ومثيرة‭ ‬للاشمئزاز،‭ ‬وهذا‭ ‬بالضبط‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬عواقبه‭ ‬ليست‭ ‬مستبعدة‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬المرشحين‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬الثورة،‭ ‬وهناك‭ ‬أدلة‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬بالإبقاء‭ ‬على‭ ‬أحدهم‭ (‬صحيفة‭ ‬“كيهان”،‭ ‬13‭ ‬يونيو‭ ‬2021‭).‬

بيد‭ ‬أن‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغل‭ ‬لخامنئي‭ ‬يتجاوز‭ ‬عدم‭ ‬انسحاب‭ ‬مرشحي‭ ‬التغطية‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬بعيد‭ ‬للأسباب‭ ‬التالية‭: ‬أولا‭ ‬تعتبر‭ ‬هذه‭ ‬المقاطعة‭ ‬للانتخابات‭ ‬تضامنًا‭ ‬وطنيًا‭ ‬لعدم‭ ‬قبول‭ ‬التماس‭ ‬الاستبداد‭ ‬الديني‭ ‬وإصرارًا‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬الإطاحة‭ ‬به‭. ‬ثانيا‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬نجح‭ ‬خامنئي‭ ‬في‭ ‬تعيين‭ ‬رئيسي‭ ‬رئيسًا‭ ‬للجمهورية،‭ ‬فإن‭ ‬مقاطعة‭ ‬الانتخابات‭ ‬ستكون‭ ‬هزيمة‭ ‬كبرى‭ ‬لهندسة‭ ‬خامنئي‭ ‬للانتخابات،‭ ‬وستزيد‭ ‬من‭ ‬إضعاف‭ ‬مكانته‭ ‬ومكانة‭ ‬سفاح‭ ‬مجزرة‭ ‬عام‭ ‬1988‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬لن‭ ‬يتمكن‭ ‬رئيسي‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عكازًا‭ ‬للولي‭ ‬الفقيه‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الإطاحة‭ ‬المضطربة‭. ‬ثالثا‭ ‬سيؤدي‭ ‬فشل‭ ‬هندسة‭ ‬خامنئي‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الصدع‭ ‬والانقسامات‭ ‬داخل‭ ‬زمر‭ ‬نظام‭ ‬الملالي،‭ ‬وستكون‭ ‬نتيجة‭ ‬ذلك‭ ‬تمهيد‭ ‬الطريق‭ ‬لاندلاع‭ ‬الانتفاضة‭. ‬رابعا‭ ‬إن‭ ‬مقاطعة‭ ‬الانتخابات‭ ‬ستكبح‭ ‬جماح‭ ‬سلطة‭ ‬الملالي‭ ‬في‭ ‬إحاكة‭ ‬المؤامرات‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية،‭ ‬وستقلص‭ ‬من‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬المساومة،‭ ‬وسوف‭ ‬يذهب‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬حيث‭ ‬ستُعرف‭ ‬هذه‭ ‬السلطة‭ ‬الفاشية‭ ‬بأنها‭ ‬السلطة‭ ‬التي‭ ‬رفضها‭ ‬شعبها‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬مصدر‭ ‬ثقة‭ ‬لإبرام‭ ‬صفقات‭ ‬معها‭. ‬خامسا‭ ‬سوف‭ ‬يتراجع‭ ‬إرهاب‭ ‬الملالي‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬نتيجة‭ ‬مقاطعة‭ ‬الانتخابات‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬وصف‭ ‬إمام‭ ‬صلاة‭ ‬الجمعة‭ ‬المؤقت‭ ‬لقزوين،‭ ‬محمد‭ ‬خضري‭ ‬مقاطعة‭ ‬الانتخابات،‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬إحساسه‭ ‬بهذا‭ ‬الخطر،‭ ‬بأنها‭ ‬خطأ‭ ‬استراتيجي‭. (‬وكالة‭ ‬“تسنيم”‭ ‬للأنباء،‭ ‬28‭ ‬مايو‭ ‬2021‭). ‬“مجاهدين”‭.‬