دبلوماسية الثقافة
| عبدعلي الغسرة
تكمن أهمية الثقافة في تبادل الأفكار والمعلومات والفن والموسيقى واللغات بين الدول وشعوبها، والاطلاع على معالم التراث والحضارات وتاريخها، وهذا يُعزز التفاهم والسلام بين الدول وينشر قيم التسامح والمحبة بين الشعوب.
وتمثل “الدبلوماسية الثقافية” روح الأمة، وتدل على أن مؤسساتها قادرة على جعل فعاليات مجتمعها سفيرًا في إبراز معالمها وتاريخها قديمًا وحاضرًا، فالثقافة بتنوعاتها تشكل نقطة التقاء لجميع الناس من مثقفين وفنانين ومواطنين وأجانب في البحرين وخارجها، ويعكس هذا الأمر أهمية الثقافة ودورها في حياة الإنسان أينما كان، كوسيلة اتصال مع الآخرين ولمد جسور التواصل.
الثقافة تزيد من مساحة الفكر الإنساني والسياحة والتعليم والاقتصاد، وتعريف الآخرين بثقافة وتاريخ البلاد يمثل إشعاعا لما وراء الحدود، وهو مكسب دبلوماسي لا يُقدر بثمن، واستطاعت الكثير من المحطات الإعلامية والقنوات الفضائية الهادفة للعديد من الدول أن تكون سفيرة لبلادها وبلغات مختلفة، وتصل بإنتاجها من الأفلام والبرامج الثقافية والإعلامية المتنوعة الهادفة إلى المليارات من المشاهدين في العالم، حيث نالت احترامهم وإعجابهم.
إن “الدبلوماسية الثقافية” التي تستند على تقديم ثقافة الوطن للخارج بتعريفها المُبدعين وترجمة إصداراتهم الأدبية ونشرها، والتعريف بتراث الوطن الحضاري والإنساني وقيَم المجتمع، تسهم في بناء صورة ثقافية إيجابية وجذابة في أذهان الشعوب الأخرى، وتعزز الحوار بين الشعوب والتقارب الثقافي والتعايش الإنساني بينهم، وبذلك تكون للثقافة مكانة مرموقة في العلاقات الدولية، وهي أكثر فاعلية من طاولات المفاوضات لتحقيق الأمن والسلام بين الدول وازدهار شعوبها.
وقد ألقت المدير العام للثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار مؤخرًا محاضرة عن “الدبلوماسية الثقافية”، أكدت فيها “أهمية ودور “الدبلوماسية الثقافية” في توطيد العلاقات بين الدول وتوفير مساحات عمل مشتركة بينها، وأن للبحرين جهودًا واضحة في دعم العمل الثقافي في العالم وفي الحفاظ على إرثها وإرث الشعوب الثقافية”، وقد صادقت البحرين على عدد من الاتفاقيات الثقافية والتراثية، وهي تستضيف “المركز العربي الإقليمي للتراث العالمي”، فالبحرين تزخر بالكثير من الفعاليات الثقافية والتراثية والفنية والأدبية المحلية وتستضيف العديد من الفعاليات الخليجية والعربية والدولية، وبمواقع ثقافية وتراثية، ولها مشاركات بالمهرجانات الثقافية والتراثية حول العالم، وتم تسجيل العديد من المواقع البحرينية على لائحة التراث الإنساني العالمي مثل قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ وتلال مدافن دلمون.