أنتَ ومن حولك

| د.حورية الديري

اليوم وصلنا مرحلة تتطلب التفكير المتقدم بالمعنى الحقيقي لقيمة تجربة الحياة وما تحمل من دروس وعبر، وكما تختلف التجارب في هدفها ومعناها إلا أنها تعتمد دائمًا على إجراء قابل للتكرار والتحليل المنطقي للنتائج، ومن زاوية علمية بحتة، فإن التجربة هي مجموعة أفعال وعمليات تتضمن مسألة معينة يقف أمامها الباحث والمختص.

ونظرة بعين مسؤولة لواقعنا المتغير، أود التشديد على قضية جوهرية تندرج في سياق ما نمر به خلال هذه الجائحة، فلا يوجد طريق أسهل يكفل خروجنا منها، سوى التعمق في الأثر والنتائج، والاستفادة من كل التجارب التي تمر علينا من خلال الاستجابة الفورية لكل الرسائل الموجهة إلينا واتباع التعليمات من قنواتها الأصلية، والمشاركة الفعلية في تقليل نسبة المخاطر من خلال دعم استراتيجية مواجهة الأزمة التي تنفذها الجهات المسؤولة التي تضم قادة وخبراء ومتخصصين في إدارة الأزمات.

جميعنا اليوم شركاء بهذه الأزمة، هدفنا تجاوزها بأقل خسائر ممكنة، بدأنا بوعي وعزم والتزام، وصرنا أنموذجًا يحتذى به، وعبر اطلاعنا على تجارب الآخرين ممن تفاقمت لديهم الأزمة، شعرنا بقيمة ما يوليه فريق البحرين من رعاية واهتمام، وفعلاً.. لا يوجد أعظم من هذا الشعور “وجود من يرعاك ويهتم بك”، هنا ترسخت في أعماقنا تجربة الشعور بالآخر، وهو ما نحتاج إليه في الوقت الراهن، التفاتة سريعة لمن حولنا لتنشيط العلاقات ولو عن بعد، فكثيرون اليوم يقفون أمام المرحلة القادمة بتأهب لمفاجآتها، متناسين أننا جميعًا أبطال الحدث ونحن من يصنع الفرق باستمرار، فكما جاءت مرحلة التراخي بسبب التسليم التام بالنتائج وحصل ما لا نريد، لن ننسى من يقف وراءنا، بعيون ساهرة ترنو النجاة والخلاص من آفة الوباء، لقد بدأنا الدخول في مرحلة التشافي، ولا نريد مراحل أصعب لأننا لن نقوى الألم أكثر، والسر في وقوفنا صفًا بعد الدرس، وهذا ينعكس تمامًا على مستوى تفكيرنا المسبق لنتائج المرحلة القادمة، نعم سندخلها بروح أشد التزامًا، وستقل الأضرار والخسائر، وسنواصل العزم لأننا نعيش ونتعايش، هذا والقصة فحواها ولا تنساها بـ “أنك ومن حولك في رعاية الوطن”.