نقطة ارتكاز

الصراع بين الرجل والمرأة؟!

| د. غسان محمد عسيلان

لا أفهم تحديدًا السر في جعل قضية المرأة معضلة سواء في مجتمعاتنا العربية أو الغربية! إن أمر العلاقة بين الرجل والمرأة واضح وبسيط ولا يحتاج كل هذا التشابك والتعقيد؛ فسُنة الله في الكون هي خلق الأزواج، قال تعالى: “وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”، وقال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى”، وهناك فوارق طبيعية بين الذكر والأنثى، قال تعالى: “وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى”، والرجل والمرأة كلاهما مكلف ومأجور على عمله، قال عز وجل: “وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا”، وقضى الله سبحانه عن نفسه: “أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ”.

إن النساء شقائق الرجال، ولا يمكن أن تستقيم الحياة دون وجود الرجل والمرأة معًا، فلماذا يُسيء بعض الناس فهم هذه المسألة؟! لقد جعلت الثقافة الغربية المعاصرة الأنوثة ضد الذكورة والمرأة ندًا للرجل وأن الحياة بينهما قائمة على الصراع، وكل طرف يحرص على تحقيق مصلحته فقط في هذا الصراع، فماذا نتج عن ذلك؟! لقد جلبت هذه النظرة الشقاء للرجل والمرأة، وترتب على ذلك تفاقم الفوضى الأخلاقية والمشاكل الأسرية!

إن ميل الرجل للأنثى وميلها له أمر فطري، وقد جعل الله تعالى الزواج الطريق الآمنة لإشباع هذه الغريزة الفطرية، لتكون الأسر نقية والنفوس طيبة، ويحيا الرجل والمرأة حياة هانئة سعيدة يملؤها الحب والمودة والعطف والحنان والتجاوب والتناغم والعطاء والتضحية من أجل إسعاد الزوجين والأبناء وجميع أفراد الأسرة.

وفي الرؤية الإسلامية ليس هناك صراع بين الرجل والمرأة، فلها حقوقها المصانة، وهناك تنظيم دقيق محكم للعلاقة بين الزوجين دون افتئات من طرف على حق الطرف الآخر، وهناك قواعد وآداب تُنظم العلاقة العامة في المجتمع بين الرجال والنساء، ولو تم تطبيق ذلك سوف نعيش في مجتمع راق قائم على الاحترام والتعاون بين الرجل والمرأة، فلكلٍ دوره في إثراء الحياة ولا يوجد أي مبرر لهذا الصراع.