الفيلسوف توخيل

| زهير توفيقي

قائد وخبير وفيلسوف في كرة القدم، توماس توخيل مدرب نادي تشيلسي الإنجليزي الألماني الجنسية الذي بدأ تدريب الفريق قبل أقل من ٦ أشهر، هذا الرجل يستحق أن يلقب بالقائد الفذ لما يملكه من كاريزما وفكر، فهذا المدرب الذي استطاع أن يخلق فريقا رائعًا في الملعب وبنفس أعضاء الفرقة الماسية، عفوًا أقصد الفريق الكروي! حيث إنه عمد إلى خلق توليفة جميلة بين اللاعبين الذين ورثهم من المدرب السابق ولم يملك خيارًا آخر، وحقق ما أراد “بطولة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم”.

والحقيقة أنني لا أريد الخوض في هذا الموضوع من منطلق رياضي، بل لإعطاء القارئ العزيز فكرة عن أهمية وجود القيادي الناجح في المؤسسات ودوره في نجحها أو فشلها، فعلى سبيل المثال نجد مؤسسات تزخر بالعاملين الأكفاء والمخلصين لجهة عملهم، لكن مع الأسف الشديد لا يملك قائدها القدرة على استغلالهم والاستفادة من طاقاتهم واكتشاف المواهب المدفونة فيهم وتوظيفها التوظيف الأمثل، وفي المقابل هناك مؤسسات متواضعة في أعمالها ورأس مالها وأرباحها وتنمو وتتألق وتنافس أعرق المؤسسات بسبب رأس مالها في العنصر البشري، وبسبب سياسة المؤسسة يشعر الموظف أنه يملك أسهمًا فيها، ومتى ما استطعنا تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي فإننا ضمنا نجاح أعمالنا، حيث إن نجاح أية مؤسسة يتوقف على العنصر البشري فيها.

القائد الناجح يجب في المقام الأول أن يكون قدوة في كل شيء ويبدأ بتطبيق القانون والنظام على نفسه أولا، ومتى ما فعل ذلك سيتبعه جميع العاملين وستكون مهمته سهلة، ناهيك عن تطبيق النظام الإداري على الجميع، بالإضافة إلى اتباع نظام شفاف ومنصف للتوظيف والحصول على فرص الترقي وبشكل مدروس وشفافية عالية، كما أن القائد الناجح يجب أن يتمتع بكاريزما خاصة ويملك رؤية بعيدة “Visionary”، ويتمتع بالإنسانية والتواضع وحسن الخلق والتواصل مع العاملين والمجتمع، إذ إنه بدون هذه المواصفات القيادية سيصبح مجرد مدير وليس قائدًا، وهنا يكمن الفرق!

الخلاصة.. إذا استطاع توخيل صنع الفارق في أقل من ٦ شهور، فإننا نتمنى أن يحقق القياديون ذات الأمر ولو بعد حين.