فجر جديد

ما الذي يحدث بالشوارع؟

| إبراهيم النهام

حالة‭ ‬انفلات‭ ‬أعصاب‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬نراها‭ ‬اليوم،‭ ‬وكل‭ ‬يوم،‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السائقين‭ ‬ومن‭ ‬مختلف‭ ‬الجنسيات‭ ‬والأعمار،‭ ‬فالكثير‭ ‬منهم‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬يكاد‭ ‬يتحمل‭ ‬همزة‭ ‬أو‭ ‬لمزة،‭ ‬أو‭ ‬ضربة‭ ‬“هرن”‭ ‬صغيرة،‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬ردة‭ ‬الفعل‭ ‬منه‭ ‬كارثية‭.‬

وقد‭ ‬سرد‭ ‬لي‭ ‬أحد‭ ‬الأصدقاء‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬موقفاً‭ ‬تمثل‭ ‬بدخول‭ ‬أحدهم‭ ‬بسيارته‭ ‬الرباعية‭ ‬عكس‭ ‬الاتجاه،‭ ‬وهو‭ ‬يقودها‭ ‬بسرعة‭ ‬كبيرة،‭ ‬وحين‭ ‬ظهر‭ ‬له‭ ‬هذا‭ ‬الصديق‭ ‬المغلوب‭ ‬على‭ ‬أمره‭ ‬على‭ ‬بغتة‭ ‬وهو‭ ‬يقود‭ ‬سيارته‭ ‬الصغيرة،‭ ‬تفاجأ‭ ‬بالسائق‭ ‬المتهور‭ ‬بمواجهته‭ ‬رافعا‭ ‬الإضاءة‭ ‬الأمامية‭ ‬للحد‭ ‬الأعلى،‭ ‬ثم‭ ‬“ضرب‭ ‬الهرن”‭ ‬بشكل‭ ‬متواصل،‭ ‬وكأنه‭ ‬يقول‭ ‬له‭ ‬“تحرك‭ ‬على‭ ‬جنب،‭ ‬الغلط‭ ‬منك‭ ‬انت”‭. ‬وحين‭ ‬ارتبك‭ ‬صديقي،‭ ‬ووقف‭ ‬مكانه‭ ‬بسيارته‭ ‬متسمرا‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬ماذا‭ ‬يفعل،‭ ‬اعترضه‭ ‬الأخير‭ ‬بسيارته،‭ ‬وأنزل‭ ‬نافذة‭ ‬السيارة،‭ ‬ثم‭ ‬تلفظ‭ ‬عليه‭ ‬بأبشع‭ ‬الألفاظ،‭ ‬ثم‭ ‬“فحط”‭ ‬ومضى‭ ‬مسرعاً،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الخطأ‭ ‬يقع‭ ‬عليه‭ ‬هو‭.‬

الموقف‭ ‬الثاني،‭ ‬لزميل‭ ‬مهنة،‭ ‬حيث‭ ‬يسرد‭ ‬واقعة‭ ‬سائقة‭ ‬متوسطة‭ ‬العمر،‭ ‬تقود‭ ‬سيارة‭ ‬متوسطة‭ ‬الحجم،‭ ‬وبصحبتها‭ ‬جيش‭ ‬من‭ ‬الأطفال،‭ ‬كانت‭ ‬تقف‭ ‬خلفه،‭ ‬وإشارة‭ ‬المرور‭ ‬أمامه‭ ‬مضاءة‭ ‬بالأحمر،‭ ‬ويعلق‭ ‬“أول‭ ‬ما‭ ‬انفتحت‭ ‬الإشارة‭ ‬ضربت‭ ‬لي‭ ‬هذه‭ ‬السيدة‭ ‬هرن‭ ‬طويل‭ ‬ومزعج‭ ‬لا‭ ‬تتخيله،‭ ‬وتعدت‭ ‬من‭ ‬جنبي‭ ‬بسرعة،‭ ‬وهي‭ ‬تشير‭ ‬لي‭ ‬وتتلفظ‭ ‬بأسوأ‭ ‬الألفاظ،‭ ‬واضطررت‭ ‬اثر‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬التقدم‭ ‬ضدها‭ ‬ببلاغ‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة‭.‬

آخر‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬سائقا‭ ‬آسيويا‭ ‬دخل‭ ‬بشاحنة‭ ‬نصف‭ ‬نقل‭ ‬بالسوق‭ ‬الشعبي‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬“هوم‭ ‬إلكترونيكس”‭ ‬قادماً‭ ‬من‭ ‬الطريق‭ ‬الخارجي،‭ ‬وكان‭ ‬هو‭ ‬وزوجته‭ ‬يعبران‭ ‬الشارع‭ ‬في‭ ‬طريقهما‭ ‬لذات‭ ‬المتجر،‭ ‬حيث‭ ‬تفاجأوا‭ ‬به‭ ‬مقبلا‭ ‬عليهم‭ ‬بسرعة‭ ‬هائلة،‭ ‬وحين‭ ‬قفزوا‭ ‬إلى‭ ‬الرصيف‭ ‬تفادياً‭ ‬له،‭ ‬وسط‭ ‬صراخ‭ ‬وغضب‭ ‬من‭ ‬الزوج،‭ ‬تفاجأ‭ ‬الاثنان‭ ‬بالآسيوي‭ ‬وهو‭ ‬يوقف‭ ‬السيارة،‭ ‬ثم‭ ‬ينزل‭ ‬ويلوح‭ ‬لهما‭ ‬متوعداً‭ ‬بعصا‭ ‬خشبية‭.‬

يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬تنامي‭ ‬ظاهرة‭ ‬قطع‭ ‬الإشارة‭ ‬الحمراء‭ ‬في‭ ‬النقاط‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬بها‭ ‬كاميرات،‭ ‬والوقوف‭ ‬المستفز‭ ‬بالمربع‭ ‬الأصفر،‭ ‬وتجاوز‭ ‬الخط‭ ‬الأصفر،‭ ‬والنزول‭ ‬على‭ ‬السيارات‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬الجانبية‭ ‬وإغلاق‭ ‬الشوارع،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالطريق‭ ‬النافذ‭ ‬من‭ ‬محطة‭ ‬زايد‭ ‬الملاصقة‭ ‬لوزارة‭ ‬العمل‭. ‬ويرجع‭ ‬البعض‭ ‬الأسباب‭ ‬إلى‭ ‬“كورونا”،‭ ‬وفئة‭ ‬أخرى‭ ‬ترجعها‭ ‬إلى‭ ‬المشاكل‭ ‬العائلية‭ ‬والأسرية،‭ ‬والسؤال‭: ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬ترونه‭ ‬أنتم؟‭.‬