زبدة القول

ماذا لو ثبت أن كورونا صنع في ووهان؟

| د. بثينة خليفة قاسم

لا‭ ‬يزال‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬يئن‭ ‬صحيا‭ ‬واجتماعيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬ونفسيا‭ ‬بسبب‭ ‬كورونا،‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬الصين،‭ ‬وقد‭ ‬تعرض‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬إلى‭ ‬موجة‭ ‬ثانية‭ ‬وثالثة‭ ‬من‭ ‬كورونا‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬الصين،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الضربة‭ ‬الأولى‭ ‬للفيروس‭ ‬اللعين‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬وبالتحديد‭ ‬من‭ ‬ووهان،‭ ‬وكانت‭ ‬البداية‭ ‬ساخنة‭ ‬جدا‭ ‬هناك،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬عدد‭ ‬الوفيات‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬أقل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬غيرها،‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬مجاورة‭ ‬للهند‭ ‬التي‭ ‬أصابها‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬يوميا‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭ ‬من‭ ‬إصابات‭ ‬ووفيات‭ ‬بعدد‭ ‬مرعب‭.‬

قد‭ ‬يكون‭ ‬لدى‭ ‬الصين‭ ‬سر‭ ‬علمي‭ ‬لا‭ ‬يعرفه‭ ‬أحد‭ ‬ساعدها‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الوباء‭ ‬بشكل‭ ‬ناجح‭ ‬جنبها‭ ‬ما‭ ‬أصاب‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬نشر‭ ‬مؤخرا‭ ‬في‭ ‬صحف‭ ‬بريطانية‭ ‬وعالمية‭ ‬هو‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬أمر‭ ‬خطير‭. ‬نشرت‭ ‬الصحف‭ ‬البريطانية‭ ‬أن‭ ‬خبيرين‭ ‬بريطاني‭ ‬ونرويجي‭ ‬أكدا‭ ‬حصولهما‭ ‬على‭ ‬دليل‭ ‬إنتاج‭ ‬مختبر‭ ‬في‭ ‬ووهان‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وقال‭ ‬البروفيسور‭ ‬البريطاني‭ ‬“أنغوس‭ ‬دالغليش”،‭ ‬وعالم‭ ‬الفيروسات‭ ‬النرويجي‭ ‬“بيرغر‭ ‬سورنسن”،‭ ‬إنهما‭ ‬توصلا‭ ‬إلى‭ ‬“دليل”‭ ‬على‭ ‬الأصل‭ ‬الصناعي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وبحسب‭ ‬ما‭ ‬ذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬“ديلي‭ ‬ميل”‭ ‬فإن‭ ‬الدراسة‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬دالغليش‭ ‬وسورنسن،‭ ‬توصلت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬علماء‭ ‬صينيين‭ ‬طوروا‭ ‬“SARS-Cov-2”‭ ‬في‭ ‬مختبر‭ ‬ووهان،‭ ‬وقالت‭ ‬الدراسة‭ ‬إنهم‭ ‬حاولوا‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬“إخفاء‭ ‬آثارهم”‭ ‬بطريقة‭ ‬تجعل‭ ‬الجميع‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬نشأ‭ ‬بطريقة‭ ‬طبيعية‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬بشري،‭ ‬وقال‭ ‬البروفيسور‭ ‬البريطاني‭ ‬وعالم‭ ‬الفيروسات‭ ‬النرويجي،‭ ‬إنهما‭ ‬توصلا‭ ‬لهذه‭ ‬الخلاصة‭ ‬بعد‭ ‬تحليل‭ ‬التجارب‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬ووهان‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2002‭ ‬و2019،‭ ‬وخلصوا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العلماء‭ ‬الصينيين،‭ ‬وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجامعات‭ ‬الأميركية،‭ ‬طوروا‭ ‬أدوات‭ ‬لإنشاء‭ ‬SARS-Cov-2،‭ ‬ووفقا‭ ‬للخبيرين‭ ‬حاول‭ ‬مختبر‭ ‬ووهان‭ ‬جعل‭ ‬الفيروس‭ ‬الذي‭ ‬يحدث‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬أكثر‭ ‬عدوى‭ ‬بحيث‭ ‬يتكاثر‭ ‬بسرعة‭ ‬في‭ ‬الخلايا‭ ‬البشرية،‭ ‬مرجحين‭ ‬أن‭ ‬العلماء‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬أخذوا‭ ‬“أساس”‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬من‭ ‬خفافيش‭ ‬الكهوف،‭ ‬وأدخلوا‭ ‬عليه‭ ‬تغييرات‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬تركيبته،‭ ‬ليكون‭ ‬أكثر‭ ‬عدوى‭ ‬وإماتة،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬المكونات‭ ‬الجديدة‭ ‬للفيروس‭ ‬هي‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬أحماض‭ ‬أمينية،‭ ‬تسمح‭ ‬للفيروس‭ ‬بالالتحام‭ ‬بإحكام‭ ‬بالخلايا‭ ‬البشرية‭ ‬مثل‭ ‬المغناطيس‭.‬

وبحسب‭ ‬عالم‭ ‬الفيروسات‭ ‬النرويجي‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬النادر‭ ‬وجود‭ ‬سلسلة‭ ‬في‭ ‬الفيروسات‭ ‬الطبيعية‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬أحماض‭ ‬فقط‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬أحماض‭. ‬

السؤال‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭: ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬ثبت‭ ‬ذلك؟‭ ‬من‭ ‬سيدفع‭ ‬فاتورة‭ ‬الخراب‭ ‬الذي‭ ‬أصاب‭ ‬العالم؟‭ ‬وهل‭ ‬أصبح‭ ‬العالم‭ ‬مكانا‭ ‬مخيفا‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد؟‭ ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتكرر‭ ‬العبث‭ ‬بحياة‭ ‬البشر‭ ‬على‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭.‬