فجر جديد

صفا واحدا ضد أعداء البحرين

| إبراهيم النهام

فوضى‭ ‬التدخلات‭ ‬القطرية‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الداخلي‭ ‬البحريني،‭ ‬واستمرارها‭ ‬وتصعيدها‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬المشين،‭ ‬تحمل‭ ‬دلالات‭ ‬النوايا‭ ‬المبيتة‭ ‬والمعلنة‭ ‬لإدماء‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬والأمن‭ ‬القومي‭ ‬لبلادنا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬قيد‭ ‬شعرة‭ ‬وفي‭ ‬الوطن‭ ‬رجالات‭ ‬أوفياء‭ ‬صدقوا‭ ‬ما‭ ‬عاهدوا‭ ‬الله‭ ‬عليه‭.‬

هذه‭ ‬التدخلات‭ ‬الفوضوية‭ ‬والمفضوحة‭ ‬للجميع،‭ ‬والتي‭ ‬تستميت‭ ‬دوما‭ ‬لتشويه‭ ‬سمعة‭ ‬البحرين‭ ‬الدولية،‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬والحقوق‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وغيرها،‭ ‬تأتي‭ - ‬بشكل‭ ‬مناقض‭ - ‬من‭ ‬قطر،‭ ‬الخاوية‭ ‬على‭ ‬عروشها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬لحظة‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭.‬

البحرين‭ ‬وفي‭ ‬تاريخها‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬العريق‭ ‬والرزين،‭ ‬لم‭ ‬تأخذ‭ ‬قراراً‭ ‬واحداً‭ ‬يمس‭ ‬دولة‭ ‬بعينها‭ ‬في‭ ‬شأنها‭ ‬الداخلي‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر،‭ ‬وكل‭ ‬تحركاتها‭ ‬صغيرة‭ ‬كانت‭ ‬أم‭ ‬كبيرة،‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إجماع‭ ‬البيت‭ ‬العربي‭ ‬وجامعة‭ ‬الدول،‭ ‬ومنظومة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬فلذلك‭ ‬تُحترم‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الداني‭ ‬والقاصي،‭ ‬وتُقدر‭ ‬مواقفها،‭ ‬ولا‭ ‬تعاتب‭ ‬من‭ ‬أحد،‭ ‬فهل‭ ‬لقطر‭ ‬الإسلام‭ ‬السياسي‭ ‬ذات‭ ‬النصيب؟

حين‭ ‬أخذت‭ ‬البحرين‭ ‬قرار‭ ‬المقاطعة،‭ ‬لم‭ ‬تفجر‭ ‬في‭ ‬الخصومة‭ ‬كما‭ ‬يفعل‭ ‬النظام‭ ‬القطري‭ ‬البارع‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬شبكات‭ ‬التجسس‭ ‬والموت‭ ‬والتخريب،‭ ‬وحين‭ ‬مدت‭ ‬البحرين‭ ‬يدها‭ ‬أسوة‭ ‬بنظيراتها‭ ‬الأخرى‭ ‬للمصالحة‭ ‬وبادرت‭ ‬بالتواصل‭ ‬مرتين‭ ‬مع‭ ‬قطر‭ ‬لتسوية‭ ‬الملفات‭ ‬العالقة،‭ ‬تعنتت‭ ‬الأخيرة‭ ‬وكابرت،‭ ‬ورأتها‭ ‬فرصة‭ ‬للغدر‭ ‬وإطلاق‭ ‬بوق‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬المأجورة‭ ‬لكي‭ ‬تُصدر‭ ‬برامجها‭ ‬المعلبة‭ ‬والمختلقة،‭ ‬ولخفر‭ ‬السواحل‭ ‬للتمادي‭ ‬في‭ ‬استهداف‭ ‬البحارة،‭ ‬فمن‭ ‬الذي‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يعتب‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬ويحملها‭ ‬مسؤولية‭ ‬أي‭ ‬مما‭ ‬يحدث؟

كل‭ ‬الدول‭ ‬مدعوة‭ ‬اليوم‭ ‬لتسجيل‭ ‬موقفها‭ ‬قبالة‭ ‬التدخلات‭ ‬القطرية‭ ‬المؤثمة‭ ‬التي‭ ‬تبث‭ ‬الخراب‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬وتفتت‭ ‬العلاقات‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬وتستهدف‭ ‬أمن‭ ‬الدول‭.‬

أما‭ ‬نحن،‭ ‬فسنظل‭ ‬دائماً‭ ‬كما‭ ‬نحن،‭ ‬متخندقين‭ ‬خلف‭ ‬قيادتنا‭ ‬ووطننا‭ ‬وشعبنا‭ ‬الوفي،‭ ‬نقاتل‭ ‬لأجلهم‭ ‬حتى‭ ‬الرمق‭ ‬الأخير‭.‬