سوالف

كورونا أعطتنا ثلاثة أنواع من الناس

| أسامة الماجد

أصبحت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬مرآة‭ ‬صادقة‭ ‬للحياة‭ ‬الخاصة‭ ‬والعامة‭ ‬للناس،‭ ‬حيث‭ ‬أفرزت‭ ‬لنا‭ ‬وبالحجج‭ ‬والحسابات‭ ‬والهندسة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬النوع‭ ‬الأول‭ ‬بلا‭ ‬حس‭ ‬ولا‭ ‬قلب‭ ‬ولا‭ ‬صواب،‭ ‬ومشاعر‭ ‬متجمدة‭ ‬وغير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وأسلوب‭ ‬عمل‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬وتصرفاته‭ ‬وممارساته‭ ‬تعكس‭ ‬البيت‭ ‬المظلم‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬فيه،‭ ‬وهذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬مكبلة‭ ‬بمختلف‭ ‬أصفاد‭ ‬وقيود‭ ‬التخلف‭ ‬والغباء‭ ‬وصدأ‭ ‬الذهن،‭ ‬ومهما‭ ‬فعلت‭ ‬معها‭ ‬وقدمت‭ ‬لها‭ ‬بالأدلة‭ ‬والبراهين‭ ‬خطورة‭ ‬الأوضاع‭ ‬وضرورة‭ ‬اتباع‭ ‬التعليمات‭ ‬والإرشادات‭ ‬كتجنب‭ ‬التجمعات‭ ‬العائلية‭ ‬ولبس‭ ‬الكمام‭ ‬وتعقيم‭ ‬اليد‭ ‬وبقية‭ ‬التعليمات‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها،‭ ‬تشعر‭ ‬بالضوضاء‭ ‬وكأنها‭ ‬تسمع‭ ‬نغمة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬غير‭ ‬معتادة‭ ‬عليها‭... ‬فلهؤلاء‭ ‬مناخ‭ ‬فريد‭ ‬وغريب‭ ‬والعياذ‭ ‬بالله،‭ ‬والأنكى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أنهم‭ ‬استعانوا‭ ‬بمخيلتهم‭ ‬المريضة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الإشاعات‭ ‬والأباطيل‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬الثرثرة‭ ‬المباشرة‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭. ‬

والنوع‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬الجزء‭ ‬غير‭ ‬المرئي‭ ‬من‭ ‬الواقع،‭ ‬أو‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬يغدو‭ ‬محض‭ ‬شبح‭ ‬أو‭ ‬هيكل‭ ‬أو‭ ‬رمز‭ ‬مبهم‭ ‬تماما،‭ ‬فلا‭ ‬تعرف‭ ‬لهذا‭ ‬النوع‭ ‬أي‭ ‬رأي‭ ‬ولا‭ ‬أرضا‭ ‬ولا‭ ‬سماء،‭ ‬وبصورة‭ ‬أدق‭ ‬وأشمل‭ ‬“متردد”،‭ ‬ينتظر‭ ‬التقاط‭ ‬المشاهد‭ ‬لتكتمل‭ ‬الصورة‭ ‬أمامه‭ ‬ثم‭ ‬يتحرك‭ ‬ويحاول‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬الأسئلة،‭ ‬وهذا‭ ‬النوع‭ ‬لا‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬رقعة‭ ‬صلبة‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬ويفتقد‭ ‬إلى‭ ‬صوت‭ ‬الحق‭ ‬والشخصية‭ ‬ولا‭ ‬يسير‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬ثابتة،‭ ‬فكل‭ ‬يوم‭ ‬تجده‭ ‬يحمل‭ ‬لافتة‭ ‬وأفلاما‭ ‬وقطع‭ ‬ديكور‭ ‬ووجوه‭ ‬ممثلين‭ ‬ويجري‭ ‬تعديلات‭ ‬وتغييرات‭ ‬حسب‭ ‬الوضع‭ ‬الأفضل‭.. ‬هؤلاء‭ ‬محاصرون‭ ‬حصارا‭ ‬مخيفا‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬متى‭ ‬سيخترقون‭ ‬جدار‭ ‬التردد‭ ‬ويرون‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬حولهم‭.‬

والنوع‭ ‬الثالث‭ ‬هو‭ ‬الملتزم‭ ‬والماهر‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬التوجيهات‭ ‬والإرشادات‭ ‬التي‭ ‬يصدرها‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬لمكافحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وواسع‭ ‬الأفق‭ ‬والوعي‭ ‬ويعمل‭ ‬بحزم‭ ‬وعزم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سلامة‭ ‬نفسه‭ ‬وأهله‭ ‬ومجتمعه،‭ ‬متحملا‭ ‬كامل‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬وقادرا‭ ‬على‭ ‬النزول‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬التحديات‭ ‬والمحك‭ ‬ولا‭ ‬خوف‭ ‬عليه،‭ ‬وهذه‭ ‬الفئة‭ ‬سطرت‭ ‬الرسم‭ ‬الأمثل‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬والحاضرة‭ ‬في‭ ‬معنى‭ ‬الالتزام‭ ‬والمسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبرى‭.‬