مواقف إدارية

نمط التفكير والعمل عن بعد...

| أحمد البحر

قبل أن نقوم بمشاهدة الموقف دعنا سيدي القارئ نتحدث قليلا عن مصطلح نمط التفكير أو كما يطلق عليه بالإنجليزية mindset. وهناك معان أخرى لهذا المصطلح مثل العقلية، أو طريقة التفكير.. الخ. الذي يمكننا أن نذكره في هذا السياق هو أن هناك فئتين فيما يخص نمط التفكير وكيفية التعامل معه كما تقول بعض المصادر.

فهناك أولئك الذين يعتقدون بأن سماتهم الشخصية غير قابلة للتغيير أو التحديث وهم يمتلكون عقلية ثابتة كما تصفهم هذه المصادر. وهناك الأخرى التي تعتقد أن بإمكانها تغيير أو تحسين أو تحديث سماتها الشخصية مع مرور الوقت وهذه الفئة تمتلك عقلية متطورة. والآن سيدي القارئ إليك هذا الموقف وأترك لك الحكم لتسكين هذا المسؤول ضمن الفئة المناسبة.

بداية أود أن أشكر إدارة الجامعة على استضافتي وإتاحة الفرصة لي للالتقاء بكم والتحدث إليكم عن موضوع هو في الواقع ودون أي منافس موضوع الساعة. تابع المدير العام حديثه لطلبة الدراسات العليا: أقصد موضوع العمل عن بعد. فهذا النظام فرض نفسه علينا بقوة ولا نملك خيارا آخر، فهو الأسلوب أو النظام الأنجح بعد أن أبعدنا فيروس كورونا أو أبعد معظمنا عن مكاتبنا قسرا. تابع المدير:

فكما يقول أحد الاختصاصيين “فلسفات الماضي الهادئ لا يناسب الحاضر”. لذا فالعمل من المنزل هو الحل. أنا من المؤمنين بمنهجية الإدارة بالنتائج التي تركز في تقييم الأداء على النتائج التي تم تحقيقها أكثر من التركيز على وسائل تحقيقها كما تقول بعض المصادر وتؤكدها خبرتنا وهذا يؤهلني لأقول لكم وبثقة إن العمل من المنزل لا يقل أهمية وفعالية عن وجودنا في مكاتبنا بل إنه أكثر فعالية في بعض الأحايين.

عاد المدير إلى مكتبه ولاحظ عدم وجود بعض العاملين فخاطب مسؤول الموارد البشرية بشيء من الاستياء والغضب: أين هم الموظفون؟! كان الجواب: إنهم يعملون من المنزل سيدي بسبب الظروف الصحية الحالية. صمت المدير للحظات وتمتم قائلاً: نعم، العمل من المنزل إنه أسلوب الذين...

أستذكر في هذا السياق مقولة ستيفن كوفي “كي نغير أنفسنا بفعالية علينا أولا أن نغير رؤيتنا للأمور”. ما رأيك سيدي القارئ؟!