فجر جديد

تعددت الأسباب والموت واحد

| إبراهيم النهام

دخلت‭ ‬مساء‭ ‬أمس‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬“تواصل‭ ‬البحرين”‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬الانستغرام،‭ ‬والذي‭ ‬يهتم‭ ‬بنشر‭ ‬أخبار‭ ‬الوفيات‭ ‬والمناسبات،‭ ‬لصاحبه‭ ‬الأخ‭ ‬العزيز‭ ‬أحمد‭ ‬جمعة‭ ‬الغريب،‭ ‬وذهبت‭ ‬لأول‭ ‬بوست‭ ‬تم‭ ‬نشره‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬الحالي،‭ ‬ثم‭ ‬بدأت‭ ‬أتصفح‭ ‬وجوه‭ ‬وأخبار‭ ‬الوفيات‭ ‬بالتتابع،‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة،‭ ‬كانت‭ ‬كثيرة‭ ‬بشكل‭ ‬مخيف‭ ‬ومرعب،‭ ‬شباب‭ ‬وكبار‭ ‬سن‭ ‬ومراهقون،‭ ‬كلهم‭ ‬سلموا‭ ‬الروح‭ ‬للبارئ‭ ‬وذهبوا‭ ‬بلا‭ ‬عودة‭.‬

هؤلاء‭ ‬الأموات‭ (‬رحمهم‭ ‬الله‭) ‬ممن‭ ‬كانوا‭ ‬معنا‭ ‬بالأمس،‭ ‬أصدقاء،‭ ‬وآباء،‭ ‬وزملاء‭ ‬عمل‭ ‬وغيرهم،‭ ‬هم‭ (‬الآن‭) ‬يسألون‭ ‬ويحاسبون‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شاردة‭ ‬وواردة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدنيا‭ ‬الفانية،‭ ‬ماذا‭ ‬فعلوا؟‭ ‬وكيف‭ ‬ولماذا؟‭ ‬ولأجل‭ ‬من؟

وكما‭ ‬أن‭ ‬الموت‭ ‬يقدم‭ ‬لنا‭ ‬ولأولادنا‭ ‬عبرا‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬فإن‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬يقدم‭ ‬دروسا‭ ‬مشابهة‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬التوازي،‭ ‬فالمعاني‭ ‬الأخيرة‭ ‬واحدة،‭ ‬والقيم،‭ ‬والنتائج‭ ‬والدروس‭ ‬والعبر،‭ ‬لمن‭ ‬يعتبر‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬فإن‭ ‬البعض‭ ‬ممن‭ ‬حباهم‭ ‬الله‭ ‬وفضلهم،‭ ‬وميزهم‭ ‬عن‭ ‬غيرهم،‭ ‬بالمال،‭ ‬والنفوذ،‭ ‬والجاه،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬النعم،‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬على‭ ‬حالهم‭ ‬القاسي‭ ‬والجاهل‭ ‬الأول،‭ ‬فلا‭ ‬دروس‭ ‬تعلموها‭ ‬من‭ ‬الجائحة،‭ ‬ولا‭ ‬رأفة‭ ‬في‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬تحتهم،‭ ‬ولا‭ ‬زكاة‭ ‬أو‭ ‬صدقة‭ ‬أو‭ ‬سقيا‭ ‬يعملون‭ ‬لأجلها،‭ ‬لأنهم‭ ‬يعملون‭ ‬للدنيا‭ ‬وما‭ ‬فيها‭.‬

 

هؤلاء‭ ‬“الأحياء‭ ‬الأموات”‭ ‬نجدهم‭ ‬بكثرة‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬العمل‭ ‬بتهميشهم‭ ‬الضعفاء،‭ ‬وفي‭ ‬الجيرة‭ ‬بأذيتهم‭ ‬وحسدهم‭ ‬وتربصهم،‭ ‬وفي‭ ‬ذوي‭ ‬القربى‭ ‬أيضاً،‭ ‬وتتعدد‭ ‬الأماكن‭ ‬ومعها‭ ‬الوجوه‭ ‬والمواقف‭ ‬والأحداث‭ ‬الموجعة،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬الذاكرة‭ ‬على‭ ‬نسيانها‭.‬