“حماس” بين النشوة والانتصار (2-1)

| عبدالنبي الشعلة

في‭ ‬مثل‭ ‬المواجهات‭ ‬العسكرية‭ ‬الضارية‭ ‬التي‭ ‬دارت‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬طرف‭ ‬فيها‭ ‬الادعاء‭ ‬بعدم‭ ‬تعرضه‭ ‬وتكبده‭ ‬للخسائر،‭ ‬إسرائيل‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬خسرت‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المواجهة،‭ ‬ولا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تدعي‭ ‬الانتصار‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تحقيقه،‭ ‬عسكريًا‭ ‬أو‭ ‬سياسيًا‭ ‬إلا‭ ‬عندما‭ ‬يتم‭ ‬إنجاز‭ ‬الأهداف‭ ‬المحددة‭ ‬أو‭ ‬المرسومة‭ ‬مسبقًا،‭ ‬وهدف‭ ‬إسرائيل‭ ‬المعروف‭ ‬والمعلن‭ ‬تجاه‭ ‬حماس‭ ‬هو‭ ‬القضاء‭ ‬عليها‭ ‬وتدمير‭ ‬قوتها‭ ‬الصاروخية،‭ ‬وقد‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬فإن‭ ‬حماس‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المنازلة‭ ‬أقوى‭ ‬سياسيًا‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تمدد‭ ‬قاعدتها‭ ‬الجماهيرية،‭ ‬ولو‭ ‬مرحليًا،‭ ‬وأن‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬مساحتها‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬الأجندة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وأن‭ ‬تكسب‭ (‬على‭ ‬حساب‭ ‬فتح‭) ‬تعاطفًا‭ ‬أوسع‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المتذمرين‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬ضياع‭ ‬قضيتهم‭ ‬وحقوقهم‭ ‬المشروعة‭.‬

إسرائيل‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تدعي‭ ‬النصر،‭ ‬وعندما‭ ‬قال‭ ‬نتنياهو‭ ‬بأنه‭ ‬أعطب‭ ‬القدرات‭ ‬الصاروخية‭ ‬والحق‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة‭ ‬بحماس،‭ ‬فإن‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بمختلف‭ ‬فعالياته‭ ‬أخذ‭ ‬يشكك‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬وأخذ‭ ‬يتساءل‭ ‬عن‭ ‬مستوى‭ ‬أداء‭ ‬قادته‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬المعارك‭. ‬حماس‭ ‬من‭ ‬جانبها،‭ ‬بعد‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬أخذت‭ ‬تتفاخر‭ ‬وتتباهى‭ ‬بصوت‭ ‬عال‭ ‬بتحقيق‭ ‬انتصارات‭ ‬ساحقة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المواجهة،‭ ‬وبهزيمة‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وبقرب‭ ‬نهاية‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬تساءل‭ ‬أو‭ ‬طالب‭ ‬دليلا‭ ‬أو‭ ‬توضيحا،‭ ‬اتهم‭ ‬بالانهزامية‭ ‬وتثبيط‭ ‬العزائم‭ ‬والخيانة‭ ‬والصهينة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬مصطلح‭ ‬“الصهاينة‭ ‬العرب”‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المفردات‭ ‬الدارجة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق؛‭ ‬وهو‭ ‬مصطلح‭ ‬أو‭ ‬تهمة‭ ‬مبتكرة‭ ‬ظهرت‭ ‬إلى‭ ‬السطح‭ ‬مؤخرًا‭ ‬ضمن‭ ‬أبجديات‭ ‬العجز‭ ‬العربي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مصطلح‭ ‬“المطبعين‭ ‬العرب”‭.‬

لقد‭ ‬دامت‭ ‬المواجهة‭ ‬العسكرية‭ ‬غير‭ ‬المتكافئة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬11‭ ‬يوما،‭ ‬وتوقفت‭ ‬بفضل‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ (‬رائدة‭ ‬دول‭ ‬التطبيع‭)‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الضغوط‭ ‬التي‭ ‬مارستها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وقد‭ ‬كنا،‭ ‬والألم‭ ‬يعصر‭ ‬قلوبنا،‭ ‬والأسى‭ ‬يحز‭ ‬في‭ ‬نفوسنا‭ ‬نرى‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬في‭ ‬غزةَ‭ ‬وهو‭ ‬يتعرض‭ ‬لعدوان‭ ‬عسكري‭ ‬غاشم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬زج‭ ‬به‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬جولة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬المواجهات‭ ‬المسلحة‭ ‬غير‭ ‬المتكافئة‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل؛‭ ‬وكنا‭ ‬نرى‭ ‬كل‭ ‬صاروخ‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬يقابله‭ ‬سيل‭ ‬من‭ ‬الغارات‭ ‬الجوية‭ ‬والقذائف‭ ‬والصواريخ‭ ‬التي‭ ‬تطلقها‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬وقد‭ ‬اضطر‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬دفع‭ ‬فاتورة‭ ‬عالية‭ ‬جديدة‭ ‬ثمنًا‭ ‬للمواجهة‭ ‬البطولية‭ ‬الأخيرة؛‭ ‬وهي‭ ‬خسائر‭ ‬بشرية‭ ‬ومادية‭ ‬مكلفة‭ ‬وموجعة‭ ‬أصبحت‭ ‬الآن‭ ‬معروفة‭ ‬للجميع‭ ‬ولا‭ ‬حاجة‭ ‬لسردها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الوقفة‭ ‬منعًا‭ ‬للإطالة‭ ‬والتكرار‭ ‬وتجنبًا‭ ‬لوضع‭ ‬الملح‭ ‬فوق‭ ‬الجروح‭.‬

إنني‭ ‬انتمي‭ ‬إلى‭ ‬الأغلبية‭ ‬العظمى‭ ‬الصامتة‭ ‬من‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يقلون‭ ‬غيرة‭ ‬وحرصًا‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬وقضاياها‭ ‬العادلة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية؛‭ ‬لقد‭ ‬قضينا‭ ‬أياما‭ ‬صعبة‭ ‬قاسية‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬القصف‭ ‬المتبادل؛‭ ‬لأننا‭ ‬لم‭ ‬نستطع‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬بارقة‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬تحقيق‭ ‬الغزاويين‭ ‬وحدهم‭ ‬أي‭ ‬نصر‭ ‬محسوس‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المواجهة‭ ‬غير‭ ‬المتكافئة،‭ ‬وحيال‭ ‬تباهي‭ ‬حماس‭ ‬بالانتصار‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الأسهل‭ ‬والأحوط‭ ‬لنا‭ ‬الآن،‭ ‬وليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬من‭ ‬الأفضل،‭ ‬أن‭ ‬ننضم‭ ‬إلى‭ ‬جحافل‭ ‬المهللين‭ ‬والمكبرين‭ ‬والمحتفلين‭ ‬بهذا‭ ‬الانتصار،‭ ‬وربما‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الأكيس،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬أيضًا،‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬لنا‭ ‬رأي‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬رأي‭ ‬المنتشين‭ ‬بالنصر،‭ ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬عندهم،‭ ‬ولا‭ ‬أن‭ ‬نجادلهم‭ ‬تحاشيًا‭ ‬وتفاديًا‭ ‬لاتهامات‭ ‬التخاذل‭ ‬والصهينة‭ ‬والتآمر‭ ‬وخيانة‭ ‬القضية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التهم‭.‬

أو‭ ‬ربما‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الأيسر‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬مواقعنا‭ ‬القديمة‭ ‬بين‭ ‬صفوف‭ ‬المتمسكين‭ ‬والمنادين‭ ‬بحماس‭ ‬وبأعلى‭ ‬أصواتهم‭ ‬بحتمية‭ ‬تحقيق‭ ‬الوحدة‭ ‬العربية‭ ‬“من‭ ‬المحيط‭ ‬الهادر‭ ‬حتى‭ ‬الخليج‭ ‬الثائر”،‭ ‬وبحتمية‭ ‬استعادة‭ ‬كامل‭ ‬فلسطين‭ ‬“من‭ ‬النهر‭ ‬إلى‭ ‬البحر”‭. ‬وهي‭ ‬صفوف‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬تضم‭ ‬عصبة‭ ‬من‭ ‬خيرة‭ ‬رجالات‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬الذين‭ ‬يستحقون،‭ ‬هم‭ ‬وآراؤهم،‭ ‬كل‭ ‬التقدير‭ ‬والاحترام‭ ‬والثناء‭. ‬

إننا‭ ‬نختلف‭ ‬عنهم‭ ‬ومعهم‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬اختلاف‭ ‬الرأي‭ ‬لا‭ ‬يفسد‭ ‬للود‭ ‬قضية،‭ ‬وإننا‭ ‬من‭ ‬أشد‭ ‬المؤمنين‭ ‬بعدالة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وبفداحة‭ ‬الظلم‭ ‬والإجحاف‭ ‬وانتهاك‭ ‬الحقوق‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬لها،‭ ‬وما‭ ‬يزال‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الأبي‭ ‬منذ‭ ‬نكبة‭ ‬1948‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬قبلها،‭ ‬وهو‭ ‬إيمان‭ ‬وقناعة‭ ‬رضعناها‭ ‬في‭ ‬طفولتنا،‭ ‬ولازمتنا‭ ‬في‭ ‬مهودنا،‭ ‬ورافقتنا‭ ‬طول‭ ‬عمرنا،‭ ‬وستأوى‭ ‬معنا‭ ‬في‭ ‬لحودنا،‭ ‬ولسنا‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للمقايضة‭ ‬والمزايدة‭ ‬والمتاجرة‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬التلاعب‭ ‬بعواطف‭ ‬ضحاياها‭.‬

كما‭ ‬إننا‭ ‬لم‭ ‬نعد‭ ‬نؤمن‭ ‬بالشعارات‭ ‬الملونة،‭ ‬ولا‭ ‬بالمكتسبات‭ ‬أو‭ ‬الانتصارات‭ ‬الوهمية،‭ ‬لقد‭ ‬مللناها‭ ‬وشبعنا‭ ‬وسئمنا‭ ‬منها،‭ ‬أصبحنا‭ ‬الآن‭ ‬نؤمن‭ ‬بالأرقام‭ ‬والحقائق‭ ‬التي‭ ‬يسهل‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬والتحقق‭ ‬منها،‭ ‬ونؤمن‭ ‬بالواقعية‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تفرض‭ ‬نفسها،‭ ‬وبما‭ ‬يجري‭ ‬فوق‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أن‭ ‬الوعي‭ ‬والتجربة‭ ‬والنضج‭ ‬السياسي‭ ‬يتطلب‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬نحكم‭ ‬عقولنا‭ ‬ونستنهض‭ ‬حسنا‭ ‬النقدي‭ ‬عوضا‭ ‬عن‭ ‬استنفار‭ ‬عواطفنا‭ ‬وأحلامنا‭.‬

ففي‭ ‬العام‭ ‬1956‭ ‬ونحن‭ ‬صبية‭ ‬صغار‭ ‬فرحنا‭ ‬بهزيمة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ومعها‭ ‬بريطانيا‭ ‬وفرنسا،‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬“العدوان‭ ‬الثلاثي”‭ ‬على‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬مصر،‭ ‬ودون‭ ‬التشكيك‭ ‬أو‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬ما‭ ‬حققه‭ ‬أشقاؤنا‭ ‬المصريون‭ ‬من‭ ‬بطولات‭ ‬وما‭ ‬بذلوه‭ ‬من‭ ‬تضحيات‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الواقعة،‭ ‬أو‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬المكسب‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬جناه‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتصر‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬شخصيا،‭ ‬فقد‭ ‬اكتشفنا‭ ‬لاحقًا‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تمكنت‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬لتلك‭ ‬الحرب‭ ‬من‭ ‬اكتساح‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وسيناء‭ ‬ووصلت‭ ‬إلى‭ ‬ضفاف‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬ثم‭ ‬أجبرت‭ ‬على‭ ‬الانسحاب‭ ‬نتيجة‭ ‬للضغوط‭ ‬الدولية‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬حققت‭ ‬مكاسب‭ ‬استراتيجية‭ ‬هائلة،‭ ‬تاركة‭ ‬ورائها‭ ‬“آثارًا”‭ ‬سلبية‭ ‬خطيرة‭ ‬استدعت‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إزالتها‭ ‬خوض‭ ‬حرب‭ ‬“الأيام‭ ‬الستة”‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1967‭. ‬وعند‭ ‬نشوب‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬وعينا‭ ‬وحسنا،‭ ‬وطرنا‭ ‬زهوًا‭ ‬ورقصنا‭ ‬فرحًا‭ ‬عندما‭ ‬سمعنا‭ ‬عن‭ ‬انتصاراتنا،‭ ‬وعن‭ ‬اقتحام‭ ‬حدود‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬جبهات،‭ ‬وعن‭ ‬سرعة‭ ‬الزحف‭ ‬إلى‭ ‬تل‭ ‬أبيب،‭ ‬وعن‭ ‬تساقط‭ ‬الطائرات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬السماء‭ ‬بالعشرات‭ ‬“مثل‭ ‬الذباب”‭ ‬كما‭ ‬بشرنا‭ ‬أحمد‭ ‬سعيد‭ ‬من‭ ‬إذاعة‭ ‬“صوت‭ ‬العرب”؛‭ ‬لنكتشف‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬دمرت‭ ‬80‭% ‬من‭ ‬عتادنا‭ ‬الحربي،‭ ‬واجتاحت‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وسيناء‭ ‬ووصلت‭ ‬إلى‭ ‬ضفاف‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬أيضًا،‭ ‬واحتلتهما‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬احتلال‭ ‬القدس‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والجولان‭ ‬السورية؛‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬ستة‭ ‬أيام‭ ‬فقط‭!! ‬وبالمناسبة‭ ‬فإن‭ ‬حافظ‭ ‬الأسد‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬السوري‭ ‬وقتها،‭ ‬المهزوم‭ ‬الذي‭ ‬فقدت‭ ‬سوريا‭ ‬الجولان‭ ‬على‭ ‬يديه‭ ‬كوفئ‭ ‬وتوج‭ ‬لاحقًا‭ ‬رئيسا‭ ‬منتصرًا‭ ‬للجمهورية‭ ‬السورية‭.‬

قبل‭ ‬أن‭ ‬نختم‭ ‬هذا‭ ‬الجزء‭ ‬من‭ ‬المقال‭ ‬نود‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬الخلاصة‭ ‬المشهورة‭ ‬التي‭ ‬تقول‭: ‬“القوي‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬ينتصر‭ ‬فهو‭ ‬مهزوم،‭ ‬والضعيف‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يهزم‭ ‬فهو‭ ‬منتصر”‭.‬

وللحديث‭ ‬بقية‭ ‬غدًا‭.‬