الاحتفاء بالمتطوعين

| عبدعلي الغسرة

التطوع‭ ‬فعل‭ ‬إنساني‭ ‬نبيل‭ ‬وعطاء‭ ‬يُقدمه‭ ‬الإنسان‭ ‬لبلاده‭ ‬وبلدانٍ‭ ‬أخرى‭ ‬إذا‭ ‬احتاج‭ ‬الأمر‭ ‬ذلك،‭ ‬المتطوعون‭ ‬فئة‭ ‬إنسانية‭ ‬تعمل‭ ‬بمجال‭ ‬الخير‭ ‬لأجل‭ ‬الخير‭ ‬الذي‭ ‬يحتاج‭ ‬إليه‭ ‬كثيرون‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭ ‬العربي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والدولي‭.‬

إن‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بالمتطوعين‭ ‬بكل‭ ‬فئاتهم‭ ‬عملٌ‭ ‬جليل‭ ‬وشيءٌ‭ ‬جميل،‭ ‬الجليل‭ ‬بما‭ ‬قدموه‭ ‬والجميل‭ ‬بمكافأتهم‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬تراها‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬وما‭ ‬صدر‭ ‬مؤخرا‭ ‬عن‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬بإعطاء‭ ‬أولوية‭ ‬التوظيف‭ ‬لهم‭ ‬ومكافأتهم‭ ‬يُمثل‭ ‬دعما‭ ‬جليلا‭ ‬واعترافا‭ ‬بجهودهم‭ ‬وسمو‭ ‬تضحياتهم‭ ‬لبقائهم‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬للتصدي‭ ‬لوباء‭ ‬كورونا،‭ ‬وهي‭ ‬تضحيات‭ ‬قللت‭ ‬التداعيات‭.‬

لقد‭ ‬أعطى‭ ‬المتطوعون‭ ‬أعز‭ ‬ما‭ ‬لديهم‭ ‬وأفضل‭ ‬ما‭ ‬لديهم‭ ‬والكثير‭ ‬مما‭ ‬لديهم،‭ ‬ووهبوا‭ ‬لمجتمعهم‭ ‬الطاقة‭ ‬التي‭ ‬كانوا‭ ‬يحتاجون‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬العصيب،‭ ‬لقد‭ ‬تطوعوا‭ ‬لأنهم‭ ‬آمنوا‭ ‬بأن‭ ‬سلامة‭ ‬الحاضر‭ ‬إنارة‭ ‬للغد،‭ ‬وأن‭ ‬صحة‭ ‬الفرد‭ ‬صحة‭ ‬الجميع،‭ ‬وأن‭ ‬صحة‭ ‬المجتمع‭ ‬سلامة‭ ‬للإنسانية‭ ‬أجمع،‭ ‬فقدموا‭ ‬عملًا‭ ‬إنسانيا‭ ‬مُتميزا‭ ‬للإنسان‭ ‬والمجتمع‭.‬

إن‭ ‬التطوع‭ ‬كنزٌ‭ ‬من‭ ‬الرقي‭ ‬الإنساني‭ ‬يزهو‭ ‬بأهدافه‭ ‬وأبعاده،‭ ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬التطوع‭ ‬استجابة‭ ‬لظروف‭ ‬كورونا‭ ‬وتحقيقًا‭ ‬للتكافل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وبادر‭ ‬كُل‭ ‬متطوع‭ ‬بحسب‭ ‬قدرته‭ ‬وبمجال‭ ‬تطوعه‭ ‬وبمساحة‭ ‬وقته‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إحداث‭ ‬تغييرات‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬ولمحو‭ ‬ما‭ ‬أحدثه‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬من‭ ‬أجواء‭ ‬وتغييرات‭ ‬اجتماعية‭ ‬وإعلامية‭ ‬وصحية‭ ‬ومجتمعية‭.‬

لقد‭ ‬ساهمت‭ ‬فرصة‭ ‬التطوع‭ ‬والانخراط‭ ‬فيه‭ ‬بصقل‭ ‬مهارات‭ ‬المتطوعين،‭ ‬وعززت‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تطوعوا‭ ‬في‭ ‬مجالها‭ ‬التي‭ ‬أكسبتهم‭ ‬خبرات‭ ‬عملية‭ ‬أثمرت‭ ‬استعدادهم‭ ‬لنيل‭ ‬فرص‭ ‬التوظيف،‭ ‬وقد‭ ‬نال‭ ‬المتطوعون‭ ‬وسام‭ ‬الاستحقاق‭ ‬الإنساني‭ ‬المجتمعي‭ ‬بما‭ ‬قدموه‭ ‬لمجتمعهم‭ ‬وأفراده‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬والتضحيات،‭ ‬إنهم‭ ‬يستحقون‭ ‬لأنهم‭ ‬بذلوا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والوقت،‭ ‬وضحوا‭ ‬بذلك‭ ‬لأجل‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭.‬