جامعة البحرين... فخرنا

| زهير توفيقي

تلقيت‭ ‬كغيري‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬قصيرا‭ ‬ظهر‭ ‬فيه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأساتذة‭ ‬وهم‭ ‬يساهمون‭ ‬بكلمات‭ ‬قصيرة‭ ‬بمناسبة‭ ‬مرور‭ ‬‮٣٥‬‭ ‬عاماً‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬فلمجلس‭ ‬أمنائها‭ ‬ورئيسها‭ ‬وأساتذتها‭ ‬وإدارييها‭ ‬وطلبتها‭ ‬خالص‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حقق‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬علمية‭ ‬وتقدم،‭ ‬ونشر‭ ‬العلم‭ ‬بكل‭ ‬مهنية‭ ‬وامتياز‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬بحريني‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يفخر‭ ‬بهذه‭ ‬الجامعة‭ ‬الوطنية‭ ‬العريقة‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬وبشهادة‭ ‬جميع‭ ‬أصحاب‭ ‬العمل‭ ‬أن‭ ‬خريجيها‭ ‬الأفضل‭ ‬مقارنة‭ ‬بالجامعات‭ ‬الأخرى‭ ‬محليًا‭ ‬بالطبع‭ ‬وخليجيًا‭ ‬وعربيًا‭ ‬وحتى‭ ‬عالميًا،‭ ‬فهذه‭ ‬الشهادة‭ ‬أصدرتها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬والشركات‭ ‬الوطنية‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تتبع‭ ‬نظامًا‭ ‬صارمًا‭ ‬عند‭ ‬إجراء‭ ‬المقابلات‭ ‬لتوظيف‭ ‬الخريجين،‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية‭ ‬الشامخة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬بدايتها‭ ‬في‭ ‬السبعينات‭ ‬تسمى‭ ‬“كلية‭ ‬الخليج‭ ‬للتكنولوجيا”،‭ ‬تخرج‭ ‬منها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬الذين‭ ‬التحقوا‭ ‬بعدها‭ ‬لإتمام‭ ‬دراساتهم‭ ‬بأعرق‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬بعدها‭ ‬بدأت‭ ‬مرحلة‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬عام‭ ‬‮١٩٨٦‬‭ ‬بدمج‭ ‬كلية‭ ‬الخليج‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬والكلية‭ ‬الجامعية‭ ‬للعلوم‭ ‬والآداب‭ ‬والتربية،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬سهلة‭ ‬في‭ ‬بداياتها‭ ‬وهذه‭ ‬أمور‭ ‬طبيعية،‭ ‬والأهم‭ ‬قبولها‭ ‬التحديات‭ ‬الكبيرة‭ ‬والصعوبات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها‭ ‬النجاحات‭ ‬تلو‭ ‬النجاحات،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬واصلت‭ ‬تزويد‭ ‬جهات‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬والخاص‭ ‬بأفضل‭ ‬خريجيها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬التخصصات،‭ ‬ما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬نهضة‭ ‬وازدهار‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭.‬

لكن‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬وعلى‭ ‬حد‭ ‬قول‭ ‬المصريين‭ ‬“الحلو‭ ‬ما‭ ‬يكملش”،‭ ‬فقد‭ ‬لاحظت‭ ‬وغيري‭ ‬افتقاد‭ ‬الطلبة‭ ‬الخريجين‭ ‬المهارات‭ ‬الناعمة‭ ‬“soft skills”‭ ‬التي‭ ‬أعتبرها‭ ‬مهمة‭ ‬بل‭ ‬مهمة‭ ‬جدًا‭ ‬في‭ ‬صقل‭ ‬شخصيتهم‭ ‬قبل‭ ‬التحاقهم‭ ‬بالعمل،‭ ‬ما‭ ‬يسبب‭ ‬أحيانًا‭ ‬عدم‭ ‬التوفيق‭ ‬في‭ ‬المقابلات‭ ‬الشخصية‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنهم‭ ‬يبدعون‭ ‬في‭ ‬الامتحانات‭ ‬التحريرية‭! ‬ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬المتواضعة‭ ‬أرى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬جدا‭ ‬تخصيص‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬في‭ ‬مبادئ‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬وفن‭ ‬الخطابة‭ ‬والإتيكيت‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬وإدارة‭ ‬الوقت‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬الإشرافية‭ ‬القصيرة‭ ‬وخصوصا‭ ‬لخريجي‭ ‬التخصصات‭ ‬الفنية‭ ‬كهندسة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والميكانيكا‭ ‬والكيمياء‭ ‬وغيرها،‭ ‬حيث‭ ‬إنهم‭ ‬بأشد‭ ‬الحاجة‭ ‬لها‭.‬

أكرر‭ ‬تهنئتي‭ ‬الخالصة‭ ‬للقائمين‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬العريقة‭ ‬وجميع‭ ‬منتسبيها‭ ‬وطلبتها،‭ ‬متمنيًا‭ ‬لهم‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬التألق‭ ‬والنجاح‭ ‬لجهودهم‭ ‬الحثيثة‭ ‬والمضنية‭ ‬للنهوض‭ ‬بمخرجات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬الغالي‭.‬