حركة التقاضي و“هندسة الانتخابات”

| نظام مير محمدي

تسعى‭ ‬الآلة‭ ‬الدعائية‭ ‬للملالي‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬ألا‭ ‬تذكر‭ ‬أي‭ ‬اسم‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وألا‭ ‬تدرج‭ ‬أي‭ ‬خبر‭ ‬عنها،‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬أجبرت‭ ‬على‭ ‬قول‭ ‬شيء‭ ‬ما،‭ ‬فسيكون‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أقصى‭ ‬حدٍ‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الافتراء‭ ‬على‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬وتشويه‭ ‬سمعتهم،‭ ‬بيد‭ ‬أنه‭ ‬بفضل‭ ‬عصر‭ ‬الاتصالات‭ ‬وبعد‭ ‬خروج‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬حكم‭ ‬الملالي،‭ ‬ووجودهم‭ ‬الفعال‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬لآلة‭ ‬الملالي‭ ‬الدعائية‭ ‬أية‭ ‬فائدة‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬بضعة‭ ‬عقود‭.‬

وركَّز‭ ‬تلفزيون‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الحكومي‭ ‬عشية‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬على‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬السيرك‭ ‬الانتخابي‭ ‬للملالي‭ ‬ووضع‭ ‬حملاتهم‭ ‬التنويرية‭ ‬بالممارسات‭ ‬الإجرامية‭ ‬التي‭ ‬تبناها‭ ‬جلاد‭ ‬القرن،‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي؛‭ ‬تحت‭ ‬المجهر،‭ ‬وكان‭ ‬موضوع‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬“هندسة‭ ‬الانتخابات”‭ ‬ونسب‭ ‬التلفزيون‭ ‬الحكومي‭ ‬هذه‭ ‬الهندسة‭ ‬إلى‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق،‭ ‬وشدَّد‭ ‬مقدم‭ ‬البرنامج‭ ‬على‭ ‬تركيز‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬على‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي،‭ ‬وكان‭ ‬جُل‭ ‬ما‭ ‬يشغله‭ ‬هو‭ ‬التحذير‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬يخططون‭ ‬للإطاحة‭ ‬بإبراهيم‭ ‬رئيسي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬طريقة‭ ‬وصفه‭ ‬لتطور‭ ‬هذا‭ ‬التخطيط‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬تبرز‭ ‬جيدًا‭ ‬مدى‭ ‬رُعب‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬من‭ ‬امتداد‭ ‬تأثير‭ ‬دعاية‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭.‬

وتعتبر‭ ‬قضية‭ ‬مجزرة‭ ‬السجناء‭ ‬السياسيين‭ ‬ودور‭ ‬الجلاد‭ ‬رئيسي‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬السيرك‭ ‬الانتخابي‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي‭ ‬الذي‭ ‬يلعب‭ ‬دورًا‭ ‬مركزيًا،‭ ‬واستثمر‭ ‬خامنئي‭ ‬رئيسي‭ ‬الجلاد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬رئيسي‭ ‬تعرض‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬للضرب‭ ‬المبرح‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المتقاضين‭ ‬على‭ ‬المجزرة،‭ ‬والضحايا‭ ‬الرئيسيون‭ ‬للمجزرة‭ ‬هم‭ ‬مجاهدو‭ ‬خلق،‭ ‬وبناءً‭ ‬عليه،‭ ‬فإن‭ ‬حملات‭ ‬التنوير‭ ‬بمسرحية‭ ‬انتخابات‭ ‬الملالي‭ ‬التي‭ ‬يشارك‭ ‬فيها‭ ‬رئيسي‭ ‬بوصفه‭ ‬المرشح‭ ‬الرئيسي‭ ‬لخامنئي‭ ‬تعتبر‭ ‬ساحة‭ ‬مهمة‭ ‬لمعركة‭ ‬حركة‭ ‬التقاضي‭ ‬التي‭ ‬يضطلع‭ ‬بها‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬وريادة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بهذه‭ ‬الحركة‭.‬

وهكذا،‭ ‬يقر‭ ‬التلفزيون‭ ‬الحكومي‭ ‬بأن‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬متقدمون‭ ‬على‭ ‬الحكومة،‭ ‬ويدعون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬محاسبة‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي،‭ ‬ويجعلون‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬الحكومية‭ ‬موضوعًا‭ ‬لحركة‭ ‬تقاضي‭ ‬الشعب‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ارتكبه‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الفاشي‭ ‬من‭ ‬مجازر،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يسميه‭ ‬التلفزيون‭ ‬الحكومي‭ ‬“هندسة‭ ‬الانتخابات”‭ ‬هو‭ ‬إسقاط‭ ‬نفسي‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يخدع‭ ‬أحدًا،‭ ‬نظرًا‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الدعاية‭ ‬وأجهزتها‭ ‬المتعددة‭ ‬تحت‭ ‬تصرف‭ ‬سلطة‭ ‬الملالي‭ ‬بتكلفة‭ ‬تقدر‭ ‬بالمليارات‭. ‬والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬وأبناء‭ ‬الوطن‭ ‬للمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬حث‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬مقاطعة‭ ‬الانتخابات‭ ‬يعتبر‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬مسؤولية‭ ‬وطنية،‭ ‬ويتم‭ ‬النهوض‭ ‬بها‭ ‬بجهود‭ ‬جماعية‭ ‬وتضامن‭ ‬جميع‭ ‬فئات‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الثاني‭. ‬“مجاهدين”‭.‬