لمحات

الكوادر التعليمية

| د.علي الصايغ

إنَّ‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهم‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬ألقت‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬بسبب‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭) ‬بوصفه‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البشرية،‭ ‬التأثير‭ ‬الكبير‭ ‬والشكل‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬ألم‭ ‬بالعملية‭ ‬التعليمية‭ ‬برمتها،‭ ‬وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬لتحدد‭ ‬مصير‭ ‬ومستقبل‭ ‬ملايين‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬الذين‭ ‬يعدون‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬التأسيس‭ ‬للانطلاق‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬إلى‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وممارسة‭ ‬المفترض‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬إيجابي‭ ‬وفعال‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العملية‭. ‬

ونحن‭ ‬إذ‭ ‬نطرح‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬فإننا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نغفل‭ ‬دور‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأولى‭ ‬لجعل‭ ‬الحركة‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬وتواصل‭ ‬وثبات،‭ ‬وبما‭ ‬أوتوا‭ ‬من‭ ‬قوة،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتأثر‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان،‭ ‬فالمعلمون‭ ‬والمعلمات‭ ‬حملوا‭ ‬على‭ ‬عواتقهم‭ ‬هذه‭ ‬المسؤولية‭ ‬الكبيرة،‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬مهمة‭ ‬جسيمة،‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الصبر‭ ‬والمثابرة‭ ‬والمتابعة،‭ ‬فالكثير‭ ‬منهم‭ ‬أولوا‭ ‬الاهتمام‭ ‬الكامل‭ ‬للطلبة،‭ ‬وقدموا‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬منهم،‭ ‬من‭ ‬تواصل،‭ ‬وخوف‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬ومستوى‭ ‬الطلبة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬التجارب‭ ‬الفريدة،‭ ‬والمبادرات‭ ‬الرائعة‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬وعبرت‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬الوعي‭ ‬والاهتمام‭ ‬البالغين،‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬عقبات‭ ‬الجائحة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬التعليمية،‭ ‬وضمان‭ ‬تكامل‭ ‬ما‭ ‬يقدم‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬تعليمية،‭ ‬فأقل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقوله‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬هذا‭ ‬الإخلاص‭ ‬“شكراً‭ ‬لكم‭ ‬يا‭ ‬جنود‭ ‬الوطن‭ ‬ولجهودكم‭ ‬المثمرة”‭.‬

إن‭ ‬المسؤولية‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الكوادر‭ ‬التعليمية،‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية‭ ‬عما‭ ‬تتكبده‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬من‭ ‬عناء،‭ ‬فهم‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الصف‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬فريق‭ ‬البحرين،‭ ‬وهم‭ ‬ممن‭ ‬أثبتوا‭ ‬خلال‭ ‬الجائحة‭ ‬أنهم‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المسؤولية،‭ ‬باهتمامهم‭ ‬وحسهم‭ ‬الوطني‭ ‬والإنساني‭ ‬والتعليمي،‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬وإشراف‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والهيئات‭ ‬التعليمية‭ ‬والإدارية‭ ‬والجامعات‭ ‬والمعاهد‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬كافة،‭ ‬إذ‭ ‬ذللوا‭ ‬جميعاً‭ ‬الصعاب‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الغايات‭ ‬التعليمية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭.‬