انتصار فلسطين انتصار للأمة العربية

| عبدعلي الغسرة

إن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬مؤخرا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬يندى‭ ‬له‭ ‬الجبين‭ ‬الإنساني‭ ‬بمناسبة‭ ‬ما‭ ‬يُسمى‭ ‬بيوم‭ ‬15‭ ‬مايو‭ ‬“ذكرى‭ ‬اغتصاب‭ ‬فلسطين”،‭ ‬لكن‭ ‬ورغم‭ ‬ما‭ ‬لاقاه‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬من‭ ‬أذى‭ ‬وعذاب‭ ‬وأسى‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬حافظوا‭ ‬على‭ ‬هويتهم‭ ‬العربية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬أحد‭ ‬سلبها‭.‬

إن‭ ‬العدوان‭ ‬الأخير‭ ‬استمرار‭ ‬لسلسلة‭ ‬من‭ ‬الاعتداءات‭ ‬المُستمرة،‭ ‬ومنها‭ ‬تغيير‭ ‬أسماء‭ ‬مُدنها‭ ‬وقراها،‭ ‬مع‭ ‬سياسة‭ ‬القضم‭ ‬والهدم‭ ‬ومصادرة‭ ‬الأراضي‭ ‬وتهجير‭ ‬أهلها‭ ‬وبناء‭ ‬المستوطنات‭ ‬التي‭ ‬حاصرت‭ ‬مُدن‭ ‬فلسطين‭ ‬وقراها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬لتغيير‭ ‬خريطتها‭ ‬الجغرافية‭.‬

للقُدس‭ ‬العربية‭ ‬مكانة‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬العربية،‭ ‬فهي‭ ‬عاصمة‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية،‭ ‬وفيها‭ ‬يلتقي‭ ‬الهلال‭ ‬مع‭ ‬الصليب،‭ ‬وتتقارب‭ ‬المساجد‭ ‬والكنائس،‭ ‬فممارسات‭ ‬الصهاينة‭ ‬على‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬حاجزًا‭ ‬ضد‭ ‬ممارسات‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الدينية‭ ‬ولن‭ ‬تمنعهم‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إليه،‭ ‬وستبقى‭ ‬معالم‭ ‬القُدس‭ ‬التاريخية‭ ‬والعربية‭ ‬والدينية‭ ‬شامخة‭ ‬والغضب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والعربي‭ ‬سيكون‭ ‬حائلًا‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المعالم‭. ‬

على‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬يقفوا‭ ‬معًا‭ ‬في‭ ‬جبهة‭ ‬المشروع‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬بكل‭ ‬مضامينه‭ ‬وأبعاده‭ ‬التاريخية،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬القُدس‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬فلسطين،‭ ‬ولمؤازرة‭ ‬شعبها‭ ‬ونصرته‭.. (‬إِنَّهُمْ‭ ‬فِتْيَةٌ‭ ‬ءَامَنُواْ‭ ‬بِرَبِّهِمْ‭ ‬وَزِدْنَٰاهُمْ‭ ‬هُدًى‭)‬،‭ ‬يقفون‭ ‬صفًا‭ ‬واحدا‭ ‬متراصين‭ ‬دون‭ ‬سلاح‭ ‬سوى‭ ‬الإيمان‭ ‬بحقهم‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬والحرية‭ ‬والكرامة،‭ ‬نعم‭ ‬إن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬وقفة‭ ‬ونصرة‭ ‬قومية‭ ‬مجيدة‭ ‬تُعينهم‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬أرضهم‭ ‬وحقهم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭.‬