زبدة القول

هنية يستفز الجميع

| د. بثينة خليفة قاسم

أخيرا‭ ‬جاءت‭ ‬الهدنة‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والإسرائيليين‭ ‬وتوقفت‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬عن‭ ‬قتل‭ ‬وترويع‭ ‬المواطنين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وبدأ‭ ‬أطفال‭ ‬غزة‭ ‬يذهبون‭ ‬إلى‭ ‬مخادعهم‭ ‬دون‭ ‬فزع‭ ‬أو‭ ‬كوابيس،‭ ‬جاءت‭ ‬الهدنة‭ ‬بعد‭ ‬مقتل‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬الـ‭ ‬‮٢٥٠‬‭ ‬فلسطينيا،‭ ‬بينهم‭ ‬‮٦٥‬‭ ‬طفلا‭ ‬وعدد‭ ‬كبير‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬النساء‭.‬

جاءت‭ ‬الهدنة‭ ‬بعد‭ ‬جهود‭ ‬واتصالات‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬البحرين،‭ ‬وبجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬التي‭ ‬بذلت‭ ‬جهودا‭ ‬كبيرة‭ ‬حتى‭ ‬قبلت‭ ‬حماس‭ ‬وقبلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وقام‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬بتوجيه‭ ‬الشكر‭ ‬للرئيس‭ ‬المصري‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭. ‬

رغم‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬وقف‭ ‬إسماعيل‭ ‬هنية‭ ‬ليوجه‭ ‬الشكر‭ ‬لإيران‭ ‬على‭ ‬وقوفها‭ ‬المزعوم‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬بشكل‭ ‬يستفز‭ ‬الشعوب‭ ‬والحكومات‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬السواء،‭ ‬بل‭ ‬ويسيء‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬كله‭. ‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬النكران‭ ‬وعدم‭ ‬العرفان‭ ‬الذي‭ ‬يتميز‭ ‬به‭ ‬قادة‭ ‬حركة‭ ‬حماس،‭ ‬فما‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬إيران‭ ‬لكي‭ ‬تنال‭ ‬هذا‭ ‬التمجيد‭ ‬من‭ ‬الفلسطيني‭ ‬هنية‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يخجل‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬أمام‭ ‬الشاشات؟

كم‭ ‬إيرانيا‭ ‬سقط‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فلسطين؟‭ ‬وكما‭ ‬تساءل‭ ‬صالح‭ ‬القلاب‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام‭ ‬الأردني‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬رده‭ ‬على‭ ‬هنية‭: ‬هل‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬جيش‭ ‬إيراني‭ ‬يساعد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة؟‭ ‬هل‭ ‬قام‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬بإلقاء‭ ‬حصاة‭ ‬واحدة‭ ‬على‭ ‬تل‭ ‬أبيب؟‭ ‬ونضيف‭: ‬هل‭ ‬فتحت‭ ‬إيران‭ ‬مستشفياتها‭ ‬لعلاج‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬أصيبوا؟

لا‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬حدث،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أمدت‭ ‬حماس‭ ‬بالسلاح‭ ‬والعتاد،‭ ‬فمن‭ ‬أين‭ ‬دخل‭ ‬هذا‭ ‬السلاح‭ ‬إلى‭ ‬غزة؟‭.‬