لمحات

سوى التكاتف

| د.علي الصايغ

لا‭ ‬شيء‭ ‬أهم‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬من‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬الذي‭ ‬أرهق‭ ‬الأنظمة‭ ‬الصحية‭ ‬العالمية،‭ ‬مع‭ ‬تواصل‭ ‬خطره‭ ‬وانتشاره‭ ‬بشكل‭ ‬مقلق‭ ‬جداً،‭ ‬إلى‭ ‬الدرجة‭ ‬التي‭ ‬أصبح‭ ‬بها‭ ‬يحكمنا‭ ‬بتطوراته،‭ ‬وتحوراته،‭ ‬دون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار،‭ ‬ويجعل‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬من‭ ‬أمرهم،‭ ‬وهم‭ ‬يحاولون‭ ‬فك‭ ‬لغز‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬المريب‭. ‬

إن‭ ‬أكثر‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬منها،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬عندما‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬اللعينة،‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬محاكمة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تسبب‭ ‬بانتشار‭ ‬هذا‭ ‬الوباء،‭ ‬ولتكن‭ ‬محاكمة‭ ‬دولية،‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬أية‭ ‬آيديولوجيات‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬منحنيات‭ ‬أخرى،‭ ‬إلا‭ ‬الصحية‭ ‬منها‭ ‬المتعلقة‭ ‬بسلامة‭ ‬البشرية،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الأهم،‭ ‬والذي‭ ‬يهدده‭ ‬الفيروس‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يقلق‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬هو‭ ‬التهاون‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬الأفراد‭ ‬من‭ ‬المصابين‭ ‬أو‭ ‬المخالطين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يتحلون‭ ‬بأدنى‭ ‬إحساس‭ ‬بالمسؤولية،‭ ‬والذين‭ ‬تجب‭ ‬معاقبتهم‭ ‬ومحاكمتهم‭ ‬بأشد‭ ‬أنواع‭ ‬العقوبات؛‭ ‬لأنهم‭ ‬يهددون‭ ‬حياة‭ ‬الآخرين‭.. ‬ليس‭ ‬فرداً‭ ‬بل‭ ‬عشرات‭ ‬ومئات‭ ‬وآلاف‭ ‬الأفراد‭ ‬من‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬برأيي‭ ‬محاولة‭ ‬للشروع‭ ‬بالقتل،‭ ‬خصوصا‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬أعتاب‭ ‬حرب‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬تحورات‭ ‬الفيروس،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تسبق‭ ‬انتشاره‭ ‬وتأثيره‭ ‬المميت‭ ‬أية‭ ‬دراسات‭ ‬وتجارب،‭ ‬فالسلاح‭ ‬الأكبر‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬أشرت‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬سابق‭ ‬هو‭ ‬الإحساس‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬فرد‭.‬

كلنا‭ ‬مسؤولون‭ ‬أمام‭ ‬الله‭ ‬وأنفسنا‭ ‬ومجتمعنا‭ ‬بأن‭ ‬نسهم‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس‭ ‬باتباع‭ ‬التعليمات،‭ ‬وأخذ‭ ‬التطعيمات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكننا‭ ‬فعله‭ ‬مع‭ ‬فيروس‭ ‬غامض،‭ ‬لم‭ ‬نمتلك‭ ‬بعد‭ ‬سلاحاً‭ ‬فتاكاً‭ ‬يستطيع‭ ‬القضاء‭ ‬عليه‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب‭ ‬سوى‭ ‬التكاتف‭.‬