“جيبك”... معشوقتي

| زهير توفيقي

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬القراء‭ ‬الأعزاء‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يستوعب‭ ‬عنوان‭ ‬المقال،‭ ‬وأنا‭ ‬لا‭ ‬ألومه‭ ‬بالطبع،‭ ‬فقد‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أنها‭ ‬الإنسانة‭ ‬التي‭ ‬أتغزل‭ ‬بها،‭ ‬وتربطني‭ ‬بها‭ ‬علاقة‭ ‬حب‭! ‬ولتجنب‭ ‬سوء‭ ‬الفهم‭ ‬هذا‭ ‬فإن‭ ‬“جيبك”‭ ‬الاسم‭ ‬المختصر‭ ‬لشركة‭ ‬الخليج‭ ‬لصناعة‭ ‬البتروكيماويات‭ ‬والتي‭ ‬تأسست‭ ‬عام‭ ‬1979،‭ ‬وتشرفت‭ ‬بالعمل‭ ‬فيها‭ ‬لـ‭ ‬37‭ ‬عاما‭ ‬متواصلة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تقاعدت‭ ‬قبل‭ ‬عامين،‭ ‬وبصراحة،‭ ‬أنا‭ ‬لست‭ ‬بصدد‭ ‬كتابة‭ ‬مقال‭ ‬أمتدح‭ ‬فيه‭ ‬الشركة‭ ‬بعرض‭ ‬إنجازاتها‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬والجودة‭ ‬والسلامة‭ ‬والصحة‭ ‬المهنية‭ ‬والتصدير‭ ‬وغيرها،‭ ‬فهي‭ ‬غنية‭ ‬ولا‭ ‬تنتظر‭ ‬مني‭ ‬إضافة،‭ ‬وشهادتي‭ ‬فيها‭ ‬مجروحة‭.‬

وبصراحة‭ ‬شديدة‭ ‬أقر‭ ‬أنني‭ ‬أفتقدها،‭ ‬بل‭ ‬أفتقدها‭ ‬كثيرًا،‭ ‬نعم‭ ‬أقولها‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز،‭ ‬فقد‭ ‬قضيت‭ ‬مجمل‭ ‬حياتي‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬دهاليزها،‭ ‬بحلوها‭ ‬ومرها،‭ ‬ولا‭ ‬تلوموني‭ ‬إذا‭ ‬عنونت‭ ‬المقال‭ ‬بـ‭ ‬“جيبك‭... ‬أعشقها”،‭ ‬وفي‭ ‬اعتقادي،‭ ‬إنه‭ ‬شعور‭ ‬رائع‭ ‬أن‭ ‬يتذكر‭ ‬ويفتقد‭ ‬المتقاعد‭ ‬المؤسسة‭ ‬التي‭ ‬عمل‭ ‬بها‭ ‬وأخلص‭ ‬لها،‭ ‬وينم‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬قوة‭ ‬ومتانة‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭.‬

هذه‭ ‬المنشأة‭ ‬الصناعية‭ ‬الشامخة‭ ‬ظلت‭ ‬متألقة‭ ‬وتمتعت‭ ‬بسمعتها‭ ‬الطيبة‭ ‬داخليًا‭ ‬وخارجيًا‭ ‬بفضل‭ ‬سياستها‭ ‬الحكيمة‭ ‬بدءا‭ ‬بمجالس‭ ‬إداراتها‭ ‬وإداراتها‭ ‬التنفيذية‭ ‬والعاملين‭ ‬بها‭ ‬الذين‭ ‬يعتبرون‭ ‬أصولها‭ ‬وكنوزها،‭ ‬فهم‭ ‬الثروة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لنجاحها‭ ‬بفضل‭ ‬انتمائهم‭ ‬وولائهم‭ ‬وعملهم‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد،‭ ‬فهذه‭ ‬الدروع‭ ‬البشرية‭ ‬أثبتت‭ ‬وفي‭ ‬مواقف‭ ‬كثيرة‭ ‬نقاء‭ ‬معدنهم‭ ‬وحبهم‭ ‬الصادق‭ ‬للمنشأة‭ ‬والفضل‭ ‬بالطبع‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬الإدارة‭ ‬الحكيمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬عمل‭ ‬رائعة‭ ‬ونشر‭ ‬ثقافة‭ ‬مؤسسية‭ ‬راقية‭ ‬وعادلة‭.‬

وليعذرني‭ ‬القارئ‭ ‬العزيز،‭ ‬فبودي‭ ‬أن‭ ‬أذكر‭ ‬قصص‭ ‬النجاح‭ ‬والتحديات‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬الإيجابية‭ ‬والصعبة‭ ‬لولا‭ ‬محدودية‭ ‬المساحة،‭ ‬لكنني‭ ‬أعترف‭ ‬هنا‭ ‬بأن‭ ‬سبب‭ ‬كتابتي‭ ‬المقال‭ ‬تزامن‭ ‬مروري‭ ‬أمام‭ ‬مجمع‭ ‬“جيبك”‭ ‬وأنا‭ ‬أقود‭ ‬قاربي‭ ‬الصغير‭ ‬حيث‭ ‬انتابني‭ ‬شعور‭ ‬جميل‭ ‬ورائع‭ ‬يؤكد‭ ‬مدى‭ ‬ارتباطي‭ ‬وعشقي‭ ‬واشتياقي‭ ‬لها‭... ‬نعم‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬الرائع‭ ‬أكبر‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬مكانة‭ ‬جهة‭ ‬عملي‭ ‬السابقة‭ ‬وتعلقي‭ ‬الشديد‭ ‬بها،‭ ‬وعلى‭ ‬الفور‭ ‬قمت‭ ‬بالتقاط‭ ‬صورة‭ ‬جميلة‭ ‬للمجمع‭ ‬وأرسلتها‭ ‬للدكتور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬جواهري‭ ‬رئيس‭ ‬الشركة‭ ‬مذيلة‭ ‬بعبارة‭ ‬تقول‭ ‬“جيبك‭ ‬وما‭ ‬أدراك‭ ‬ما‭ ‬جيبك”،‭ ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬كتبت‭ ‬عنوان‭ ‬المقال‭ ‬“جيبك‭... ‬معشوقتي”،‭ ‬هل‭ ‬عرفتم‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬هي‭ ‬معشوقتي؟‭.‬