فجر جديد

نحن أصحاب مبادئ ولا “نخاف”

| إبراهيم النهام

الأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬والخط‭ ‬السيادي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والتوجهات‭ ‬العليا‭ ‬لرموز‭ ‬الدولة،‭ ‬كلها‭ ‬خطوط‭ ‬حمراء‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬المساومة‭ ‬أو‭ ‬المزايدة‭ ‬أو‭ ‬الاستنقاص‭ ‬قيد‭ ‬شعرة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬نثبته‭ ‬نحن‭ ‬وغيرنا‭ ‬على‭ ‬مرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬والفضائيات‭ ‬وشبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والمجالس‭ ‬واللقاءات‭ ‬الشخصية،‭ ‬بلا‭ ‬تردد‭ ‬أو‭ ‬خوف‭.‬

هذه‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬جوهر‭ ‬المبادئ‭ ‬المعلنة‭ ‬والخفية،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬أبسط‭ ‬القليل‭ ‬في‭ ‬رد‭ ‬الجميل‭ ‬للوطن،‭ ‬وخيراته‭ ‬ووفائه‭ ‬معنا،‭ ‬مع‭ ‬آبائنا‭ ‬وأولادنا،‭ ‬بشكل‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬الواجب‭ ‬والدين‭ ‬والولاء‭ ‬والفداء‭ ‬والتضحية،‭ ‬وهي‭ ‬أمور‭ ‬ليس‭ ‬فيها‭ ‬تخيير‭ ‬أو‭ ‬قابلة‭ ‬للتجاوز‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬الالتفات،‭ ‬أو‭ ‬التجاهل‭ ‬أبداً‭. ‬من‭ ‬يوفي‭ ‬البحرين‭ ‬ويدافع‭ ‬عنها،‭ ‬لا‭ ‬ينتظر‭ ‬مقابلاً‭ ‬أو‭ ‬جزاء‭ ‬أو‭ ‬شكورا‭ ‬من‭ ‬أحد،‭ ‬ولا‭ ‬يتربص‭ ‬بما‭ ‬سيفعله‭ ‬أقرانه‭ ‬وماذا‭ ‬سيقولون؟‭ ‬ومتى‭ ‬سيتحركون؟‭ ‬ولا‭ ‬يستخدم‭ ‬منظاراً‭ ‬للرؤية‭ ‬البعيدة‭ ‬للأحداث،‭ ‬أين‭ ‬ستذهب؟‭ ‬وأين‭ ‬ستصل؟‭ ‬حتى‭ ‬يحدد‭ ‬موقعه‭ ‬وموقفه،‭ ‬بل‭ ‬يبادر‭ ‬على‭ ‬الفور،‭ ‬ويسن‭ ‬أسنانه‭ ‬وقلمه،‭ ‬وعضلاته‭ ‬وتفكيره‭ ‬وقواه،‭ ‬ويتقدم‭ ‬للأمام‭ ‬بلا‭ ‬تردد‭. ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬2011‭ ‬خسرنا‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬محيطنا‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬في‭ ‬الأزمة‭ ‬القطرية‭ ‬أيضاً،‭ ‬وفي‭ ‬الأزمة‭ ‬السورية،‭ ‬وفي‭ ‬نقد‭ ‬السياسات‭ ‬التركية‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬ومواقف‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬الإرهابي‭ ‬وغيرها،‭ ‬إجهار‭ ‬المبادئ‭ ‬والدفاع‭ ‬عنها‭ ‬ثمنه‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬هو‭ ‬خسارة‭ ‬البعض،‭ ‬لكنه‭ ‬ثمن‭ ‬بخس‭ ‬ورخيص،‭ ‬وتطهير‭ ‬للواقع‭ ‬المزيف،‭ ‬ولفظ‭ ‬للغثاء،‭ ‬وتنظيف‭ ‬وكنس‭ ‬لمن‭ ‬يضعون‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬سلم‭ ‬الأولويات‭. ‬

حين‭ ‬نتحرك‭ ‬لأجل‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬قضية،‭ ‬يكون‭ ‬التحرك‭ ‬للأمام،‭ ‬فقط‭ ‬للأمام،‭ ‬وهو‭ ‬تحرك‭ ‬تشوبه‭ ‬بالعادة‭ ‬محاولات‭ ‬الشد‭ ‬والجذب‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬وذاك،‭ ‬للتشتيت‭ ‬وفتح‭ ‬الجبهات‭ ‬الفرعية‭ ‬والجانبية،‭ ‬لكنها‭ ‬إرهاصات‭ ‬لا‭ ‬تلاقي‭ ‬منا‭ ‬أي‭ ‬اهتمام،‭ ‬ولن‭.‬

‭# ‬مسك‭ ‬الكلام‭: ‬استذكرت‭ ‬أخيراً،‭ ‬المرحوم‭ ‬مثنى‭ ‬البدوي،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬المؤسسين‭ ‬الأبطال‭ ‬لجيل‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ووالد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الرجالات‭ ‬الذين‭ ‬يخدمون‭ ‬الوطن‭ ‬هم‭ ‬وأولادهم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناصب‭ ‬والمواقع‭. ‬استذكرت‭ ‬البدوي،‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬الوقور‭ ‬الهادئ‭ ‬الصلب،‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬صفاء‭ ‬ذهني،‭ ‬وكيف‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬عامل‭ ‬خير‭ ‬حقيقي،‭ ‬في‭ ‬توريث‭ ‬الرجال‭ ‬الأوفياء،‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وغفر‭ ‬له،‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭.‬