الملتحقون بالتعليم... من البدايات إلى الآن (3)

| د. حسين المهدي

وقفنا‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬عند‭ ‬عام‭ (‬1912م‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬مدرسة‭ ‬جوزة‭ ‬البلوط‭ ‬المدرسة‭ ‬الخاصة‭ ‬الأولى‭ ‬شبه‭ ‬النظامية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تابعة‭ ‬للإرسالية‭ ‬الأميركية،‭ ‬وقد‭ ‬رأت‭ ‬النور‭ ‬في‭ (‬1892م‭) ‬على‭ ‬يد‭ ‬السيدة‭ ‬زويمر‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬صغير‭ ‬جداً‭ (‬فراندا‭) ‬بها‭ ‬5‭ ‬طلاب،‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬الإرسالية‭ ‬في‭ (‬1899م‭)‬،‭ ‬وأصبح‭ ‬عدد‭ ‬طلابها‭ ‬9،‭ ‬ثم‭ ‬زاد‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬في‭ (‬1904م‭)‬،‭ ‬وصار‭ ‬المسجلون‭ ‬فيها‭ ‬45‭ ‬بعد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬و61‭ ‬في‭ (‬1908م‭) ‬و102‭ ‬في‭ (‬1912م‭).‬

نستكمل‭ ‬اليوم،‭ ‬بتحول‭ ‬مدرسة‭ ‬جوزة‭ ‬البلوط‭ ‬إلى‭ ‬مدرسة‭ ‬الرجاء‭ ‬في‭ (‬1922م‭) ‬وفقاً‭ ‬للدكتور‭ ‬عيسى‭ ‬أمين،‭ ‬وكان‭ ‬عدد‭ ‬المسجلين‭ ‬فيها‭ ‬36‭ ‬في‭ (‬أكتوبر‭ ‬1929م‭) ‬وارتفع‭ ‬إلى‭ ‬76‭ ‬في‭ (‬مايو‭ ‬1930م‭)‬،‭ ‬غالبيتهم‭ ‬مسلمون‭ ‬وعددهم‭ ‬55،‭ ‬و19‭ ‬من‭ ‬اليهود‭ ‬والمسيحيين،‭ ‬واثنين‭ ‬من‭ ‬الهنود،‭ ‬وبلغ‭ ‬عدد‭ ‬طالباتها‭ ‬107،‭ ‬بـ‭ ‬76‭ ‬مسلمة‭ ‬و26‭ ‬يهودية‭ ‬و5‭ ‬مسيحيات،‭ ‬وفي‭ (‬1959م‭) ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الملتحقين‭ ‬فيها‭ ‬145،‭ ‬منهم‭ ‬140‭ ‬طالبة،‭ ‬111‭ ‬منهن‭ ‬مسلمات‭.‬

العام‭ (‬1919م‭) ‬شهد‭ ‬تأسيس‭ ‬أول‭ ‬مدرسة‭ ‬نظامية‭ ‬حكومية‭ ‬وهي‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬للبنين‭ ‬بالمحرق،‭ ‬وبدأت‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬“مقر‭ ‬مؤقت‭ ‬هو‭ ‬منزل‭ ‬الحاج‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬إبراهيم‭ ‬الزياني‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يملك‭ ‬مسجداً‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الحالة‭ (‬المحرق‭) ‬يتبعه‭ ‬ملحق‭ ‬كان‭ ‬يستخدم‭ ‬كمدرسة‭ ‬دينية‭ ‬وبه‭ ‬حجرات‭ ‬واسعة‭ ‬جهزت‭ ‬بسرعة‭ ‬كمقر‭ ‬للمدرسة‭ ‬قبل‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬المبنى‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬اكتمل‭ ‬في‭ (‬1923م‭) ‬على‭ ‬نمط‭ ‬المعمار‭ ‬الهندي”،‭ ‬كما‭ ‬وفقاً‭ ‬للشيخة‭ ‬مي‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬“الوعي‭ ‬الثقافي”‭ ‬ظهر‭ ‬النشاط‭ ‬الأهلي‭ ‬بتأسيس‭ ‬4‭ ‬مدارس‭ ‬أهلية،‭ ‬اثنتان‭ ‬في‭ (‬1926م‭)‬،‭ ‬وتأسست‭ ‬المدرسة‭ ‬الأولى‭ ‬وهي‭ ‬“دار‭ ‬العلم”‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬سعد‭ ‬الشملان‭ ‬المدرس‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية،‭ ‬ثم‭ ‬لحقت‭ ‬بهما‭ ‬المدرسة‭ ‬الثانية‭ ‬–‭ ‬“المدرسة‭ ‬الأهلية”‭ - ‬التي‭ ‬أنشأها‭ ‬الشاعر‭ ‬المعروف‭ ‬إبراهيم‭ ‬العريض‭ ‬ثم‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬مدرسة‭ ‬عبدالرسول‭ ‬التاجر‭ ‬في‭ (‬1930م‭) ‬واحتوت‭ ‬على‭ ‬مئة‭ ‬ألف‭ ‬كتاب‭ ‬في‭ ‬مكتبتها‭. ‬في‭ (‬1928م‭) ‬برزت‭ ‬مدرستان،‭ ‬واحدة‭ ‬حكومية‭ ‬وأخرى‭ ‬أهلية،‭ ‬حيث‭ ‬تأسست‭ ‬أول‭ ‬مدرسة‭ ‬نظامية‭ ‬للبنات‭ ‬في‭ ‬المحرق‭ ‬أيضا،‭ ‬وهي‭ ‬مدرسة‭ ‬خديجة‭ ‬الكبرى،‭ ‬وثالث‭ ‬مدرسة‭ ‬أهلية‭ ‬“الفلاح”‭ ‬والتي‭ ‬كونها‭ ‬تاجر‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬زينل،‭ ‬وكان‭ ‬ناظرها‭ ‬الشيخ‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬سعد،‭ ‬وتم‭ ‬تسجيل‭ ‬الطلبة‭ ‬فيها‭ ‬في‭ (‬13/11/1929م‭)‬،‭ ‬أما‭ ‬المدرسة‭ ‬الأهلية‭ ‬الرابعة‭ ‬ففعلها‭ ‬الشاعر‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬المعاودة‭ ‬في‭ ‬المحرق‭ ‬في‭ (‬1936م‭) ‬وكان‭ ‬ثلث‭ ‬طلابها‭ ‬بالمجان‭ ‬معتمدة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬تبرعات‭ ‬الأهالي،‭ ‬وآلت‭ ‬إدارتها‭ ‬إلى‭ ‬حجي‭ ‬وعيسى‭ ‬أبناء‭ ‬خميس‭ ‬الزياني‭ ‬بعد‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭. ‬ونكمل‭ ‬لاحقاً‭.‬