رؤيا مغايرة

تبقى القلوب متعانقة

| فاتن حمزة

تدفق‭ ‬آلاف‭ ‬الزائرين‭ ‬على‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬مع‭ ‬الساعات‭ ‬الأولى‭ ‬لافتتاحه‭ ‬للدخول‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وذلك‭ ‬عقب‭ ‬قرار‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬السماح‭ ‬لمواطنيها‭ ‬بالسفر،‭ ‬وشهدت‭ ‬الحركة‭ ‬المرورية‭ ‬على‭ ‬الجسر‭ ‬كثافةً‭ ‬كبيرة‭ ‬قبل‭ ‬افتتاح‭ ‬الجسر‭ ‬بساعات،‭ ‬ترافق‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬حملة‭ ‬شعبية‭ ‬كبيرة‭ ‬دشنتها‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للسياحة‭ ‬وشهدت‭ ‬تفاعلاً‭ ‬شعبيًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬بعنوان‭ ‬“ولهنا‭ ‬عليكم”،‭ ‬وذلك‭ ‬للترحيب‭ ‬بالأشقاء،‭ ‬كما‭ ‬شهدت‭ ‬البحرين‭ ‬تعليق‭ ‬الأعلام‭ ‬الحمراء‭ ‬والخضراء‭ ‬والزينة‭ ‬والأضواء‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭ ‬والأبراج‭.‬

فعلاً‭ ‬“ولهنا‭ ‬عليكم”،‭ ‬فالسعوديون‭ ‬ليسوا‭ ‬ضيوفاً،‭ ‬بل‭ ‬هم‭ ‬أهل‭ ‬الدار،‭ ‬فليس‭ ‬مجيؤهم‭ ‬للبحرين‭ ‬إلا‭ ‬كمن‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬دار‭ ‬في‭ ‬بيته‭ ‬ليدخل‭ ‬إلى‭ ‬دار‭ ‬أخرى،‭ ‬ومهما‭ ‬باعدتنا‭ ‬المسافات‭ ‬والظروف‭ ‬تبقى‭ ‬القلوب‭ ‬متعانقة‭ ‬مترابطة‭ ‬لا‭ ‬يفرقها‭ ‬أي‭ ‬عارض‭ ‬أو‭ ‬حاقد،‭ ‬فعمق‭ ‬ومتانة‭ ‬العلاقة‭ ‬والروابط‭ ‬بين‭ ‬السعودية‭ ‬والبحرين‭ ‬ومقدار‭ ‬التواصل‭ ‬والمحبة‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬شعبيهما‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬سنين‭ ‬طويلة‭ ‬جداً‭.‬

منعتنا‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬عنهم‭ ‬بغلق‭ ‬الشريان‭ ‬الحيوي‭ ‬الرابط‭ ‬بيننا‭ ‬جراء‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬تقرر‭ ‬فتحه‭ ‬حتى‭ ‬تدفق‭ ‬الآلاف،‭ ‬إنه‭ ‬شوق‭ ‬اللقاء‭ ‬وقوة‭ ‬التعاضد‭ ‬والتلاحم‭.‬

علاقة‭ ‬فريدة‭ ‬تؤكد‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬وحجم‭ ‬المصاهرة‭ ‬ووشائج‭ ‬القربى‭ ‬والمصير‭ ‬المشترك،‭ ‬علاقات‭ ‬ليست‭ ‬وليدة‭ ‬اليوم‭ ‬بل‭ ‬ترجع‭ ‬إلى‭ ‬ماضٍ‭ ‬عريق‭.‬

دعواتنا‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬الحياة‭ ‬كما‭ ‬كانت،‭ ‬وتعود‭ ‬فرحة‭ ‬التواصل‭ ‬والتلاقي‭ ‬مع‭ ‬أهلنا‭ ‬وأحبائنا‭ ‬ومعانقتهم،‭ ‬وندعوا‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يحصننا‭ ‬ويحمينا،‭ ‬توكلنا‭ ‬على‭ ‬الحي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يموت‭ ‬أن‭ ‬يصرف‭ ‬عنا‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬بلطفه‭ ‬إنه‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬قدير‭.‬