من جديد

عظيمة يا مصر

| د. سمر الأبيوكي

لم‭ ‬تكن‭ ‬عشرة‭ ‬أيام‭ ‬سهلة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬علينا‭ ‬جميعا‭ ‬وسببت‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الذعر‭ ‬والخوف‭ ‬وحبس‭ ‬للأنفاس‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬للمقيمين‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬إنما‭ ‬لمن‭ ‬يتابعون‭ ‬الموقف‭ ‬كاملا‭ ‬برمته،‭ ‬حالات‭ ‬تهجير‭ ‬قسري‭ ‬جديدة‭ ‬تذكرنا‭ ‬بماض‭ ‬أليم،‭ ‬بحق‭ ‬مغتصب،‭ ‬صور‭ ‬القتلى‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تضرب‭ ‬إنسانيتنا‭ ‬في‭ ‬أعماقها‭.‬

الكل‭ ‬متألم‭ ‬حقا،‭ ‬الكل‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬سلام‭ ‬حقيقي،‭ ‬ولو‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بادرة‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬في‭ ‬الوساطة‭ ‬والضغط‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإسرائيل‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬لكان‭ ‬العدوان‭ ‬الغاشم‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬مستمرا‭ ‬دون‭ ‬هوادة‭.‬

نعم‭ ‬عظيمة‭ ‬مصر‭ ‬بثقلها‭ ‬وعمقها‭ ‬في‭ ‬المنطقة،عظيمة‭ ‬بجيشها‭ ‬وأجهزتها‭ ‬الأمنية،‭ ‬عظيمة‭ ‬بطاقمها‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتوان‭ ‬لحظة‭ ‬عن‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬المعركة‭ ‬ونقل‭ ‬الجرحى‭ ‬إلى‭ ‬الأراضي‭ ‬المصرية‭ ‬لمعالجتهم،‭ ‬هذه‭ ‬مصر‭ ‬العروبة‭ ‬أولا،‭ ‬مصر‭ ‬التاريخ‭ ‬والحضارة‭ ‬ولكل‭ ‬عربي‭ ‬حق‭ ‬بها‭.‬

ومضة‭:‬

أضحكتني‭ ‬كثيرا‭ ‬تصريحات‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬اللبناني‭ ‬الذي‭ ‬تنحى‭ ‬عن‭ ‬منصبه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وصف‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بأنهم‭ ‬بدو،‭ ‬وهو‭ ‬تشريف‭ ‬ووسام‭ ‬فخر‭ ‬خال‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المرء‭ ‬عربيا‭ ‬بدويا‭ ‬قبليا،‭ ‬فنعم‭ ‬الرجال‭ ‬هم،‭ ‬فرسول‭ ‬الأمة‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬قريش‭ ‬وأغلب‭ ‬الأنبياء‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬البدو‭ ‬ممن‭ ‬يرعون‭ ‬الغنم،‭ ‬تخسر‭ ‬الدول‭ ‬الكثير‭ ‬بكلمة‭ ‬واحدة‭ ‬غير‭ ‬مدروسة‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬والفهم‭.‬

ومضة‭ ‬ثانية‭.. ‬بالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬معاني‭ ‬الكلمات‭ ‬والحرب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكلام‭ ‬والملف‭ ‬الإعلامي،‭ ‬فقد‭ ‬لفت‭ ‬نظري‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬بل‭ ‬إتقان‭ ‬أغلب‭ ‬قادة‭ ‬الأجهزة‭ ‬هناك‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬اللغات،‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬تواصلهم‭ ‬المباشر‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مع‭ ‬صناع‭ ‬الرأي‭ ‬من‭ ‬نجوم‭ ‬ومطربين‭ ‬ومؤثرين‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬وهو‭ ‬نمط‭ ‬يجب‭ ‬الالتفات‭ ‬إليه‭ ‬والاهتمام‭ ‬به‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭.‬