فجر جديد

ما الذي تعنيه كل هذه القروض؟

| إبراهيم النهام

لفت‭ ‬انتباهي‭ ‬أخيراً‭ ‬تقرير‭ ‬مهم‭ ‬أعده‭ ‬الزميل‭ ‬علي‭ ‬الفردان‭ ‬بالقسم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بالصحيفة،‭ ‬عنوانه‭ ‬“74‭ ‬ألف‭ ‬عميل‭ ‬طلبوا‭ ‬تأجيل‭ ‬قروضهم‭ ‬حتى‭ ‬يونيو”‭ ‬اعتباراً‭ ‬من‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬الماضي‭ ‬وبنسبة‭ ‬23‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬عدد‭ ‬زبائن‭ ‬البنوك‭. ‬التقرير‭ ‬أشار‭ ‬أيضاً‭ ‬وبدقة،‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬المؤجلين‭ ‬للأقساط‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬واكبت‭ ‬تفشي‭ ‬الجائحة‭ ‬وما‭ ‬بعدها،‭ ‬ونسبة‭ ‬الأرباح‭ ‬والقيمة‭ ‬الاقتراضية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬تفاصيل‭ ‬مهمة،‭ ‬للأسرة‭ ‬البحرينية‭.‬

لغة‭ ‬الأرقام‭ ‬هذه‭ ‬تشير‭ ‬بشكل‭ ‬مخيف‭ ‬إلى‭ ‬الحال‭ ‬الذي‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬اليوم،‭ ‬بسبب‭ ‬زيادة‭ ‬التضخم‭ ‬والغلاء‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬الجائحة‭ ‬وزاد‭ ‬معها،‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬ضعف‭ ‬الرواتب‭ ‬خصوصاً‭ ‬بالقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬والتي‭ ‬يعجز‭ ‬بها‭ ‬الموظف‭ ‬عن‭ ‬التحرك‭ ‬خطوة‭ ‬واحدة‭ ‬للأمام‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يقترض،‭ ‬أو‭ ‬“يتسلف”،‭ ‬أو‭ ‬يدخل‭ ‬“جمعية”‭.‬

قرار‭ ‬القرض،‭ ‬أو‭ ‬وقف‭ ‬القسط،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬حالة‭ ‬تعكس‭ ‬الرفاهية‭ ‬أو‭ ‬الحلول‭ ‬غير‭ ‬المستحبة‭ ‬أو‭ ‬الخاطئة،‭ ‬بل‭ ‬أضحى‭ ‬اليوم‭ ‬واقعاً‭ ‬قاهرا،‭ ‬مع‭ ‬تفاقم‭ ‬صعوبة‭ ‬الحياة،‭ ‬وضيق‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬رب‭ ‬الأسرة‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬عاجزا‭ ‬عن‭ ‬تلبية‭ ‬الطلبات‭ ‬الأساسية‭ ‬لعائلته‭.‬

من‭ ‬الصعب‭ ‬بمكان،‭ ‬ترك‭ ‬الحبل‭ ‬على‭ ‬الغارب،‭ ‬وجعل‭ ‬المواطن‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬غير‭ ‬موجودة‭ ‬من‭ ‬الأصل‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الراهنة،‭ ‬يستثنى‭ ‬منها‭ ‬قرع‭ ‬أبواب‭ ‬البنوك‭ ‬والمصارف‭ ‬التجارية،‭ ‬بنتائج‭ ‬كاوية‭ ‬وموجعة‭.‬

من‭ ‬الضرورة‭ ‬إيجاد‭ ‬خطة‭ ‬حكومية‭ ‬طموحة،‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬والذي‭ ‬يتعثر‭ ‬فيه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬وكانزي‭ ‬الأموال‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬الصدقات‭ ‬أو‭ ‬الزكوات‭ ‬التي‭ ‬أمر‭ ‬بها‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬أو‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بالمشاريع‭ ‬المختلفة،‭ ‬لمساندة‭ ‬المواطن‭ ‬والموظف‭ ‬البحريني‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬لرفع‭ ‬مستوى‭ ‬دخله‭ ‬المالي،‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬سقوطه‭ ‬بفخ‭ ‬القروض‭ ‬والفوائد‭ ‬الفاحشة،‭ ‬والدين‭ ‬الشخصي‭ ‬الكريه‭.‬