زبدة القول

مشهد يصفع العالم المتمدين

| د. بثينة خليفة قاسم

هل‭ ‬رأى‭ ‬العالم‭ ‬المتمدين‭ ‬وهل‭ ‬رأت‭ ‬منظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وصحافة‭ ‬أوروبا‭ ‬وأميركا‭ ‬مشهد‭ ‬الجندي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وهو‭ ‬يركل‭ ‬الرجل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬سجادة‭ ‬الصلاة؟‭ ‬هل‭ ‬ستصدر‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬بيانا‭ ‬حول‭ ‬الحريات‭ ‬الدينية‭ ‬وحرية‭ ‬العبادة‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المنكوبة‭ ‬كما‭ ‬تفعل‭ ‬تجاه‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬وإسلامية‭ ‬لأسباب‭ ‬أقل‭ ‬شأنا‭ ‬بكثير؟‭ ‬وهل‭ ‬سيصدر‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬بيانا‭ ‬ناريا‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬المهين؟

رغم‭ ‬بشاعة‭ ‬الصورة‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬شيئا‭ ‬مما‭ ‬سبق‭ ‬سيحدث،‭ ‬فإهانة‭ ‬مشاعر‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬شيئا‭ ‬للأمم‭ ‬المتمدينة‭ ‬التي‭ ‬تقدس‭ ‬جميع‭ ‬الحقوق‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الكلاب‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬حقوق‭ ‬الشواذ‭ ‬والمثليين‭. ‬

أين‭ ‬موقع‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬المسلم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬سجادة‭ ‬صلاته‭ ‬أعزل‭ ‬عندما‭ ‬فوجئ‭ ‬بحذاء‭ ‬الجندي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬فوق‭ ‬رقبته؟‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬لم‭ ‬يهن‭ ‬المصلي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬أهان‭ ‬ذلك‭ ‬العالم‭ ‬المتمدين،‭ ‬فأين‭ ‬أنت‭ ‬يا‭ ‬حمرة‭ ‬الخجل؟‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬يكذب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أنتجه‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬حول‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬طوال‭ ‬تاريخه‭ ‬ويجعلنا‭ ‬لا‭ ‬نصدق‭ ‬أية‭ ‬

شعارات‭ ‬يطلقها‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬اليوم،‭ ‬فحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬شعارات‭ ‬صاغها‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬والتدخل‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬والتضييق‭ ‬عليها‭ ‬وابتزازها،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تستخدم‭ ‬ضد‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

وبرلمانات‭ ‬العالم‭ ‬ومنظماته‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تجتمع‭ ‬وتشتعل‭ ‬نارا‭ ‬بسبب‭ ‬تقارير‭ ‬مفبركة‭ ‬يعدها‭ ‬بعض‭ ‬الخارجين‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬العرب،‭ ‬لكنها‭ ‬تصمت‭ ‬صمت‭ ‬القبور‭ ‬أمام‭ ‬مشهد‭ ‬ناطق‭ ‬مثل‭ ‬مشهد‭ ‬الجندي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وهو‭ ‬يدوس‭ ‬الرجل‭ ‬بحذائه‭.‬