بالقدس نكون

| عبدعلي الغسرة

مضى‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬ومازال‭ ‬العدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الغاشم‭ ‬على‭ ‬فلسطين‭ ‬وشعبها‭ ‬مستمرًا،‭ ‬وتشهد‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬الفلسطينية‭ ‬العربية‭ ‬منذُ‭ ‬أواخر‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬عدوانًا‭ ‬واقتحامًا‭ ‬بربريًا‭ ‬للمسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬المبارك،‭ ‬أبناء‭ ‬القدس‭ ‬وفلسطين‭ ‬لم‭ ‬يقفوا‭ ‬بل‭ ‬قاوموا‭ ‬بما‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬الإيمان‭ ‬والعقيدة‭ ‬وما‭ ‬يملكون‭ ‬من‭ ‬العزيمة‭ ‬والإرادة،‭ ‬طريقا‭ ‬سلكوه‭ ‬منذُ‭ ‬1948م،‭ ‬إنه‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬ستعود‭ ‬به‭ ‬فلسطين،‭ ‬مؤمنين‭ ‬بأنه‭ ‬بالمقاومة‭ ‬نعود‭ ‬وبالقدس‭ ‬نكون،‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬أرضنا‭ ‬وفي‭ ‬القدس‭ ‬نعيش‭ ‬ويترعرع‭ ‬أبناؤنا،‭ ‬وبهذا‭ ‬الإيمان‭ ‬تكون‭ ‬فلسطين‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬أمتها‭ ‬العربية‭ ‬والكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الزوال‭.‬

إن‭ ‬طريق‭ ‬العودة‭ ‬الذي‭ ‬تجلى‭ ‬في‭ ‬الانتفاضات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لن‭ ‬يهدأ‭ ‬فمازال‭ ‬هناك‭ ‬مُطالب‭ ‬بحقه‭ ‬ورافض‭ ‬للصهيونية‭ ‬فكرًا‭ ‬ووجودًا،‭ ‬حيث‭ ‬نرى‭ ‬القدس‭ ‬قريبة‭ ‬ويدفع‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬أرواحهم‭ ‬ودماءهم‭ ‬قربانًا‭ ‬لعودة‭ ‬فلسطين‭ ‬وقدسها‭ ‬وشعبها،‭ ‬وإن‭ ‬ما‭ ‬يتخيله‭ ‬العدو‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬فهو‭ ‬يعيش‭ ‬خيالًا‭ ‬لا‭ ‬يستمر‭ ‬ولا‭ ‬يدوم،‭ ‬وعودة‭ ‬القدس‭ ‬وشعبها‭ ‬أقرب‭ ‬من‭ ‬حبل‭ ‬الوريد‭ ‬حقًا‭ ‬وواجبًا‭. ‬إن‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬القدس‭ ‬ليس‭ ‬دفاعًا‭ ‬عن‭ ‬فلسطين‭ ‬وشعبها‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬عن‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬والشعب‭ ‬العربي،‭ ‬فاحتلال‭ ‬فلسطين‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬وشعبها‭ ‬العربي،‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬فلسطين‭ ‬دفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الأمة‭ ‬العربية،‭ ‬حيث‭ ‬استطاع‭ ‬أبناء‭ ‬فلسطين‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بأراضيهم‭ ‬ووجودهم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬رغم‭ ‬التعسف‭ ‬والإغراء‭ ‬والإرهاب‭ ‬والقهر‭ ‬الصهيوني،‭ ‬لأن‭ ‬أراضيهم‭ ‬استمرار‭ ‬لوجودهم‭ ‬ونسلهم‭. ‬

إن‭ ‬سجل‭ ‬التاريخ‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يروي‭ ‬بطولات‭ ‬الذين‭ ‬حملوا‭ ‬الأرواح‭ ‬على‭ ‬الراح‭ ‬وجاهدوا‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬بلادهم،‭ ‬وتسلم‭ ‬الراية‭ ‬من‭ ‬بعدهم‭ ‬الأبناء‭ ‬فالأحفاد‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬ومازالوا‭ ‬صفحات‭ ‬خالدة‭ ‬من‭ ‬النضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عودة‭ ‬الحق‭ ‬لأهله‭. ‬إنه‭ ‬سجل‭ ‬العطاء‭ ‬المشرق‭ ‬لإزالة‭ ‬كارثة‭ ‬اغتصاب‭ ‬فلسطين‭ ‬عن‭ ‬جبين‭ ‬الأمة‭ ‬الدامي‭ ‬بمداد‭ ‬من‭ ‬الدم‭ ‬والتضحيات،‭ ‬وهاهي‭ ‬السنون‭ ‬تمضي‭ ‬والعدو‭ ‬يزداد‭ ‬غطرسةً‭ ‬واستكبارا‭ ‬وأبناء‭ ‬فلسطين‭ ‬يزدادون‭ ‬غضبًا‭ ‬وتضحية،‭ ‬فمن‭ ‬عاش‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭ ‬بعد‭ ‬تحريرها‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬السعداء‭ ‬ومن‭ ‬قُتل‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬الغزاة‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الشهداء،‭ ‬فنصرٌ‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬وفتحٌ‭ ‬قريب‭.‬