لمحات

عودة الحياة

| د.علي الصايغ

يبدو‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬أصبح‭ ‬بين‭ ‬خيارين‭ ‬لا‭ ‬ثالث‭ ‬لهما،‭ ‬فإما‭ ‬الإغلاق،‭ ‬أو‭ ‬عودة‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭ ‬تدريجياً‭ ‬بشرط‭ ‬التعامل‭ ‬بحزم‭ ‬لضمان‭ ‬تطبيق‭ ‬الاحترازات‭ ‬الصحية‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬الذي‭ ‬غير‭ ‬وجه‭ ‬العالم،‭ ‬بل‭ ‬غير‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحياة‭ ‬وقواعدها‭ ‬وعاداتها‭ ‬وتقاليدها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬متوقعاً‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭. ‬

إن‭ ‬خط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الاستنفار‭ ‬العالمي‭ ‬العام‭ ‬برأيي‭ ‬هو‭ ‬الإحساس‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬الجهات،‭ ‬فهو‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬عنق‭ ‬زجاجة‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬الذي‭ ‬يحصد‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأرواح،‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭ ‬بين‭ ‬صغير‭ ‬وكبير،‭ ‬ويستمر‭ ‬في‭ ‬إثبات‭ ‬أنه‭ ‬عدو‭ ‬شرس،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التهاون‭ ‬معه،‭ ‬بل‭ ‬يجدر‭ ‬الوقوف‭ ‬صفاً‭ ‬واحداً‭ ‬للنيل‭ ‬منه،‭ ‬ولن‭ ‬يتأتى‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬بالإحساس‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الكاملة،‭ ‬وتطبيق‭ ‬هذه‭ ‬القناعات‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬الممارسات‭ ‬اليومية‭ ‬والحياتية‭ ‬للأفراد،‭ ‬للتمكن‭ ‬من‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوباء،‭ ‬أو‭ ‬تقويضه،‭ ‬ودحره‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭. ‬

وهنا‭ ‬نحمد‭ ‬الله‭ ‬جميعاً‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬نعمة‭ ‬دائمة،‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬وأعني‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬كثافات‭ ‬سكانية‭ ‬عالية،‭ ‬أو‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة،‭ ‬فإنها‭ ‬لا‭ ‬توفر‭ ‬اللقاحات‭ ‬كما‭ ‬توفرها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أنها‭ ‬بالمجان،‭ ‬فهي‭ ‬نعمة‭ ‬نشكر‭ ‬الله‭ ‬عليها،‭ ‬ومن‭ ‬باب‭ ‬شكر‭ ‬النعمة‭ ‬التي‭ ‬منَّ‭ ‬الله‭ ‬بها‭ ‬علينا،‭ ‬علينا‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬واتباع‭ ‬التعليمات،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العودة‭ ‬التدريجية‭ ‬التي‭ ‬هلت‭ ‬بشائرها‭ ‬مع‭ ‬قدوم‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك،‭ ‬فلا‭ ‬تهاون‭ ‬أو‭ ‬تقاعس‭ ‬حتى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭.‬