علم وعمل

| زهير توفيقي

عرض‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬حلقات‭ ‬دينية‭ ‬طوال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬بعد‭ ‬الإفطار‭ ‬مباشرة،‭ ‬وفي‭ ‬الواقع‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أسجل‭ ‬إعجابي‭ ‬الشديد‭ ‬بهذا‭ ‬البرنامج‭ ‬الديني‭ ‬الذي‭ ‬نجح‭ ‬القائمون‭ ‬عليه‭ ‬نجاحًا‭ ‬منقطع‭ ‬النظير،‭ ‬ويستحقون‭ ‬العلامة‭ ‬الكاملة‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري،‭ ‬وقد‭ ‬جذب‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬اهتمام‭ ‬المشاهدين،‭ ‬بل‭ ‬أصبحوا‭ ‬ينتظرونه‭ ‬بكل‭ ‬شغف‭.‬

وما‭ ‬أعجبني‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬هو‭ ‬مقدمه‭ ‬الشاب‭ ‬محمد‭ ‬السعيد،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬متألقا‭ ‬جدًا‭ ‬في‭ ‬تقديمه‭ ‬وطريقة‭ ‬عرضه‭ ‬وسرده‭ ‬جميع‭ ‬المواضيع،‭ ‬فهو‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬صغر‭ ‬سنه‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬فرض‭ ‬شخصيته‭ ‬على‭ ‬المشاهدين،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬اختيار‭ ‬ضيوف‭ ‬الحلقات‭ ‬أصحاب‭ ‬الفضيلة‭ ‬شيوخ‭ ‬الدين‭ ‬كان‭ ‬متميزًا‭ ‬وكانوا‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬والفهم‭ ‬ويتناولون‭ ‬المواضيع‭ ‬بشكل‭ ‬رائع‭ ‬وبكل‭ ‬هدوء‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬اللغو‭ ‬والتشدد،‭ ‬كانوا‭ ‬جميعًا‭ ‬يحملون‭ ‬شهادات‭ ‬الدكتوراه،‭ ‬ما‭ ‬جعلهم‭ ‬يتميزون‭ ‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬في‭ ‬طرحهم‭ ‬جميع‭ ‬مواضيع‭ ‬الحلقات،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬جميع‭ ‬المواضيع‭ ‬المطروحة‭ ‬كانت‭ ‬مختارة‭ ‬بطريقة‭ ‬ذكية‭ ‬وعقلانية‭ ‬بعيدًا‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬المتشدد‭ ‬الذي‭ ‬عانينا‭ ‬منه‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬جدًا‭ ‬ولم‭ ‬يستطع‭ ‬تحقيق‭ ‬الغايات‭ ‬المرجوة‭ ‬بكل‭ ‬أسف،‭ ‬فجميع‭ ‬الحلقات‭ ‬كانت‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬الحميدة‭ ‬والمبادئ،‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬الإسلامية‭ ‬اليوم‭ ‬تعيش‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬حالة‭ ‬ضعف‭ ‬الالتزام‭ ‬بالأخلاق،‭ ‬والقيم،‭ ‬والمبادئ،‭ ‬والمثل‭ ‬الإسلامية‭ ‬السامية،‭ ‬مثل‭: ‬إفشاء‭ ‬السلام،‭ ‬والعدل،‭ ‬والإحسان،‭ ‬والصدق،‭ ‬والأمانة،‭ ‬وحسن‭ ‬الأخلاق،‭ ‬والتواضع،‭ ‬والتراحم،‭ ‬وحسن‭ ‬الظن‭ ‬بالآخرين،‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬أعراضهم،‭ ‬ومحبة‭ ‬المسلم‭ ‬لأخيه‭ ‬ما‭ ‬يحبه‭ ‬لنفسه‭ ‬وغيرها،‭ ‬لذا‭ ‬من‭ ‬واجبنا‭ ‬جميعًا‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬والقيم‭ ‬المذكورة‭ ‬في‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف‭ ‬التي‭ ‬ومع‭ ‬الأسف‭ ‬الأديان‭ ‬الأخرى‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تحقيقها‭ ‬أفضل‭ ‬منا‭.‬

ولا‭ ‬أنسى‭ ‬التنويه‭ ‬بالديكور‭ ‬الجميل‭ ‬الذي‭ ‬صمم‭ ‬لتصوير‭ ‬الحلقات،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬مريحة‭ ‬جدًا‭ ‬للمشاهد‭ ‬وبعيدة‭ ‬عن‭ ‬الأسلوب‭ ‬التقليدي‭ ‬الممل‭. ‬إذا‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نقر‭ ‬بأنه‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬التميز‭ ‬والإتقان‭ ‬فعلينا‭ ‬العمل‭ ‬بصورة‭ ‬احترافية‭ ‬ويتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬بذل‭ ‬جهود‭ ‬جبارة‭ ‬وعملا‭ ‬دؤوبا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬وبدعم‭ ‬مطلق‭ ‬من‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الجهاز‭ ‬الإعلامي‭ ‬المهم،‭ ‬فقد‭ ‬قال‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭: ‬“إنَّ‭ ‬اللهَ‭ ‬تعالى‭ ‬يُحِبُّ‭ ‬إذا‭ ‬عمِلَ‭ ‬أحدُكمْ‭ ‬عملًا‭ ‬أنْ‭ ‬يُتقِنَهُ”‭. ‬أكرر‭ ‬تقديري‭ ‬وامتناني‭ ‬لهذا‭ ‬العمل‭ ‬المتميز‭ ‬والمتقن،‭ ‬متمنيًا‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬التلفزيونية‭ ‬الناجحة‭ ‬والهادفة‭ ‬مستقبلًا‭. ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬والجميع‭ ‬بألف‭ ‬خير‭.‬