تهاني القيادة.. و... عيد في “وطن المحبة”

| عادل عيسى المرزوق

في‭ ‬غمرة‭ ‬نسمات‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬السعيد،‭ ‬أعاده‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬قيادتنا‭ ‬وبلادنا‭ ‬وشعبنا‭ ‬وكل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬وكل‭ ‬شعوب‭ ‬الدنيا‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬وسلام‭ ‬وخير،‭ ‬يحتار‭ ‬القلم‭ ‬فيما‭ ‬يختار‭ ‬ويحتار‭ ‬حامله،‭ ‬ولعل‭ ‬هذا‭ ‬حال‭ ‬كل‭ ‬الأعياد؛‭ ‬لأنها‭ ‬تثير‭ ‬في‭ ‬الوجدان‭ ‬والأشجان‭ ‬أطيب‭ ‬المعاني‭ ‬وأزكى‭ ‬الدلالات،‭ ‬وقد‭ ‬اعتدت‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬الأعياد‭ ‬أن‭ ‬أعيش‭ ‬لحظات‭ ‬مع‭ ‬القلم‭ ‬في‭ ‬حضرة‭ ‬الوطن‭ ‬العظيم،‭ ‬وفي‭ ‬روضة‭ ‬السمات‭ ‬والعادات‭ ‬والمباهج‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬القلوب‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬بيتنا‭ ‬البحريني‭ ‬الرائع‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬المباركة،‭ ‬نرفع‭ ‬إلى‭ ‬مقام‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى،‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظهما‭ ‬الله،‭ ‬وإلى‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬الوفي‭ ‬الأصيل‭ ‬الكريم‭ ‬أعطر‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات،‭ ‬مبتهلين‭ ‬إلى‭ ‬المولى‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬علينا‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬وجميعنا‭ ‬نرفل‭ ‬في‭ ‬رداء‭ ‬الخير‭ ‬اللامنتهي،‭ ‬لنعيش‭ ‬أعياد‭ ‬وطن‭ ‬المحبة،‭ ‬وكم‭ ‬هو‭ ‬رائع‭ ‬أن‭ ‬أقف‭ ‬عند‭ ‬بضع‭ ‬محطات‭ ‬هي‭ ‬لي‭ ‬بمثابة‭ ‬الخواطر‭.‬

‭*‬الخاطرة‭ ‬الأولى‭ (‬وطن‭ ‬يفاخر‭ ‬بالإنجازات‭): ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬وعيده‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬استثنائية‭ ‬ألمت‭ ‬بالعالم‭ ‬أجمع‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬والحديث‭ ‬هنا‭ ‬يطول‭ ‬ويتشعب‭ ‬فيما‭ ‬يتشعب‭ ‬عن‭ ‬الأوضاع‭ ‬والتحديات‭ ‬والمخاطر‭ ‬والآفاق،‭ ‬لكننا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬عند‭ ‬محطة‭ ‬حري‭ ‬بنا‭ ‬أن‭ ‬نتأملها‭ ‬جيدًا،‭ ‬وهي‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬فيها‭ ‬قيادتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬المفدى،‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬،‭ ‬كل‭ ‬الإمكانات‭ ‬لكي‭ ‬تتقدم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وتتصدر‭ ‬المشهد‭ ‬العالمي‭ ‬بما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬خطط،‭ ‬رغم‭ ‬محدودية‭ ‬الإمكانات‭ ‬والموارد،‭ ‬وتواجه‭ ‬ظروفًا‭ ‬صعبة‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للفيروس‭ ‬لم‭ ‬تقو‭ ‬عليها‭ ‬دول‭ ‬كبرى،‭ ‬ونجحت‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الانعكاسات‭ ‬الخطيرة،‭ ‬وهذا‭ ‬يحسب‭ ‬للدولة،‭ ‬ولكل‭ ‬فرد‭ ‬ولكل‭ ‬ساعد‭ ‬ولكل‭ ‬جندي‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬ولكل‭ ‬متطوع‭ ‬ولكل‭ ‬مواطن‭ ‬ومواطنة‭ ‬آمنوا‭ ‬بالتكاتف‭ ‬والتعاون‭ ‬والالتزام،‭ ‬وبعون‭ ‬الله،‭ ‬سنجتاز‭ ‬الصعاب‭.. ‬فلهؤلاء‭ ‬جميعًا‭: ‬عيدكم‭ ‬مبارك‭ ‬وجميلكم‭ ‬على‭ ‬رؤوسنا‭.‬

‭*‬الخاطرة‭ ‬الثانية‭ (‬فقيد‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬القلوب‭): ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬فقيد‭ ‬الوطن‭ ‬الكبير‭ ‬الراحل‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭)‬،‭ ‬فهذا‭ ‬أول‭ ‬عيد‭ ‬يغيب‭ ‬فيه‭ ‬“أبا‭ ‬علي”‭ ‬عنا‭ ‬جسدًا،‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يغادر‭ ‬الوطن‭ ‬وقلوب‭ ‬أهل‭ ‬الوطن‭ ‬فهو‭ ‬حاضر‭ ‬بمناقبه‭ ‬وسجله‭ ‬الحافل‭ ‬وعطائه‭ ‬المظفر‭ ‬وسيرته‭ ‬النبيلة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬أنجاله‭ ‬الكرام‭ ‬حفظهم‭ ‬الله‭ ‬جميعًا،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬كل‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين،‭ ‬نستذكر‭ ‬فيها‭ ‬وصاياه‭ ‬لنا‭ ‬جميعًا‭ ‬بأن‭ ‬نحافظ‭ ‬على‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والثقافة‭ ‬البحرينية‭ ‬لكي‭ ‬تبقى‭ ‬محفوظة‭ ‬تتناقلها‭ ‬الأجيال،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الأعياد؛‭ ‬لأننا‭ ‬تعلمنا‭ ‬منه‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭) ‬أنها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هوية‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬المتحاب،‭ ‬وهي‭ ‬محطة‭ ‬مهمة‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬معانيها‭ ‬أواصر‭ ‬المحبة‭ ‬والتواصل‭ ‬وتعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬وتقوية‭ ‬النسيج‭ ‬الوطني‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭... ‬عيدكم‭ ‬مبارك،‭ ‬وعساكم‭ ‬من‭ ‬العايدين‭ ‬والسعيدين‭.‬