أهلا بالعيد

| عبدعلي الغسرة

يُعتبر‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬السعيد‭ ‬الجائزة‭ ‬التي‭ ‬يستحقها‭ ‬الصائمون‭ ‬طيلة‭ ‬أيام‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬وهو‭ ‬يومٌ‭ ‬يحتفل‭ ‬فيه‭ ‬المسلمون‭ ‬بإتمام‭ ‬عبادة‭ ‬الصيام،‭ ‬وتم‭ ‬الاحتفال‭ ‬به‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الثانية‭ ‬للهجرة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فرض‭ ‬الله‭ ‬صيام‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬وهو‭ ‬يوم‭ ‬الفرح‭ ‬والسرور،‭ ‬فرح‭ ‬بإتمام‭ ‬عدة‭ ‬الصيام‭ ‬وسرور‭ ‬بقدوم‭ ‬العيد‭ ‬الذي‭ ‬تتآلف‭ ‬فيه‭ ‬القلوب‭ ‬وتجتمع‭ ‬على‭ ‬المحبة‭ ‬والمودة،‭ ‬وقبل‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬وقبل‭ ‬حلول‭ ‬العيد‭ ‬يدفع‭ ‬الفرد‭ ‬المسلم‭ ‬عنه‭ ‬وعن‭ ‬من‭ ‬يعوله‭ ‬زكاة‭ ‬الفطر‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬للفقراء‭ ‬والمحتاجين،‭ ‬فيعم‭ ‬الفرح‭ ‬والسرور‭ ‬على‭ ‬الجميع‭.‬

ويهل‭ ‬علينا‭ ‬العيد‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬للعام‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الأقطار‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬تتخذ‭ ‬إجراءات‭ ‬مشددة‭ ‬لمنع‭ ‬التجمعات‭ ‬كحظر‭ ‬التجول‭ ‬الشامل‭ ‬والتباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بين‭ ‬العوائل‭ ‬وفي‭ ‬المرافق‭ ‬العامة‭ ‬كالمنتزهات‭ ‬والمطاعم‭ ‬والمجمعات‭ ‬وأماكن‭ ‬الترفيه‭ ‬الأخرى،‭ ‬وذلك‭ ‬منعًا‭ ‬لانتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬وسلالاته،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬تزايد‭ ‬الإصابات‭ ‬في‭ ‬الموجة‭ ‬الثالثة‭ ‬منه‭ ‬عدا‭ ‬المحلات‭ ‬والأماكن‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬الخدمات‭ ‬الحياتية‭ ‬الضرورية‭ ‬والدوائر‭ ‬الخدمية‭ ‬العامة،‭ ‬بينما‭ ‬خففت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات،‭ ‬ويعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬تُنغص‭ ‬عليهم‭ ‬فرحتهم‭ ‬بالعيد،‭ ‬وتمنعهم‭ ‬من‭ ‬لقاء‭ ‬الأهل‭ ‬والأقارب‭ ‬والأصدقاء،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬إجراءات‭ ‬تنشد‭ ‬تحقيق‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬لهم‭ ‬ولعائلاتهم‭ ‬وأهليهم‭ ‬ومحاربة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬الذي‭ ‬عاد‭ ‬وانتشر‭ ‬بسلالاته،‭ ‬وللحفاظ‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬البشرية،‭ ‬وهي‭ ‬إجراءات‭ ‬احترازية‭ ‬لمكافحة‭ ‬هذا‭ ‬الوباء،‭ ‬ويمكنهم‭ ‬لقاء‭ ‬الآخرين‭ ‬بواسطة‭ ‬منصات‭ ‬الاتصال‭ ‬الإلكتروني‭.‬

ويعد‭ ‬التزام‭ ‬المواطنين‭ ‬بإجراءات‭ ‬الدولة‭ ‬والفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬مسؤولية‭ ‬وطنية،‭ ‬وعدم‭ ‬الاكتراث‭ ‬بالإجراءات‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬سلبية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الحالات‭ ‬القائمة‭ ‬وزيادة‭ ‬الوفيات،‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬ننشر‭ ‬العدوى‭ ‬ولا‭ ‬نفجع‭ ‬بأحد‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نحتفل‭ ‬بالعيد‭ ‬في‭ ‬بيوتنا‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬مسببات‭ ‬نشر‭ ‬العدوى‭ ‬التي‭ ‬تسببها‭ ‬سلالات‭ ‬كورونا‭ ‬المنتشرة‭ ‬وبأعداد‭ ‬كبيرة،‭ ‬وما‭ ‬تم‭ ‬اتخاذه‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬تخفيفية‭ ‬يأتي‭ ‬وفقًا‭ ‬لتطورات‭ ‬الوضع‭ ‬الصحي‭ ‬ولا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الوباء‭ ‬انحسر،‭ ‬وعلينا‭ ‬أخذ‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬والالتزام‭ ‬الدائم‭ ‬بالإجراءات‭ ‬كلبس‭ ‬الكمامة‭ ‬والتباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتعقيم،‭ ‬لنفرح‭ ‬ونبتهج‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬محدد‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬فجيعتنا‭ ‬بأحد‭.‬

وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬نرفع‭ ‬أسمى‭ ‬آيات‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬للقيادة‭ ‬السياسية‭ ‬والشعب‭ ‬البحريني‭ ‬وأمتنا‭ ‬العربية‭ ‬وشعبها‭ ‬المجيد‭ ‬وشعوب‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬والجميع‭ ‬بخير‭.‬