سوالف

شهادة نجاحك في الورشة أو لا تترشح للنيابي

| أسامة الماجد

لا‭ ‬تخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أهمية‭ ‬الورش‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجال،‭ ‬والتي‭ ‬وإن‭ ‬اقتصرت‭ ‬على‭ ‬مدة‭ ‬زمنية‭ ‬معينة‭ ‬فإنها‭ ‬فرصة‭ ‬للتعلم‭ ‬والتدريب‭ ‬وتلاقح‭ ‬الأفكار‭ ‬وتبادل‭ ‬التجارب‭ ‬ومعرفة‭ ‬النقاط‭ ‬التي‭ ‬ننطلق‭ ‬منها،‭ ‬وحسنا‭ ‬فعل‭ ‬السيد‭ ‬درويش‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬المناعي‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬بدعوته‭ ‬لتقديم‭ ‬“ورش‭ ‬تدريبية‭ ‬مكثفة‭ ‬لأعضاء‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬بفترة‭ ‬زمنية‭ ‬مناسبة‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬الحملة‭ ‬الانتخابية،‭ ‬بحيث‭ ‬يتم‭ ‬التسجيل‭ ‬اختيارياً‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ ‬لترشيح‭ ‬نفسه‭ ‬للمجلس‭ ‬النيابي،‭ ‬بتسجيل‭ ‬اسمه‭ ‬وذلك‭ ‬لأجل‭ ‬حضور‭ ‬الورش‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬المسؤوليات‭ ‬وصلاحيات‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية،‭ ‬مع‭ ‬تنمية‭ ‬القدرات‭ ‬السياسية‭ ‬للمترشح،‭ ‬وذلك‭ ‬لتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬السياسي‭ ‬والثقافة‭ ‬البرلمانية،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬والدستور،‭ ‬والقوانين،‭ ‬واللائحة‭ ‬الداخلية‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬وآلية‭ ‬صياغة‭ ‬المقترحات‭ ‬بقوانين،‭ ‬واستخدام‭ ‬الأدوات‭ ‬الرقابية‭ ‬والمساءلة،‭ ‬وقراءة‭ ‬الميزانيات‭ ‬العامة،‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬تثبت‭ ‬نجاحه‭ ‬ليضيفها‭ ‬في‭ ‬سيرته‭ ‬الذاتية‭ ‬وضمن‭ ‬برنامجه‭ ‬الانتخابي”‭.‬

العمل‭ ‬النيابي‭ ‬مضمار‭ ‬يتطلب‭ ‬خبرة‭ ‬كبيرة‭ ‬ودراية‭ ‬وتحديد‭ ‬مسار‭ ‬واضح‭ ‬وفق‭ ‬أسس‭ ‬سليمة،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تعيش‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الحقة‭ ‬ولها‭ ‬الريادة،‭ ‬فلهذا‭ ‬المجلس‭ ‬مجهودات‭ ‬وإمكانيات‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬وتحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المكاسب‭ ‬للمواطنين‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأهداف،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬أبسط‭ ‬أبجديات‭ ‬العمل‭ ‬البرلماني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الدورات‭ ‬التشريعية‭ ‬الماضية،‭ ‬وكانوا‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬سماسرة‭ ‬وعود‭ ‬فقط،‭ ‬يفتقدون‭ ‬الثقافة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمالية‭ ‬والسياسية،‭ ‬وشاهدنا‭ ‬بعضهم‭ ‬لا‭ ‬يفرق‭ ‬بين‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭ ‬والعمل‭ ‬النيابي،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬“الصراخ”‭ ‬والشعارات‭ ‬والانسحاب‭ ‬من‭ ‬الجلسات‭ ‬والمواقف‭ ‬الطارئة‭ ‬غير‭ ‬المبالية‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬بلا‭ ‬قيمة‭ ‬أصلا،‭ ‬لهذا‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬والواجب‭ ‬دخول‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يرشح‭ ‬نفسه‭ ‬للمجلس‭ ‬النيابي‭ ‬القادم‭ ‬هذه‭ ‬الورشة‭ ‬المكثفة‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬إليها‭ ‬درويش‭ ‬المناعي‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى،‭ ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يحالفه‭ ‬النجاح‭ ‬ويحصل‭ ‬على‭ ‬الشهادة‭ ‬التي‭ ‬تثبت‭ ‬“رصيده‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬البرلماني”‭ ‬لا‭ ‬يقحم‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬بحور‭ ‬عميقة‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الغوص‭ ‬فيها‭.‬