لمحات

فلسطين حرة عربية

| د.علي الصايغ

ما‭ ‬رأيناه‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المختلفة‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أبشع‭ ‬صور‭ ‬الظلم‭ ‬قاطبة،‭ ‬فليس‭ ‬أظلم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تسلب‭ ‬منازل‭ ‬الناس‭ ‬ويهجروا،‭ ‬ليقطن‭ ‬فيها‭ ‬مغتصبو‭ ‬الأرض‭ ‬والحرية،‭ ‬وليس‭ ‬أجرم‭ ‬من‭ ‬انتهاك‭ ‬بيوت‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬الله‭ ‬الحرام،‭ ‬وما‭ ‬بالك‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬أولى‭ ‬القبلتين،‭ ‬وثالث‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭. ‬

وما‭ ‬أبشع‭ ‬صور‭ ‬التغطرس‭ ‬والاستهزاء‭ ‬مع‭ ‬سلب‭ ‬حقوق‭ ‬الناس،‭ ‬ومحاولات‭ ‬الاستحقار‭ ‬والتعالي‭ ‬على‭ ‬الأبرياء‭ ‬والمظلومين‭ ‬والمحرومين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المرابط،‭ ‬المتمسك‭ ‬بأرضه،‭ ‬الذي‭ ‬آثر‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬وأهله‭ ‬البقاء‭ ‬متمسكاً‭ ‬وصامداً‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭ ‬من‭ ‬مال‭ ‬وحرية‭ ‬وأرواح‭.‬

وأمام‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الضجيج،‭ ‬وصرخات‭ ‬العالم‭ ‬بأسره،‭ ‬لم‭ ‬يحرك‭ ‬الصهاينة‭ ‬ساكناً،‭ ‬ولم‭ ‬يشعروا‭ ‬بالخجل‭ ‬قيد‭ ‬أنملة،‭ ‬مستمرين‭ ‬في‭ ‬طغيانهم،‭ ‬وعنجهيتهم،‭ ‬متمرسين‭ ‬في‭ ‬الظلم‭ ‬والجور،‭ ‬وانتهاك‭ ‬حقوق‭ ‬الآخرين‭ ‬عدواناً،‭ ‬والتعذيب،‭ ‬ومحاولات‭ ‬الإذلال‭ ‬والتقهير،‭ ‬دون‭ ‬الاكتراث‭ ‬إلى‭ ‬الأصوات‭ ‬المنادية‭ ‬بالكف‭ ‬عن‭ ‬الأذى،‭ ‬وإرجاع‭ ‬الحقوق‭ ‬إلى‭ ‬أهلها‭. ‬

ليكن‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عون‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الأحرار،‭ ‬الذين‭ ‬يستمرون‭ ‬في‭ ‬النضال،‭ ‬طوال‭ ‬السنين‭ ‬الطويلة‭ ‬الفائتة،‭ ‬رافعين‭ ‬العلم‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ومقدمين‭ ‬الشهداء‭ ‬من‭ ‬أبنائهم‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله‭ ‬والوطن،‭ ‬شهيداً‭ ‬تلو‭ ‬شهيد،‭ ‬حافظوا‭ ‬على‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬والقدس‭ ‬العاصمة‭ ‬المقدسة،‭ ‬وإن‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬العناء‭ ‬والتضحيات‭ ‬فإن‭ ‬النصر‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬لقريب،‭ ‬بإرجاع‭ ‬الحقوق‭ ‬والأرض‭ ‬المسلوبة‭ ‬إلى‭ ‬أهلها،‭ ‬وإحلال‭ ‬السلام‭ ‬الآمن‭ ‬العادل‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والبقاع‭ ‬المقدسة،‭ ‬وتبقى‭ ‬فلسطين‭ ‬حرة‭ ‬عربية‭ ‬إسلامية‭ ‬إلى‭ ‬أبد‭ ‬الآبدين‭.‬