لن نبتعد

| د.حورية الديري

“مرت‭ ‬أيامه‭ ‬سريعا”،‭ ‬هكذا‭ ‬نقول‭ ‬دائمًا‭ ‬كلما‭ ‬اقتربنا‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬العشر‭ ‬الأواخر‭ ‬لشهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬وكأننا‭ ‬في‭ ‬عتب‭ ‬مع‭ ‬الأيام‭ ‬الثلاثين،‭ ‬نحاكيها‭ ‬كلما‭ ‬أخذنا‭ ‬الشوق‭ ‬لما‭ ‬مر‭ ‬منها،‭ ‬علها‭ ‬تعود‭ ‬كي‭ ‬نقترب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أنفسنا،‭ ‬ونسألها‭ ‬التأني‭ ‬في‭ ‬مرور‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬منها‭ ‬كي‭ ‬نستأنس‭ ‬في‭ ‬تعويض‭ ‬ما‭ ‬فاتنا‭.‬

وفي‭ ‬حديثنا‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭.. ‬نختتم‭ ‬معا‭ ‬سلسلة‭ ‬مقالاتنا‭ ‬الرمضانية‭ ‬بأقوى‭ ‬ومضة‭ ‬عنوانها‭ ‬“لن‭ ‬نبتعد”،‭ ‬وهي‭ ‬تجسيد‭ ‬لكل‭ ‬الحكاية‭ ‬التي‭ ‬نريد‭ ‬طالما‭ ‬أننا‭ ‬أبطال‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬ولدينا‭ ‬كل‭ ‬الإمكانيات‭ ‬التي‭ ‬تجعلنا‭ ‬أقرب‭ ‬قولاً‭ ‬وعملاً‭ ‬دون‭ ‬لوم‭ ‬أو‭ ‬عتب‭ ‬لما‭ ‬قد‭ ‬يفوت‭. ‬والطريقة‭ ‬ليست‭ ‬سحرية‭ ‬أبدًا‭ ‬ولا‭ ‬تتطلب‭ ‬مجهودًا‭ ‬جبارًا،‭ ‬لأنها‭ ‬مقرونة‭ ‬بذواتنا،‭ ‬تبدأ‭ ‬بالارتباط‭ ‬الزمني‭ ‬وتوجيه‭ ‬الطاقة‭ ‬نحو‭ ‬الهدف‭ ‬حتى‭ ‬تتحقق‭ ‬الراحة‭ ‬النفسية‭ ‬التي‭ ‬تولد‭ ‬النظرة‭ ‬الإيجابية‭ ‬لما‭ ‬يحصده‭ ‬الشخص‭ ‬من‭ ‬رضا‭ ‬وتقدير،‭ ‬ولا‭ ‬غرو‭ ‬عندما‭ ‬نسرع‭ ‬أحيانًا‭ ‬وراء‭ ‬الحدث،‭ ‬ولا‭ ‬خوف‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬تباطؤ‭ ‬الخطوات‭ ‬أحيانا‭ ‬أخرى‭ ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬عجزًا‭ ‬أبدًا،‭ ‬لكنها‭ ‬تقلبات‭ ‬طبيعية‭ ‬بسبب‭ ‬المستجدات‭ ‬وترتيب‭ ‬الأمور‭.. ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬ونبارك‭ ‬لبعضنا‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬تمام‭ ‬النعمة‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬قبول‭ ‬الطاعات،‭ ‬والعود‭ ‬الحميد‭. ‬

جميلة‭ ‬هذه‭ ‬المحفزات‭ ‬والدعوات‭ ‬في‭ ‬معناها‭ ‬وفحواها،‭ ‬ونجزم‭ ‬الآن‭ ‬بحجم‭ ‬جهود‭ ‬المصممين‭ ‬والمبدعين‭ ‬لإطلاق‭ ‬عبارات‭ ‬التهنئة‭ ‬وتصميم‭ ‬الملصقات‭ ‬ونشرها‭ ‬عبر‭ ‬المنصات‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬ومنها‭ ‬ستضج‭ ‬هواتفنا‭ ‬فرحًا‭ ‬وابتهاجًا،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تحديدًا‭ ‬نختم‭ ‬الحكاية‭.. ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬عيد‭ ‬جديد‭ ‬بأحلامه‭ ‬وطموحاته‭ ‬التي‭ ‬نحملها‭ ‬معه،‭ ‬نتفق‭ ‬ونتجادل‭ ‬ونتعاهد،‭ ‬لكننا‭ ‬حتمًا‭ ‬سنقترب‭ ‬أكثر‭ ‬ولن‭ ‬نبتعد‭. ‬إذا‭ ‬واصلنا‭ ‬العزم‭ ‬ذاته‭ ‬وتمسكنا‭ ‬بأيامنا‭ ‬باعتبارها‭ ‬أيامًا‭ ‬ذهبية،‭ ‬واعتبرنا‭ ‬أيامنا‭ ‬القادمة‭ ‬منصة‭ ‬لاستقبال‭ ‬المحفزات‭ ‬والقرارات‭ ‬الصائبة،‭ ‬فإننا‭ ‬قد‭ ‬أكرمنا‭ ‬نفوسنا،‭ ‬ووضعنا‭ ‬لها‭ ‬منهاجًا‭ ‬وحققنا‭ ‬الراحة‭ ‬والاطمئنان‭ ‬الذي‭ ‬نريد،‭ ‬وبذلك‭ ‬تستمر‭ ‬خطوات‭ ‬الاقتراب‭ ‬أكثر‭ ‬وأكثر‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬نحو‭ ‬الهدف‭ ‬الحقيقي‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الذات‭. ‬

وسنبقى‭ ‬جاهزين‭ ‬لنشر‭ ‬الكرم‭ ‬ذاته،‭ ‬لذا‭ ‬تخيلوا‭ ‬معي‭ ‬الآن‭ ‬وبعد‭ ‬هذا‭ ‬كله‭.. ‬كيف‭ ‬سنستقبل‭ ‬الأيام؟‭ ‬وكيف‭ ‬سنودعها‭ ‬دون‭ ‬حسرة‭ ‬وألم؟‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بثقة‭ ‬العود‭ ‬الحميد‭ ‬والخط‭ ‬الوشيج،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير‭.‬