الملتحقون بالتعليم... من البدايات إلى الآن (1)

| د. حسين المهدي

في‭ ‬المجلس‭ ‬الرمضاني‭ ‬لصحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬بضيافة‭ ‬عائلة‭ ‬الحواج‭ ‬في‭ (‬26/4/2021‭)‬،‭ ‬ساهمنا‭ ‬بمقدمة‭ ‬عن‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬منذ‭ ‬بداياته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكتاتيب‭ ‬“المطوع”‭ ‬ببداية‭ ‬تسعينات‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬وبنهايته‭ ‬دخل‭ ‬التعليم‭ ‬شبه‭ ‬النظامي‭ ‬أو‭ ‬الصغير‭ ‬في‭ (‬1919م‭) ‬بتأسيس‭ ‬أول‭ ‬مدرسة‭ ‬نظامية‭ ‬في‭ ‬المحرق‭.‬

ذكر‭ ‬عبدالملك‭ ‬الحمر‭ ‬بكتابه‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬عن‭ ‬التعليم‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ (‬1965م‭)‬،‭ ‬وأشار‭ ‬إليه‭ ‬الدكتور‭ ‬منصور‭ ‬سرحان‭ ‬بكتابه‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ (‬1993م‭) ‬“واقع‭ ‬الحركة‭ ‬الفكرية‭ ‬في‭ ‬البحرين”‭ ‬في‭ (‬1940‭ - ‬1990م‭) ‬“لقد‭ ‬انتشر‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكتاتيب‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬فيها‭ ‬المطوع‭ ‬“المعلم”‭ ‬يقوم‭ ‬بتعليم‭ ‬الأطفال‭ ‬قراءة‭ ‬القرآن،‭ ‬وازدهرت‭ ‬هذه‭ ‬الكتاتيب‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬ولم‭ ‬يقتصر‭ ‬تدريس‭ ‬القرآن‭ ‬عن‭ ‬الأولاد‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬النسوة‭ ‬اللاتي‭ ‬قمن‭ ‬بتعليم‭ ‬الأولاد‭ ‬والبنات‭ ‬قراءة‭ ‬وحفظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬وكذلك‭ ‬قام‭ ‬بعض‭ ‬المطاوعة‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬بتعليم‭ ‬الأولاد‭ ‬والبنات”،‭ ‬وأتذكر‭ ‬أنني‭ ‬درست‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الخمسينات‭ ‬والستينات‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المطوعة‭ ‬العمانية‭ ‬“نصرة”‭ ‬بمنزلها‭ ‬جنوبي‭ ‬المحرق،‭ ‬وكنا‭ ‬صغاراً‭ ‬أولاداً‭ ‬وبناتاً‭ ‬معاً‭ - ‬وانتشرت‭ ‬الكتاتيب‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬منازل‭ ‬المطاوعة‭ ‬وبالأسواق‭ ‬وفي‭ ‬أركان‭ ‬بعض‭ ‬الدكاكين،‭ ‬وانحصرت‭ ‬مهمتها‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬تعليم‭ ‬حفظ‭ ‬القرآن‭ ‬والخط‭ ‬والقراءة‭ ‬وقليلاً‭ ‬من‭ ‬الحساب‭.‬

ويذكر‭ ‬الدكتور‭ ‬سرحان‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬شبه‭ ‬النظامي‭ ‬بدأ‭ ‬“يشق‭ ‬طريقه‭ ‬في‭ ‬البحرين”‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ (‬1892م‭) ‬عندما‭ ‬أسس‭ ‬القس‭ ‬صمويل‭ ‬زويمر‭ ‬المدرسة‭ ‬الإرسالية‭ ‬الأميركية‭ ‬وهي‭ ‬أول‭ ‬مدرسة‭ ‬خاصة‭ ‬تفتتح‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وكانت‭ ‬تقوم‭ ‬بتعليم‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬والحساب‭ ‬والقواعد‭ ‬العربية”‭ - ‬وأشارت‭ ‬الدكتورة‭ ‬مي‭ ‬العريض‭ ‬الشيراوي‭ ‬إلى‭ ‬نفس‭ ‬التاريخ‭ ‬في‭ ‬دراستها‭ ‬لعام‭ (‬1987م‭) ‬عن‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ (‬1919‭ - ‬1986م‭) - ‬ويضيف‭ ‬الدكتور‭ ‬سرحان‭ ‬أنها‭ ‬“أغلقت‭ ‬في‭ (‬1936م‭)‬”،‭ ‬لصعوبات‭ ‬تمويلها‭ ‬ولأسباب‭ ‬أخرى،‭ ‬وقال‭ ‬“لقد‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المدرسة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬والشابات‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬البلاد‭ ‬وكان‭ ‬يقوم‭ ‬بتدريسهم‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬بعض‭ ‬الأميركيين‭ ‬وانضم‭ ‬بعض‭ ‬المدرسين‭ ‬العرب‭ ‬لتدريس‭ ‬قواعد‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬وبلغ‭ ‬طلاب‭ ‬هذه‭ ‬المدرسة‭ ‬85‭ ‬طالباً‭ ‬في‭ ‬عام‭ (‬1905م‭)‬”‭ ‬وفقاً‭ ‬للدكتور‭ ‬هلال‭ ‬الشايجي‭ (‬1989م‭). ‬

الشيخة‭ ‬مي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ذكرت‭ ‬في‭ ‬كتابها‭ ‬“مئة‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭ ‬في‭ ‬البحرين”‭ ‬في‭ (‬1999م‭) ‬“افتتحت‭ - ‬أيمي‭ ‬زويمر‭ - ‬زوجة‭ ‬القس‭ ‬زويمر‭ ‬“مدرسة‭ ‬جوزة‭ ‬البلوط”‭ ‬كأول‭ ‬مدرسة‭ ‬نظامية‭ ‬للبنات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ (‬1899م‭)‬،‭ ‬وتلتها‭ ‬مدرسة‭ ‬أخرى‭ ‬للبنين‭ ‬عام‭ ‬1902م”‭. ‬وهناك‭ ‬تكملة‭.‬