مُلتقطات

“إنكارُ” اللجان الأهلية!

| د. جاسم المحاري

تأتي‭ ‬تنمية‭ ‬الإحساس‭ ‬بالانتماء‭ ‬المجتمعي‭ ‬ومسعى‭ ‬اكتساب‭ ‬الأجر‭ ‬والثواب‭ ‬واستثمار‭ ‬الأوقات‭ ‬في‭ ‬المنافع‭ ‬وتعويد‭ ‬الأشخاص‭ ‬–‭ ‬فرادى‭ ‬وجماعات‭ - ‬على‭ ‬تحمّل‭ ‬المسؤوليات‭ ‬والارتقاء‭ ‬بفكرهم‭ ‬وتهذيب‭ ‬شخصياتهم‭ ‬وتحسين‭ ‬مهاراتهم‭ ‬وغرس‭ ‬القيم‭ ‬النبيلة‭ ‬فيهم‭ ‬وبث‭ ‬روح‭ ‬التعاون‭ ‬وتعزيز‭ ‬الترابط‭ ‬بينهم،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تطوير‭ ‬بناهم‭ ‬النفسية‭ ‬وصقل‭ ‬مهاراتهم‭ ‬وإكسابهم‭ ‬الثقة‭ ‬بأنفسهم‭ ‬وترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬التعامل‭ ‬السلس‭ ‬وتبادل‭ ‬الآراء‭ ‬البناءة‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬ورفع‭ ‬مستوياتهم‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬منسوب‭ ‬ثقافتهم‭ ‬الفعلية‭ ‬المُنتجة‭ ‬وما‭ ‬يُظهرونه‭ ‬من‭ ‬خير‭ ‬وفير‭ ‬وأخلاق‭ ‬فاضلة‭ ‬لمجتمعاتهم‭ ‬تتجلى‭ ‬في‭ ‬حِفظ‭ ‬سلوكياتهم‭ ‬وحل‭ ‬مشكلاتهم‭ ‬ونشر‭ ‬الألفة‭ ‬والمحبة‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬بما‭ ‬تتركه‭ ‬من‭ ‬عوارض‭ ‬صحية‭ ‬مبهرة؛‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أُسّ‭ ‬“المُبْتَغَيَات”‭ ‬للمجتمعات‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬لحياة‭ ‬أفرادها‭ ‬وجماعاتها‭ ‬سمّواً‭ ‬خاصاً‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬تُصيّر‭ ‬لهم‭ ‬المساحات‭ ‬الفاعلة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مؤسساتها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المدنية‭ ‬الخاصة،‭ ‬وتعطي‭ ‬من‭ ‬أوقاتها‭ ‬الكثير‭ ‬لإنجاح‭ ‬مشاريعها‭ ‬المغمورة‭ ‬بالكفاءات‭ ‬المختلفة،‭ ‬والمستثمرة‭ ‬في‭ ‬العطاءات‭ ‬المتعددة‭. ‬

تعدّ‭ ‬اللجان‭ ‬الأهلية،‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬“المُبْتَغَيَات”‭ ‬للمجتمعات‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬تَعْمُر‭ ‬بها‭ ‬الساحة‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬بدلالتها‭ ‬الساطعة‭ ‬على‭ ‬الحيوية‭ ‬المجتمعية‭ ‬البحرينية‭ ‬المعهودة‭ ‬التي‭ ‬تُترجم‭ ‬مشاعر‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬المعطاء،‭ ‬في‭ ‬تحمّلها‭ ‬المسؤوليات‭ ‬وتلبيتها‭ ‬للاحتياجات‭ ‬وتعزيزها‭ ‬الروابط‭ ‬وتقليصها‭ ‬الفوارق‭ ‬واستثمارها‭ ‬الأوقات‭ ‬طوال‭ ‬السنة‭ ‬في‭ ‬شتّى‭ ‬الأعمال‭ ‬النبيلة‭ ‬التي‭ ‬انفردت‭ ‬بها‭ ‬تلك‭ ‬المنظومات‭ ‬الأهلية‭ ‬بمبادراتها‭ ‬المتميزة‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الأساسية‭ ‬وسط‭ ‬أجواء‭ ‬الشراكة‭ ‬الرشيدة‭ ‬التي‭ ‬تُشبع‭ ‬احتياجات‭ ‬المجتمع‭ ‬وتحقق‭ ‬الرفاهية‭ ‬لأفراده‭. ‬

من‭ ‬المؤسف،‭ ‬أنْ‭ ‬يقع‭ ‬هذا‭ ‬العطاء‭ ‬الاجتماعي‭ ‬“المنقطع‭ ‬النظير”‭ ‬لبعض‭ ‬هذه‭ ‬اللجان‭ ‬العاملة‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬قرى‭ ‬ومدن‭ ‬البحرين‭ ‬ضحية‭ ‬خطابات‭ ‬التصغير‭ ‬والتسقيط‭ ‬ونبرات‭ ‬التثبيط‭ ‬والتشكيك،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التضاربات‭ ‬في‭ ‬أهمية‭ ‬كينونتها‭ ‬المتوافقة،‭ ‬والتخبطات‭ ‬في‭ ‬جدوى‭ ‬أنشطتها‭ ‬المسموحة‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬فاقت‭ ‬الحساسية‭ ‬“المفرطة”‭ ‬مستوياتها‭ ‬بالأنانية‭ ‬تارة‭ ‬وبالأحادية‭ ‬تارة‭ ‬أخرى‭ ‬التي‭ ‬“تنكر”‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المجتمعات‭ ‬الإيجابية‭ ‬تحضرّها‭ ‬ورقيّها‭ ‬وحفظ‭ ‬ضروراتها‭ ‬في‭ ‬إشاعة‭ ‬الخير‭ ‬وإنكار‭ ‬الذات‭ ‬بين‭ ‬أطياف‭ ‬المجتمع‭.‬

نافلة‭: ‬

برزت‭ ‬“لجنة‭ ‬باربار”‭ ‬عبر‭ ‬قاعدتها‭ ‬الأهلية‭ ‬المتنامية‭ ‬ومنطلقها‭ ‬الخيري‭ ‬الخالص‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الفعاليات‭ ‬والمبادرات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وتفعيل‭ ‬الأنشطة‭ ‬والبرامج‭ ‬الثقافية،‭ ‬كواحدة‭ ‬من‭ ‬اللجان‭ ‬الأهلية‭ ‬البحرينية‭ ‬النشطة‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لتفعيل‭ ‬قنوات‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬المتاحة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬طرح‭ ‬مقترحات‭ ‬أهالي‭ ‬القرية‭ ‬ومرئياتهم‭ ‬وإيصال‭ ‬قوائم‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬ومتطلباتهم‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬الملّحة‭ ‬وتطويرها‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الشخصيات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الاعتبارية‭ ‬الفاعلة‭ ‬على‭ ‬جغرافية‭ ‬قرية‭ ‬باربار‭ ‬الواسعة‭ ‬وديموغرافيتها‭ ‬المزدحمة‭.‬