بين مدارس التفكير ومدارس التكفير.. وقضايا النزاهة والتعليم

| عبدالنبي الشعلة

كنت‭ ‬بمعيّة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬لقاءاته‭ ‬الخاصة‭ ‬بمؤسّس‭ ‬ورئيس‭ ‬وزراء‭ ‬سنغافورة‭ ‬الراحل‭ (‬لي‭ ‬كوان‭ ‬يو‭)‬،‭ ‬وقتها‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬كوان‭ ‬يو‭ ‬قد‭ ‬ترك‭ ‬مناصبه‭ ‬الرسمية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بقي‭ ‬رئيسًا‭ ‬للوزراء‭ ‬لمدة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬31‭ ‬عامًا،‭ ‬وأصبح‭ ‬بعدها‭ ‬رئيسًا‭ ‬شرفيًّا‭ ‬للدولة‭ ‬وحكيمها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬حاكمها،‭ ‬وبقيت‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬بلاده‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬سمعة‭ ‬ومكانة‭ ‬سياسية‭ ‬مرموقة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فارق‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2015‭.‬

وقد‭ ‬كان‭ ‬معظم‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اللقاء‭ ‬يدور‭ ‬حول‭ ‬تمكّن‭ ‬لي‭ ‬كوان‭ ‬يو‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬“معجزة‭ ‬سنغافورة”،‭ ‬وأسباب‭ ‬نجاح‭ ‬وتفوق‭ ‬هذه‭ ‬الجزيرة‭ ‬الصغيرة‭ ‬وتحولها‭ ‬من‭ ‬تجمع‭ ‬للمستنقعات‭ ‬الآسنة‭ ‬الراكدة‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬عصرية‭ ‬متقدمه‭ ‬تنبض‭ ‬بالحركة‭ ‬والنشاط،‭ ‬وكانت‭ ‬خلاصة‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الرئيس‭ ‬السنغافوري‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬تلك‭ ‬الأسباب‭ ‬الحرص‭ ‬الصارم‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬الشخص‭ ‬المناسب‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬المناسب‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬الجدارة‭ ‬والاستحقاق‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬أية‭ ‬اعتبارات‭ ‬أخرى،‭ ‬ويطبق‭ ‬هذا‭ ‬المبدأ‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬القمة،‭ ‬وفوق‭ ‬كراسي‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء؛‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬اختيار‭ ‬أفضل‭ ‬وأكفأ‭ ‬وأنزه‭ ‬العناصر،‭ ‬يتم‭ ‬استقطابهم‭ ‬وإغراؤهم‭ ‬بأعلى‭ ‬المزايا‭ ‬والمرتبات،‭ ‬وتبقى‭ ‬نزاهة‭ ‬الشخص‭ ‬عنصرًا‭ ‬أساسيًّا‭ ‬لا‭ ‬يخضع‭ ‬للمرونة‭ ‬ولا‭ ‬يقبل‭ ‬المساومة‭ ‬أو‭ ‬التساهل،‭ ‬ويتم‭ ‬ترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬النزاهة‭ ‬عند‭ ‬الوزير‭ ‬بتسكينه‭ ‬ماديًّا،‭ ‬وبهذا‭ ‬الشأن‭ ‬قال‭ (‬لي‭ ‬كوان‭ ‬يو‭): ‬“نحن‭ ‬نكافئهم‭ ‬ماليًّا‭ ‬بسخاء‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬أربعة‭ ‬أضعاف‭ ‬ما‭ ‬تدفعونه‭ ‬وتدفعه‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬الغنية‭ ‬لوزرائها”،‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬تحصن‭ ‬الشخص‭ ‬المرشح‭ ‬أخلاقيًّا‭ ‬وقيميًّا‭ ‬يتم‭ ‬تحصينه‭ ‬ماديًّا‭ ‬أيضًا‭ ‬بهدف‭ ‬حمايته‭ ‬من‭ ‬غواية‭ ‬وجريمة‭ ‬الفساد‭ ‬ومد‭ ‬اليد‭ ‬أو‭ ‬السطو‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬قبول‭ ‬الرشوة،‭ ‬وإذا‭ ‬حدث‭ ‬ذلك‭ ‬ولو‭ ‬في‭ ‬أدنى‭ ‬مستوى‭ ‬وأتفه‭ ‬المبالغ‭ ‬فإن‭ ‬المتورط‭ ‬يصبح‭ ‬مجرمًا‭ ‬بامتياز،‭ ‬ويلقى‭ ‬أشد‭ ‬وأقسى‭ ‬وأقصى‭ ‬عقاب‭ ‬دون‭ ‬شفقة‭ ‬أو‭ ‬رحمة؛‭ ‬لذلك‭ ‬أصبحت‭ ‬سنغافورة‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬مضرب‭ ‬المثل‭ ‬في‭ ‬النزاهة‭ ‬والنظام‭ ‬والكفاءة‭.‬

‭ ‬ثم‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬سلّم‭ ‬الأولوية‭ ‬ثلاثة‭ ‬وزارات‭ ‬أو‭ ‬مواقع‭ ‬حساسة‭ ‬ومحورية‭ ‬ضمن‭ ‬الأجهزة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬وكنت‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬المقصود‭ ‬وزارات‭ ‬الدفاع‭ ‬والداخلية‭ ‬والمالية‭ ‬أو‭ ‬الخارجية،‭ ‬لكن‭ ‬ظني‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬صائبًا،‭ ‬فالوزارات‭ ‬أو‭ ‬المواقع‭ ‬المعنية‭ ‬هي‭ ‬القضاء‭ ‬والتعليم‭ ‬والصحة،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬الإنفاق‭ ‬بسخاء،‭ ‬وتدفع‭ ‬أعلى‭ ‬المرتبات‭ ‬الشهرية‭ ‬للقضاة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المحاكم‭ ‬وعلى‭ ‬كافة‭ ‬درجات‭ ‬التقاضي؛‭ ‬وذلك‭ ‬لضمان‭ ‬استقطاب‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬الأكفأ‭ ‬والأفضل،‭ ‬ولضمان‭ ‬نزاهة‭ ‬وعدالة‭ ‬القضاء،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬التطور‭ ‬والنمو‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬قضاء‭ ‬نزيه‭ ‬عادل،‭ ‬واليوم‭ ‬فإن‭ ‬التجربة‭ ‬السنغافورية‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الدولية‭ ‬الناجحة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإصلاح‭ ‬القضائي،‭ ‬وما‭ ‬تزال‭ ‬سنغافورة‭ ‬تتمتع‭ ‬بسمعة‭ ‬طيبة‭ ‬في‭ ‬النزاهة‭ ‬والحياد‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬التجاري،‭ ‬وأصبح‭ ‬اختصاصها‭ ‬القضائي‭ ‬شائعًا‭ ‬للتحكيم‭ ‬والمحاكمة‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭.‬

وكذلك‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬للقطاع‭ ‬الطبي؛‭ ‬هنا‭ ‬أيضًا‭ ‬تنفق‭ ‬حكومة‭ ‬سنغافورة‭ ‬بسخاء‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬المرافق‭ ‬العلاجية‭ ‬والبحثية‭ ‬الطبية،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬إعداد‭ ‬وتهيئة‭ ‬واستيعاب‭ ‬أفضل‭ ‬الكوادر‭ ‬والكفاءات‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬لضمان‭ ‬توفير‭ ‬أفضل‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬الوقاية‭ ‬والعلاج،‭ ‬فصحة‭ ‬الأمة‭ ‬هي‭ ‬سبيل‭ ‬تطورها،‭ ‬واليوم،‭ ‬وحسب‭ ‬التقارير‭ ‬الأخيرة‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬فإن‭ ‬سنغافورة‭ ‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬السادسة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬190‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬المقدمة،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تطورًا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العناية‭ ‬الصحية‭ ‬والسياحة‭ ‬العلاجية‭.‬

‭ ‬وعندما‭ ‬وصل‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اللقاء‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬صمت‭ ‬لي‭ ‬كوان‭ ‬يو‭ ‬قليلًا‭ ‬ثم‭ ‬قال‭ ‬Education is the foundation of everything،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬أو‭ ‬القاعدة‭ ‬لكل‭ ‬شيء،‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭ ‬حرص‭ ‬لي‭ ‬كوان‭ ‬يو‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬ونجح‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬نظام‭ ‬تعليمي‭ ‬يعتبر‭ ‬أرقى‭ ‬أنظمة‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بلا‭ ‬منازع،‭ ‬واليوم‭ ‬فإن‭ ‬“مؤشر‭ ‬دافوس‭ ‬العالمي‭ ‬حول‭ ‬التعليم‭ ‬للعام‭ ‬2021”‭ ‬وهو‭ ‬مؤشر‭ ‬موثوق‭ ‬معتبر‭ ‬صادر‭ ‬ﻋﻦ‭ ‬اﻟﻤﻨﺘﺪى‭ ‬اﻻﻗﺘﺼﺎدي‭ ‬اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ‭ ‬ﻓﻲ‭ ‬داﻓﻮس،‭ ‬وقد‭ ‬رصد‭ ‬وقاس‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬140‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ووضع‭ ‬سنغافورة‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬مجتمعة‭.‬

وقد‭ ‬أكد‭ ‬تقرير‭ ‬مؤشر‭ ‬دافوس‭ ‬“أن‭ ‬ﺳﻨﻐﺎﻓﻮرة‭ ‬ﺗﻤﺜﻞ‭ ‬ﻧﻤﻮذجًا‭ ‬فذًّا‭ ‬لتجربة‭ ‬نهضة‭ ‬أﻣﺔ،‭ ‬ﻓﻔﻲ‭ ‬أﻗﻞ‭ ‬ﻣﻦ‭ ‬50‭ ‬ﻋﺎﻣًﺎ‭ ‬ﺗﺤﻮﻟﺖ‭ ‬ﻣﻦ‭ ‬ﺟﺰﻳﺮة‭ ‬ﻓﻘﻴﺮة‭ ‬تقطنها‭ ‬ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ‭ ‬أﻣﻴّﺔ‭ ‬ﻣﻦ‭ ‬اﻟﺴﻜﺎن‭ ‬إﻟﻰ‭ ‬دوﻟﺔ‭ ‬ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ‭ ‬ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ‭ ‬ﺗﻀﺎﻫﻲ‭ ‬ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت‭ ‬معيشتها‭ ‬نظيراتها‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬الأكثر‭ ‬تطورًا،‭ ‬فقد‭ ‬فطن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬لي‭ ‬كوان‭ ‬يو‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‭ ‬عامل‭ ‬حاسم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬ولعبت‭ ‬الحاجات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬سنغافورة‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًّا‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬معالم‭ ‬سياسة‭ ‬التعليم”‭. ‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كنا‭ ‬فيه،‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬وما‭ ‬نزال،‭ ‬مشغولين‭ ‬بتأسيس‭ ‬ودعم‭ ‬مدارس‭ ‬التكفير،‭ ‬كانت‭ ‬سنغافورة‭ ‬قد‭ ‬أﻃﻠﻘﺖ‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1997‭ ‬ﻣﺒﺎدرة‭ ‬‮«‬ﻣﺪارس‭ ‬اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ،‭ ‬ﺗﻌﻠﻢ‭ ‬اﻷﻣﺔ‮»‬‭ ‬وكانت‭ ‬ﻗﺎﺋﻤﺔ‭ ‬ﻋﻠﻰ‭ ‬أرﺑﻌﺔ‭ ‬ﻣﺒﺎدئ‭: ‬دفع‭ ‬أجور‭ ‬مجزية‭ ‬للمدرسين‭ ‬لاستقطاب‭ ‬أفضل‭ ‬العناصر،‭ ‬وإعطاء‭ ‬إدارات‭ ‬المدارس‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬الاستقلالية،‭ ‬وإلغاء‭ ‬التفتيش‭ ‬واستحداث‭ ‬التميز‭ ‬المدرسي،‭ ‬وﺗﻘﺴﻴﻢ‭ ‬اﻟﻤﺪارس‭ ‬ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت‭ ‬ﻳﺸﺮف‭ ‬ﻋﻠﻴﻬﺎ‭ ‬ﻣﻮﺟﻬﻮن‭ ‬ﻣﺨﺘﺼﻮن‭ ‬لتمكينهم‭ ‬ﻣﻦ‭ ‬اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ‭ ‬واﺳﺘﺤﺪاث‭ ‬ﺑﺮاﻣﺞ‭ ‬ﺟﺪﻳﺪة‭.‬

ثم‭ ‬أطلقت‭ ‬سنغافورة‭ ‬مبادرة‭ ‬جديدة‭ ‬وهي‭ ‬مبادرة‭ ‬“تعليم‭ ‬أقل‭.. ‬تعلم‭ ‬أكثر”‭ ‬ركّزت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬أساليب‭ ‬التدريس‭ ‬وتقليل‭ ‬حجم‭ ‬المحتوى‭ ‬لإفساح‭ ‬المجال‭ ‬للتفكير‭.‬

ولذلك،‭ ‬فليس‭ ‬مستغربًا‭ ‬أن‭ ‬يكشف‭ ‬مؤشر‭ ‬دافوس‭ ‬عن‭ ‬تدني‭ ‬ترتيب‭ ‬أغلب‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬جودة‭ ‬التعليم،‭ ‬فالمرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬حصدتها‭ ‬سنغافورة‭ ‬كما‭ ‬ذكرنا،‭ ‬ثم‭ ‬تلتها‭ ‬سويسرا،‭ ‬وفي‭ ‬المرتبة‭ ‬الثالثة‭ ‬فنلندا،‭ ‬ودولة‭ ‬قطر‭ ‬رابعًا،‭ ‬وﺣﻠﺖ‭ ‬اﻟﻮﻻﻳﺎت‭ ‬اﻟﻤﺘﺤﺪة‭ ‬اﻷميركية‭ ‬ﻓﻲ‭ ‬اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ‭ ‬18،‭ ‬قبلها‭ ‬كانت‭ ‬الدنمارك‭ ‬وبعدها‭ ‬السويد،‭ ‬فيما‭ ‬صنفت‭ ‬ألمانيا‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬20،‭ ‬وجاءت‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬22،‭ ‬واليابان‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬31‭ ‬متبوعة‭ ‬بأستراليا،‭ ‬فيما‭ ‬حلت‭ ‬أسبانيا‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬47،‭ ‬وجاءت‭ ‬تركيا‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬95‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لتصنيف‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬الأولى‭ ‬عربيًّا‭ ‬والرابعة‭ ‬عالميًا،‭ ‬تلتها‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬العاشرة،‭ ‬ولبنان‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬25،‭ ‬ثم‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬33،‭ ‬فالأردن‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬45،‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬54‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬140‭ ‬دولة‭ ‬شملها‭ ‬مؤشر‭ ‬الجودة،‭ ‬فيما‭ ‬احتلت‭ ‬مصر‭ ‬المرتبة‭ ‬139،‭ ‬وهو‭ ‬المركز‭ ‬قبل‭ ‬الأخير،‭ ‬وقد‭ ‬اعتبر‭ ‬المؤشر‭ ‬كلًا‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬والسودان‭ ‬وسوريا‭ ‬والعراق‭ ‬واليمن‭ ‬والصومال‭ ‬دولاً‭ ‬غير‭ ‬مصنفة،‭ ‬لأنها‭ ‬دول‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬أبسط‭ ‬معايير‭ ‬الجودة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭.‬

كنا‭ ‬نود‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬لي‭ ‬كوان‭ ‬يو،‭ ‬لولا‭ ‬أنهم‭ ‬قالوا‭ ‬لنا‭ ‬بأن‭ ‬الترحم‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬المسلم‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬والقذافي‭ ‬وعلي‭ ‬صالح‭ ‬ومن‭ ‬في‭ ‬شاكلتهم،‭ ‬إنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون‭.‬