الصناعة في التجارة الإلكترونية

| حامد المحاري

حقّقت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نجاحا‭ ‬ونموّا‭ ‬متواصلا‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي؛‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬أهدافها‭ ‬الواضحة‭ ‬و‭ ‬سياساتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الناجحة،‭ ‬حيث‭ ‬وضعت‭ ‬الدولة‭ ‬قواعد‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي‭ ‬عام‭ ‬1975م؛‭ ‬والذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬مُنتجات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬فحسب،‭ ‬وجعل‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي‭ ‬قطاعا‭ ‬متنوعا،‭ ‬فأنشأت‭ ‬البحرين‭ ‬مناطق‭ ‬صناعيّة‭ ‬جديدة،‭ ‬كما‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬جلب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تشجيع‭ ‬وتعزيز‭ ‬المشاريع‭ ‬الصناعية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسهيل‭ ‬الصناعة‭ ‬المحليّة،‭ ‬وإيجاد‭ ‬بيئة‭ ‬جاذبة‭ ‬لأصحاب‭ ‬الشركات‭ ‬والمستثمرين‭ ‬ورواد‭ ‬ورائدات‭ ‬الأعمال،‭ ‬تماشيا‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬المملكة‭ ‬2030‭ ‬لدى‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭. ‬

لقد‭ ‬حان‭ ‬وقت‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬في‭ ‬المنشآت‭ ‬الصناعية‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬وخدمات‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬من‭ ‬“المنشآت‭ ‬الصناعية”؛‭ ‬لتعزيز‭ ‬دور‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ورفع‭ ‬استفادة‭ ‬المنشآت‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬من‭ ‬الإمكانات‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية،‭ ‬التوسع،‭ ‬النمو،‭ ‬وتعزيز‭ ‬هويتها‭ ‬التجارية‭ ‬محليا‭ ‬ودوليا،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬والخدمات‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تمكّن‭ ‬رواد‭ ‬الأعمال؛‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬للمنشآت‭ ‬إلى‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬مما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬ووظائف‭ ‬جديدة،‭ ‬وإيجاد‭ ‬بيئة‭ ‬جاذبة‭ ‬لأصحاب‭ ‬الشركات‭ ‬والمستثمرين‭ ‬ورواد‭ ‬ورائدات‭ ‬الأعمال‭. ‬

وتتمثل‭ ‬الأهداف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬لتسهيل‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬تحديث‭ ‬البنية‭ ‬المعلوماتية‭ ‬الصناعية‭ ‬عن‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬ومساعدة‭ ‬“المنشآت‭ ‬الصناعية”‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬على‭ ‬التطور‭ ‬والتقدم‭. ‬وبالإمكان‭ ‬ضمن‭ ‬البرامج‭ ‬الداعمة‭ ‬الحكومية‭ ‬لفئة‭ ‬“المنشآت‭ ‬الصناعية”‭ ‬متناهية‭ ‬الصغر،‭ ‬والصغيرة،‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬حيث‭ ‬البرامج‭ ‬المتوفرة‭ ‬تقدم‭ ‬الخدمات‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الداعمة‭ ‬للتجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وحلول‭ ‬تأسيس‭ ‬المتاجر‭ ‬الإلكترونية‭ ‬أو‭ ‬الأسواق‭ ‬الإلكترونية‭. ‬بالإضافة‭ ‬لبرامج‭ ‬التدريب‭ ‬ودعم‭ ‬الأجور‭ ‬التي‭ ‬بالإمكان‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬افاق‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬“المنشآت‭ ‬الصناعية”‭. ‬

إن‭ ‬84‭ % ‬من‭ ‬المنشآت‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تعتبر‭ ‬ضمن‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬تستطيع‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التجارة‭ ‬الالكترونية‭. ‬إن‭ ‬حجم‭ ‬الأرباح‭ ‬‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬الالكترونية‭ ‬وسوق‭ ‬الوسائل‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والذي‭ ‬يقدر‭ ‬بنحو‭ ‬377‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬بحريني،‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬أعلنه‭ ‬مجلس‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يواكب‭ ‬سوق‭ ‬الوسائل‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬ينمو‭ ‬ثلاثة‭ ‬أضعاف‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬4‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2022‭.‬