سوالف

عيسى قاسم يعود إلى لعبته المفضلة... التحريض والإرهاب (2)

| أسامة الماجد

يتميز‭ ‬الوضع‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬بتأزم‭ ‬اقتصادي‭ ‬واجتماعي،‭ ‬وهناك‭ ‬صراعات‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬بين‭ ‬أجنحة‭ ‬النظام‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬صحة‭ ‬خامنئي‭ ‬حرجة‭ ‬للغاية‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬مشاكل‭ ‬إقليمية‭ ‬وسيناريوهات‭ ‬تغير‭ ‬محتملة،‭ ‬خصوصا‭ ‬مشكلة‭ ‬البديل‭ ‬أو‭ ‬الخلافة،‭ ‬لهذا‭ ‬شعر‭ ‬المدعو‭ ‬عيسى‭ ‬قاسم‭ ‬بالمخاطر‭ ‬المحدقة‭ ‬بنظامه‭ ‬الإيراني‭ ‬وقرب‭ ‬هزيمته‭ ‬المريرة‭ ‬فخرج‭ ‬من‭ ‬الظل‭ ‬وأخذ‭ ‬في‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والتحريض‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬العدسات‭ ‬لعلمه‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬صالات‭ ‬عرض‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البيوت‭ ‬التي‭ ‬تسمع‭ ‬له‭ ‬وتسير‭ ‬على‭ ‬دربه‭ ‬ستعرض‭ ‬أفلامه‭ ‬وستستعيد‭ ‬المقاطع‭ ‬الأرشيفية‭ ‬عن‭ ‬قتل‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬وأعمال‭ ‬التخريب‭ ‬والفوضى‭ ‬التي‭ ‬قاموا‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬2011،‭ ‬فقد‭ ‬لوحظ‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬أنه‭ ‬كلما‭ ‬تورط‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬يائس‭ ‬رفع‭ ‬أعوانه‭ ‬ومحبوه‭ ‬كعيسى‭ ‬قاسم‭ ‬العصا‭ ‬وراحوا‭ ‬يضربون‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬ويصرخون‭ ‬كالمجانين‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬إرهاب‭ ‬الملالي،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬عيسى‭ ‬قاسم‭ ‬طرف‭ ‬رئيس‭ ‬في‭ ‬الوفاق‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬فبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬سيخرج‭ ‬ويعلن‭ ‬عن‭ ‬إرهابه‭ ‬وتطرفه،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الخروج‭ ‬لم‭ ‬يفاجئ‭ ‬المراقبين‭ ‬السياسيين‭ ‬والرأي‭ ‬العام‭ ‬لمعرفتهم‭ ‬التامة‭ ‬بتوجه‭ ‬عيسى‭ ‬قاسم‭ ‬وقانون‭ ‬الفوضى‭ ‬الشاملة‭ ‬الذي‭ ‬يتبعه‭ ‬وخلفيته‭ ‬الطائفية‭ ‬والأدوار‭ ‬التي‭ ‬يلعبها‭ ‬في‭ ‬تهديد‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭.‬

ظهور‭ ‬عيسى‭ ‬قاسم‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬القدس‭ ‬العالمي‭ ‬مع‭ ‬أعوانه‭ ‬الإرهابيين‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فلسطين،‭ ‬فهي‭ ‬آخر‭ ‬همهم،‭ ‬ولا‭ ‬تهمهم‭ ‬فلسطين‭ ‬ولا‭ ‬غيرها،‭ ‬إنما‭ ‬يضحكون‭ ‬على‭ ‬أتباعهم‭ ‬بالشعارات‭ ‬ونهج‭ ‬الكذب،‭ ‬فطريقهم‭ ‬معروف‭ ‬وهو‭ ‬طريق‭ ‬السياسات‭ ‬والمؤامرات‭ ‬الخبيثة‭ ‬التي‭ ‬تحاك‭ ‬ضد‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬والتهديد‭ ‬وحلم‭ ‬السيطرة‭ ‬الذي‭ ‬يعربد‭ ‬في‭ ‬عقول‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬لكن‭ ‬النقطة‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬التوقف‭ ‬عندها‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬المدعو‭ ‬عيسى‭ ‬قاسم‭  - ‬وأتباعه‭ - ‬وكما‭ ‬نعرف‭ ‬هدد‭ ‬جيلا‭ ‬بأكمله‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬“أيام‭ ‬الدوار”‭ ‬بخطبه‭ ‬البطولية‭ ‬الوهمية‭ ‬ورأينا‭ ‬كيف‭ ‬كانوا‭ ‬يسيرون‭ ‬خلفه‭ ‬وتحت‭ ‬إمرته‭ ‬دون‭ ‬نقاش،‭ ‬وعلينا‭ ‬اليوم‭ ‬سد‭ ‬هذا‭ ‬الباب‭ ‬والمنفذ‭ ‬لأنه‭ ‬حتما‭ ‬سيحاول‭ ‬عبثا‭ ‬وبكل‭ ‬غباء‭ ‬اختراق‭ ‬مبادرات‭ ‬الانتماء‭ ‬الوطني‭ ‬ووحدة‭ ‬الصف‭ ‬واللحمة‭ ‬المجتمعية‭.‬